ستات الصعيد يحطمن قيود الزواج المبكر: وداعا مؤتمرات القاعات الفاشلة

الجمعة، 13 يوليو 2018 09:00 ص
ستات الصعيد يحطمن قيود الزواج المبكر: وداعا مؤتمرات القاعات الفاشلة
عزة العشماوي- رئيس القومي للأمومة والطفولة
زينب عبداللاه

 
منذ أيام أعلنت الدكتورة عزة العشماوى رئيس المجلس القومى للأمومة والطفولة، أن المجلس يتبنى سلسلة استراتيجيات تكفل القضاء على الممارسات الضارة ضد المرأة،  حاليا تجريم زواج الأطفال قبل 18 سنة.
 
فيما قالت الدكتورة فيفيان فؤاد الخبيرة ومنسق الاستراتيجية القومية لختان الإناث، إن زواج الأطفال يتسبب فى إنجاب 250 ألف طفل سنويا، مؤكدة أن القانون الحالى للطفل لا يمنع زواج الأطفال ولكنة يحظر توثيقه.
 
وتؤكد كل المؤشرات أن الزواج المبكر لا يزال سيفا مسلطا على رقاب الفتيات فى عمر الطفولة وخاصة فى المجتمعات الريفية والفقيرة، يذبح آلاف الضحايا ويقتل طفولتهن. لكن قررت سيدات وفتيات من جنوب مصر أن يحطمن أغلال العادات التى تكبل بنات الصعيد ونجحن فيما فشلت فيه الكثير من المؤسسات وأنقذن آلاف الفتيات من الختان والزواج المبكر وغيرها من القيود التى ما زالت توأد طفولة بنات مصر، خاصة فى القرى والنجوع التى لا يصلها من التقدم والحرية والتنمية إلا الفتات.
 
وفى محافظة أسيوط هناك تجارب تستحق الإشادة وشباب ونساء يحاربون بطرق مبتكرة، لوقف نزيف الطفولة فى القرى والمناطق الفقيرة المحرومة.
 
ربات منازل وسيدات بسيطات قررن أن يقمن بحملات توعية لإنقاذ بنات الصعيد، وشباب متحمس استخدموا أسلحة مبتكرة فى حربهم ضد العادات والتقاليد البالية، بالتمثيل والمسرح والتفاعل والتوعية، وتحمل كل منهم ضريبة هذه الحرب، ولكنهم حققوا نجاحات وانتصارات كبيرة فى مجتمع الصعيد المغلق، وأنقذوا آلاف البنات.
على مسرح جامعة أسيوط وقفت فتاة صغيرة لا يتعد عمرها 24 عاما تتحدث بكل ثقة لتبهر الحاضرين ومنهم السفير السويسرى، ونواب رئيس الجامعة، وعدد من ممثلى الوزارات المختلفة ومسؤولى صندوق الأمم المتحدة للسكان، تحكى تجربتها وتجربة أصدقائها الشباب الذين خاضوا تجارب عديدة لتحرير الفتيات وتوعية المواطنين وحققوا إنجازات لما يستطع كبار المسؤولين تحقيقها.
 
«من حوالى 4 سنين وكنوع من التجربة دخلت تدريب بيتكلم عن الصحة الإنجابية واتصدمت من الكلام اللى طول عمرنا شايفينه عيب وقلة أدب، وفى نفس الوقت المراهقين وحتى الأطفال بيتكلموا فى الموضوعات دى فى السر ويتداولوا معلومات خاطئة».. هكذا بدأت آية صيام خريجة كلية التربية ومنسق مركز تثقيف الأقران بجامعة أسيوط حديثها لتحكى تجربتها وتجربة آلاف الشباب الذين يقودون حملات التوعية بالقرى والأقاليم.
 
وأضافت: «عملنا حملات فى 23 محافظة للتوعية ضد التحرش والعنف الأسرى وزواج الأطفال، ووصلنا إلى 15 ألف شخص وحصلت فيها محافظة أسيوط على المركز الثانى بين محافظات مصر، وحملة «جمالها فى كمالها» لمناهضة ختان الإناث واشتغلنا فى 20 محافظة ووصلنا إلى 18 ألف  و800 شخص قرر 45 % منهم التوقف عن ختان الإناث، وحصلت أسيوط على المركز الأول بين المحافظات، وحققنا نجاحات حتى فى سيناء رغم الوضع الصعب".
 
وتابعت: فى محافظة مطروح نظمنا حملة بعنوان «طفولتها حقها» لمناهضة الزواج المبكر، وأصبح عدد الشباب المشاركين معنا 45 ألف شاب على مستوى الجمهورية تلقوا تدريبات ويقومون بدورهم فى التثقيف وتصحيح المعلومات ونشر الوعى.
 
تتحدث آية عن أصعب الحالات التى واجهتها وتبكى حين تتذكر الطفلة ذات التسع سنوات التى زوجها أهلها من تاجر مواشٍ عمره 45 عاما فحدث لها نزيف حاد ليلة الزفاف، وعندما انتقلت للمستشفى أكد الأطباء للأم أن ما فعلته الأسرة والزوج جريمة تستوجب العقاب، فأنكرت الأم زواج ابنتها، وأكدت أنها تعرضت للاغتصاب حتى تهرب الأسرة والزوج من المسؤولية، كما ذكرت آية قصة الفتاة التى توفت بعد زواجها حيث أصر الزوج على إجراء عملية ختان لها بتحريض من والدته فماتت الفتاة أثناء الختان، وتؤكد آية أن أحد الشباب كتب سيناريو عن مأساة الفتاة وتم تقديمها ضمن عروض فرقة أسيوط للتوعية ضد الختان والزواج المبكر.
 
وفى جمعية جمعية تنمية الطفولة والمجتمع بمركز الفتح بأسيوط جلست 4 سيدات بدرجة فارسات تحكى كل منهن كيف حاربت وقاومت لحماية بنات الصعيد وتحديدا بنات أسيوط من الختان والزواج المبكر. هوايدا، ويمنى، ومريم، ونعمة، أمهات حاصلات على شهادات متوسطة ومتطوعات للتوعية ضد الختان، والزواج المبكر.
 
قالت نعمة: «فى ناس بتجوز بناتها على 13 - 14 سنة والبنت مابتكونش قادرة على الحمل والإنجاب وبنشوف مآسى وبنات بتموت بسبب الزواج المبكر».
وتكمل قائلة: «جيرانى جوزوا بنتهم وعمرها 14 سنة، ولما خلفت المولود كان مصاب بالقلب وعمل جراحات قلب مفتوح وبعدها أنجبت طفل ثانى، وأصيبت بالأمراض ونزيف وتوفت وعمرها 17 سنة، وسابت الطفلين وجوزها اتجوز بعد الأربعين من طفلة تانى عمرها 15 سنة».
 
وقالت هويدا: «بنت تانية من القرية ماتت فى الولادة، لأن الرحم انفجر وجالها نزيف وكان عمرها 14 سنة وجوزها طفل 15 سنة، وبنتها اتحطت فى الحضانة».
 
فيما قالت نسمات القوصى، المدير التنفيذى لجمعية تنمية الطفولة والمجتمع بمركز الفتح بأسيوط، إن من ضمن أنشطة الجمعية حماية الأطفال المعرضين للخطر
وعن جهود مكافحة الزواج المبكر أكدت القوصى أن مركزى أبنوب والفتح، أكثر المراكز التى تعانى من هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن الأمر وصل إلى الإبلاغ عن 4 حالات للزواج المبكر، وقام المأمور باستدعاء أولياء أمور البنات الضحايا وأخذ تعهد من كل منهم بعدم تزويجهن قبل السن القانونية».
 
وتابعت: «رغم توقف هذه الزيجات إلا أن الآباء لم يعيدوا البنات للمدراس»، مؤكدة أن بعض الفتيات يتصلن بخط نجدة الطفل لإنقاذهن من الزواج المبكر.
 
وأضافت: «الناس بتجوز عيالها عرفى بالإشهار أو بيكتبوا إيصال أمانة وفى حالات كتير بيحصل خلاف، والزوج بيسافر أو يموت قبل تسجيل الأبناء باسمه، وتضطر البنت للتنازل عن كل حقوقها مقابل الحصول على شهادة ميلاد لأطفالها وتسجيلهم باسم الزوج، وساعات بتضطر تكتب الأطفال باسم أبوها»، مؤكدة أن زواج القاصرات منتشر فى قرية «عرب الكلابات» حيث يتم تزويج البنات فى سن 12 - 13 سنة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق