للطلاب المحبطين بعد النتيجة.. روشتة النجاح لو فشلت في الثانوية العامة

الجمعة، 13 يوليو 2018 12:00 م
للطلاب المحبطين بعد النتيجة.. روشتة النجاح لو فشلت في الثانوية العامة
طلاب الثانوية العامة- أرشيفية
زينب عبداللاه

 
مع ظهور نتيجة الثانوية العامة يستمر الضغط النفسى ولا تنتهى رحلة العذاب و حالة الطوارئ واللهاث التى تعيشها كل أسرة لديها طالب أو طالبة فى الثانوية العامة. 
 
سنة كبيسة ومرحلة كئيبة يعيشها كل الطلاب وأسرهم، بصرف النظر عن مدى تفوقهم واجتهادهم ، إنهاك مادى ونفسى للأسرة التى ترى أن هذه السنة تحدد مصير ابنها ومستقبله، فتحرم نفسها من الضروريات لتوفر نفقات الدروس الخصوصية، وتعلن حالة الطوارئ فى المنزل حتى انتهاء هذه المرحلة، بينما يعيش الطلاب حالة مستمرة من  التوتر والاكتئاب قبل وبعد وصولهم إلى هذه المرحلة، بدءا من إرهاق الدروس والمناهج، مرورا بالامتحانات وما يعانيه معظم الطلاب من هزات نفسية تصل إلى حد إصابة بعضهم بالأمراض النفسية والعضوية، أو انتحار البعض بعد وصولهم إلى اقصى درجات الضعف والانهيار، ويستمر هذا المسلسل الكئيب ليصل إلى ذروته مع إعلان النتيجة.
 
 حالة من الحزن والحيرة تصيب أغلب الطلاب وأسرهم، يتساوى فى ذلك طلاب حصلوا على مجموع 95 %، وآخرين حصلوا على مجاميع أقل بدءا من 50%.
 
أغلبية الطلاب لا يشعرون بالرضا عن المجموع، فالطلاب المتفوقون الذين حصلوا على درجات عالية تصيب أغلبهم حالة حزن لأنهم قد لا يصلون إلى كليات القمة التى ينشدونها وتحلم بها أسرهم، وتحملت من أجلها ما يفوق طاقتها، يشعرون كمن رقص على السلم، ويضطرون للاختيار بين رغبات قد تبتعد عن رغباتهم الحقيقية، فقط ليتناسب ما يختارونه مع مجموعهم، وقد تضطر أسرهم إلى الاستمرار فى فرض حالة الضغط على نفسها وعلى الطالب الضحية بإلحاقه بإحدى كليات القمة فى الجامعات الخاصة، بينما يبحث الطلاب ذوى المجموع الضعيف على مكان يقبل مجموعهم «والسلام»،  أو تحاول الأسرة ان تلحقه بإحدى الجامعات أو المعاهد الخاصة أيضا إذا كانت ظروفها المادية تسمح.
 
يعبد الكثيرون أوهام وأصنام صنعناها ولا زلنا نطوف حولها، وأكبر هذه الأوهام كليات القمة، التى لا زلنا نعبدها كما عبدها أباؤنا الأولون رغم أن سوق العمل اختلف، ورغم أن الكثيرين من خريجيها لا يزالوا عاطلين لا يجدون عملا يناسب مؤهلاتهم ،ومنهم خريجى طب وهندسة وإعلام وصيدلة وسياسة واقتصاد.
 
 
بينما يمتلئ سوق العمل بنماذج ناجحة لم يكن لها نصيب كبير فى حصد درجات عالية فى الثانوية العامة، وبعضهم لم يكن لمؤهلاتهم علاقة بالمهن التى عملوا بها.
 
بعض خريجى كليات أداب وتجارة وجدوا فى أنفسهم مواهب فنية فحصلوا على دورات تدريبية فى فنون الجرافيك أو التصوير أو المونتاج، واختاروا هذه المهن ليعملوا فيها وحققوا فيها نجاحات ومنهم من أسس مشروعات خاصة، وكثيرون نموا قدراتهم فى البرمجيات، وتفوقوا وحصلوا على وظائف جيدة لا ترتبط بمؤهلاتهم.
 
بينما أصبحت كليات أخرى لا تصنف ضمن كليات القمة تتيح لخريجيها مجالات عمل أوسع ومنها كليات الزراعة، ومعاهد البصريات، وغيرها. الكثير من الشباب حققوا نجاحات فى مشروعات صغيرة وفى مجالات اكتشفوا مواهبهم فيها قد تبتعد عن مؤهلاتهم، أو اختاروا كليات ومعاهد لا تنتمى لأصنام كليات القمة وطوروا أنفسهم فيها فحققوا التفوق والنجاح فى سوق العمل.
 
عزيزى طالب الثانوية العامة، لا تنظر فى اتجاه واحد ولا تضع عينك على كليات القمة فقط وتعتبر أنك خسرت إذا لم تلتحق بها، لا تشعر بالقهر إذا لم تحصل على مجموع كبير، فنجاحك فى الحياة والعمل لن يتحقق به، بل بأمور أخرى لا علاقة لها بالمجموع.
 
عزيزى الطالب نجاحك فى أن تكتشف رغباتك ومواهبك وقدراتك و تطورها، فالمجموع الضئيل فى الثانوية العامة ليس نهاية الحياة ولا يعنى أنك فشلت للأبد، وهناك الكثير من النماذج الناجحة لم يكونوا متفوقين فى الثانوية العامة، بل منهم من رسب فى سنوات الدراسة، ومنهم آينشتاين، وأديسون، وبيل جيتس، والدكتور مصطفى محمود، والفنان أحمد حلمى.
 
وعزيزى ولى الأمر تحرر من عبودية أصنام سميناها كليات القمة ولا تجبر أبنائك على الدوران فى ساقية المجموع والوجاهة الاجتماعية للكلية التى تريد أن يلتحقوا بها، ودعهم يفتشون عن مواهبهم ويعبرون عن رغباتهم ويحققونها، ولا تقلل من اختياراتهم ولا تجبرهم على دراسة ما تحبه أنت، لا تخطئ فى حقهم وحق نفسك ولا ترسم لهم المستقبل بمعايير الماضى، لأنك حينها ستفشل ويفشلون، دعهم يدرسون ما يحبون، فحينها فقط ستنجح وينجحون.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة