إعلان أسمرة.. نهاية الحرب وبداية صفحة جديدة بين إثيوبيا وإريتريا

الإثنين، 09 يوليو 2018 05:00 م
إعلان أسمرة.. نهاية الحرب وبداية صفحة جديدة بين إثيوبيا وإريتريا
الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي خلال لقائمها التاريخي
محمود علي

بعد 20 عامًا من الأزمات والحروب العسكرية بين إثيوبيا وإريتريا على خلفية نزاعا حدوديًا، سقط خلالها نحو 80 ألف قتيل، شهدت الأيام الماضية فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين تكللت في النهاية بتوقيع رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد علي اليوم مع الرئيس الإريتري، أسياسي أفورقي، «إعلان أسمرة» في إطار تطبيع العلاقات وفتح الحدود بينهما.

وتتضمن الإعلان الذي وقع عليه الزعيمان الإثيوبي والاريتري بعيد لقاء تاريخي في أسمرة، انتهاء حالة الحرب بينهما، وقال وزير الإعلام الإريتري، يماني جبر ميسكيل، على "تويتر" نقلا عن  البيان"حالة الحرب التي كانت قائمة بين البلدين انتهت. لقد بدأ عصر جديد من السلام والصداقة".

ويأتي توقيع إعلان أسمرة اليوم الاثنين، بعدما أعلن رئيس وزراء إثيوبيا والرئيس الإريتري الأحد خلال مأدبة عشاء عن إعادة فتح السفارات والحدود بينهما بعد عقود من حرب باردة بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي، ليأتي ليتوج جلسات عديدة بين مسئولي الجانبين للتقارب بين البلدين باشرها أبي أحمد وأفضت إلى زيارته للعاصمة الإريترية ولقائه رئيس البلاد.

وكان نزاعا حدوديا استمر عامين بين البلدين وتحديدًا منذ 1998 حتى 2000 وأسفر عن سقوط نحو 80 ألف قتيل، عرفت الحرب باسم «حرب بادمي» إشارة إلى مثلث بادمي الحدودي الذي يضم ثلاث مناطق بادمي وتسورنا ويوري.

ويعكس التحركات الدولية وجهود المجتمع الدولي والدول العربية في إطفاء لغة السلام بين أسمرا وأديس أبابا وتطبيع العلاقات بينهما نظرا لأهمية ذلك في دعم الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي التي مرت بسنوات من الحرب الباردة

وبخلاف إعادة فتح السفارات والحدود بينهما، قالت هيئة الإذاعة العامة في إثيوبيا، إن البلدان ستطوران معا موانئ على ساحل البحر الأحمر في إريتريا بالإضافة إلى استئناف رحلات شركات النقل الجوي في البلدين، كما اتفقا على استئناف عمليات الاتصالات بين البلدين.

خلال توديع رئيس الوزراء الإثيوبي في مطار إريتري
 

ورغم إن إثيوبيا تعد من أكبر الدول الإفريقية من حيث المساحة والسكان إلا إنها دولة غير ساحلية لذا تحتاج إلى إيجاد طريقة للوصول إلى الموانئ لتأمين صادرتها والانخراط في التجارة العالمية، حيث فقدت أديس أبابا إمكانية الوصول المباشر إلى البحر بعد استقلال أسمرة عنها في عام 1991، ما أدى إلى اعتمادها على موانئ دول الجوار لتكون منافذها للأسواق العالمية.

ويبدو أن أديس أبابا تحت حكم رئيس الوزراء الجديد أب أحمد تخلع عباءة التشدد في النزاعات والخلافات بمنطقة القرن الإفريقي، التي كانت تعتمد عليها حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي السابق زعيم قبيلة التيجراي، لتعيد فتح صفحة جديدة مع إريتريا لتوسيع وتعزيز التعاون فيما يخص نقل البضائع وتطوير موانئ ساحل البحر الأحمر الإريترية لتعويض احتياجاتها من المنافذ البحرية وعدم اعتمادها على جيبوتي كدولة وحيدة رئيسية يمر من خلالها البضائع المنتقلة من وإلى إثيوبيا، حيث تشير بعض الإحصائيات أن 90 %من  إلى 95 % من الصادرات الإثيوبية تُنقل عبر البحر، وأغلبها يمر عبر جيبوتي.

ويعكس جدول أعمال رئيس وزراء إثيوبيا الجديد أبي أحمد الإصلاحي الذي ينتمي إلى قبيلة الأورومو رؤيته المختلفة بدرجة كبيرة عن سياسات منافسته جبهة تحرير شعب تيجراي التي هيمنت على التحالف الحاكم في أديس أبابا منذ أوائل التسعينيات وتعارض الجبهة الإصلاحات الكاسحة التي تعهد بها أبي، والتي رأت فيها أسمرة هى الآخرى فرصة لتطبيع العلاقات وطي صفحة من الخلافات استمرت عشرين عامًا.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة