«مزاج» نواب الشعب يبدأ من القهوة.. قائمة المشروبات الرسمية لأعضاء البرلمان

الأحد، 08 يوليو 2018 02:00 م
«مزاج» نواب الشعب يبدأ من القهوة.. قائمة المشروبات الرسمية لأعضاء البرلمان
مجلس النواب- أرشيفية
مصطفى النجار

 
«وللناس فيما يعشقون مذاهب».. حكمة قالها الشاعر العربي أبو فراس الحمداني، إذا أنها تعبر عن اختلاف تناول الأمر من شخص لشخص، حتى وإن كانت القهوة.
 
 
اجتمع السياسيون في كل بقاع الأرض على عشقهم للسياسة، وهو ما يمتزج في توليفه رائعة مع حبهم لـ «القهوة»، حتى إذا اختلفت طريقة تحضيرها من شعب لأخر، فكما لكل وطن ظروفه السياسية، فلكل سياسي طريقته في تناول القهوة و«تحويجة» مخصوصة للبن، إلى جانب أنه كل عاشق للقهوة طقوساً في تناول هذا المشرب العالمي.
 
 
 
داخل مجلس النواب، يصنع عمال الكافتيريات في أرجاء مبنى مجلس النواب، مئات الأكواب من القهوة والشاي والمشروبات المثلجة، كل يوم، ويرتفع العدد إلى آلاف، في الأيام التي تنعقد فيها الجلسات العامة التى تشهد إقبالًا كثيفًا من النواب والموظفين العاملين بالمجلس، وفي أيام الذروة داخل البرلمان، يتجاوز عدد المتواجدين عن 3500 شخص، وهو ما يستلزم منهم المزيد من الانجاز في العمل والسرعة والدقة، فما بين طلب وأخر لا تتخطي سرعة الإنجاز أكثر من 5 دقائق على الأكثر.
 
 
وتظل القهوة هى المشروب الأكثر انتشارًا وتفضيلاً في الغرف المغلقة وقاعات الاجتماعات بل والبهو الفرعوني وكافتيريا النواب في الدور العاشر بمقر مبنى المجمع.
 
 
يميل أغلب النواب لتناول القهوة «المظبوطة»، المكونة من بن فاتح اللون، بينما يأتي في المرتبة الثانية من حيث مذاق السكر، «القهوة السادة أو السكر الخفيف»، لتكون الخيار الأمثل لكبار المسئولين الحكوميين في الجلسات الساخنة التي يتعرضون فيها لانتقادات من جانب النواب، وهو ما حدث منذ قرابة شهرين مع الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، حين طلب ثلاثة أكواب من القهوة السادة في أثناء انتقاد النواب لعدم وجود رؤية واضحة للوزارة في تطوير نظام الثانوية العامة، وهو نفس الاختيار الذى يميل إليه وكلاء الوزارات ورؤساء الهيئات، بينما تأتي القهوة الزيادة من نصيب نواب محافظات الصعيد، الذين يعتبرون السكر عامل أساسي في المشروبات سواء شاي أو قهوة.
 
 
ارتباط السياسيون بشرب القهوة بالسكر أو بدون سكر، وحبذا إذا كان البن معتدل اللون بين الذهبي والأسود، لتبلغ مدى تأثيرها كما يؤثر «المسحوق السحري» الذى ينقذ الأخيار في أفلام الكارتون، فتجد أن السياسي يتناول هذا المشروب في الجلسات المهمة التى تحتاج إلى المزيد من التركيز والمجهود في الاجتماعات وهو ما يحدث في عدد ليس بالقليل للمؤسسات التي تمارس العمل السياسي، كما أنه يعتقد البعض أن فنجان أو كوب القهوة «المظبوط» يساهم بشكل فعال في التوصل لنتائج ايجابية للجلسات السياسية.
 
 
يبتعد السياسيون عادة، عن تناول القهوة المانو أو القهوة الفرنساوي الممزج فيها البن الفاتح أو الغامق بالحليب، لاعتقاد راسخ لديهم أنها «مشروب الفرافير»، ومن العيب تناوله خاصة في العلن، أما القهوة «سكر زيادة»، فهي شراب قد يسبب لكبار السياسيين في «ميوعه في النفس»، مما قدر يعرضهم لـ «تغكير المزاج» يعكر المزاج ويفسد جلسات العمل لذلك يفضلون الابتعاد عنه، فتبقى القهوة المشروب المعتمد لدي السياسيين وينافسها في المرتبة التالية «الشاي الأحمر»، ثم القهوة سريعة التحضير.
 
 
قد يندهش الكثيرين، إذا علموا أن المشروب الرسمي داخل قاعات الاجتماعات، والأكثر تحضيرا وشعبية بين أعضاء مجلس النواب، هو الكركديه المثلج أو «العناب»، ويليه في الإقبال «السوبيا باللبن كامل الدسم»، التي يعتقد النواب أنها مهدئة للاعصاب وتحفظ وظائف الجسم، حتى بعد ارتفاع الأسعار التي حدثت مؤخرا بعد قرارات رفع الدعم عن المحروقات.
 
 
يتناول أعضاء مجلس النواب، مشروباتهم المفضلة، خارج قاعات اللجان، بمقابل مادى، بينما جميع المشروبات التي يتناولها أعضاء المجلس داخل الاجتماعات من جانب المسئولين الحكوميين ومنظمات المجتمع المدني، تكون «مجانية»، حتى أنه أصبح هناك أمر أشبه «بروتوكول»، يتبعه عمال البوفيه في تقديم المشروبات، حيث يدخل رجل البوفيه ويقدم مشروب الكركديه المثلج في كاسات، ثم يتم تقديم الشاي بالسكر المعتدل أو سؤال النواب والضيوف والصحفيين والإعلاميين، إذا كانوا يرغبون في تناول مشروبات أخرى على رأسها القهوة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة