السيسي في السودان.. تفاصيل 24 ساعة لزيارة الرئيس

الجمعة، 20 يوليو 2018 02:00 ص
السيسي في السودان.. تفاصيل 24 ساعة لزيارة الرئيس
الرئيس السيسي ونظيره السوداني

وصل، أمس الخميس، الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى السودان، وبرفقته قرينته السيدة انتصار السيسي، فى زيارة رسمية تستغرق يومين، يلتقى خلالها نظيره السودانى عمر البشير، وهى الزيارة الأولى للرئيس السيسي إلى الخرطوم فى ولايته الثانية.

وكان الرئيس السوداني استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمراسم الاستقبال الرسمية، لدى وصوله العاصمة السودانية الخرطوم، وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطنى للبلدين. وكان فى مقدمة مستقبلى الرئيس السيسى، لدى وصوله مطار الخرطوم، الرئيس السودانى عمر البشير.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم عقب وصول الرئيس إلى السودان، أكد الرئيس السوداني عمر البشير، أنه تم التوقيع على اتفاقية لربط الشبكة الكهربائية بين البلدين مصر والسودان.
 
وأضاف، أنه تتم الآن دراسة ربط السكة الحديد لمصر، وهو ما عملت بريطانيا على عدم ربطه بين البلدين من قبل.
 
وفي ذات السياق، قال «السيسي»، قال الرئيس عبد الفتاح السيسى: "أود فى البداية أن أعرب عن بالغ سعادتى، بوجودى بينكم اليوم هنا، فى بلدى الثانى السودان الشقيق، فمن بين كل الزيارات الخارجية التى أقوم بها للدول الشقيقة والصديقة، تحظى زياراتى للسودان بمكانة خاصة وأولوية متقدمة ومتميزة.. ليس بالنسبة لى فقط، ولكن لكل مسئول مصرى يزور هذا البلد الشقيق، وكذلك لكل مواطن مصرى يحظى بالتواجد على أرض السودان الشقيق.. ومرجع هذه المكانة الخاصة، يعود إلى شعور كل مصرى يزور السودان، بأنه لم يخرج من وطنه، ولم يغادر أرض بلاده".
 
وأضاف الرئيس السيسي، فى المؤتمر الصحفى المشترك بالخرطوم مع الرئيس السودانى عمر البشير: «تأتى زيارتى اليوم.. فى إطار التوجه الذى بات ثابتاً وواضحاً.. فى سياسة الدولتين الشقيقتين.. وأصبح جزءا لا يتجزأ.. من توجهات البلدين الإقليمية والدولية.. ألا وهو التنسيق الكامل بينهما.. والسعى المستمر والدؤوب.. لدعم المصالح الاستراتيجية المشتركة بين الشعبين والدولتين فى كل المجالات.. السياسية والاقتصادية والأمنية والمائية والثقافية.. وذلك على سبيل المثال لا الحصر.. لأنه لا أحد يستطيع – مهما حاول – حصر كل ما يجمع بين الدولتين والشعبين الشقيقين.. من روابط تتسع لتشمل كل المجالات.. ولا أبالغ فى هذا الصدد.. إذا قلت أن ما يربط بين بلدينا من علاقات.. ووشائج.. وتاريخ.. ووحدة فى المسار.. يندر أن يتكرر بين أى دولتين وشعبين على مستوى العالم.. نحن لدينا مصير مشترك».
 
وأوضح الرئيس: «أود أن أتقدم إليكم شخصياً.. وإلى الأشقاء فى دولة السودان الشقيق.. بكل التحية والشكر والتقدير على ما تبذلونه من جهد واضح.. لدعم علاقات الأخوة بين مصر والسودان.. وهو ما تبلور على مستوى لجان وآليات التعاون الثنائى بين البلدين.. وتجاوز العديد من الصعوبات التى كانت تواجهها.. وكذلك الشروع فى مشروعات قومية مشتركة.. فى مقدمتها الربط الكهربائى بين البلدين.. علاوة على تعزيز التنسيق والتشاور.. فى مختلف القضايا التى تهم الشعبين الشقيقين.. ومازال الطريق أمامنا طويلا.. للارتقاء بعلاقات التعاون إلى المستوى المنشود.. الذى يتطلع إليه شعبا البلدين».
 
وأكد: «كما أود أن أعرب أيضاً.. عن التقدير لجهودكم المخلصة لتسوية المنازعات الإقليمية.. وتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.. والتى نتطلع إلى أن تتكلل بالنجاح والسداد.. لأنها جهود تعكس رغبة صادقة فى تعزيز الاستقرار.. ورؤية واضحة لحقيقة ثابتة.. وهى أن أمن واستقرار وتنمية دول الجوار الإقليمى.. يعود بالنفع على كل الأطراف.. كما أؤكد لكم – فخامة الرئيس – دعم مصر التام لتلك الجهود.. واستعدادنا الكامل لمواصلة الإسهام بكل الإمكانات.. فى تحقيق أهداف السلام والرخاء المنشودة فى المنطقة.. انطلاقاً من نفس الرؤية.. وهى أن أمن واستقرار منطقة الجوار الإقليمى.. جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.. وعنصر أساسى فى ثوابت سياسة مصر الخارجية».
 
ووجه الرئيس السيسي، رسالة إلى أشقائنا فى إثيوبيا وإريتريا: «أقول لهم إننا فى غاية السعادة بالتطورات الإيجابية بين البلدين.. وأن مصر ستواصل دعمها الكامل.. لإحلال السلام والاستقرار والتعاون البناء بين البلدين الشقيقين.. ولجنوب السودان أقول أننا سنعمل سوياً مع أشقائنا فى المنطقة حتى نحقق السلام.. وحتى ينعم شعب جنوب السودان بالاستقرار والرخاء.. الذى يتطلع إليه ويستحقه».
 
متابعاً الرئيس كلمته: «إننى على يقين.. فى أن ما عبرت عنه من مبادىء أساسية للتعاون بين بلدينا الشقيقين.. ومشاعر الأخوة والرغبة فى العمل المشترك.. إنما هى المشاعر نفسها التى يحملها الأشقاء فى السودان.. ونفس المبادئ التى ترتكز عليها نظرتكم الثاقبة فخامة الرئيس.. ليس فقط على صعيد العلاقات المصرية السودانية.. وإنما أيضاً على مستوى علاقات الأخوة والتعاون مع أشقائنا فى المنطقة بأسرها.. وستكون هى الدافع من أجل استمرار الجهود لدعم تلك العلاقات.. والسعى لإزالة أية معوقات أمام انطلاقنا لأفاق أرحب.. ومجالات أوسع للتعاون البناء.. وتحقيق المصالح المشتركة».
 
واختتم السيسي: «فخامة الرئيس، كل تحياتى وتقديرى لكم، ولأبناء السودان الشقيق، وأطيب أمنياتى وأمنيات الشعب المصرى بكل النجاح والتوفيق».
 
وعقب اللقاء الذي جمع الرئيسين، أقام الرئيس السودانى عمر البشير، حفل عشاء على شرف الرئيس عبد الفتاح السيسي والوفد المرافق له، بحضور السيدة انتصار السيسى قرينة رئيس الجمهورية والسيدة حرم الرئيس السوداني.
 
وشهد حفل العشاء حضور الوفد الرسمى المرافق للرئيس السيسي، وعدد من الوزراء في دولة السودان، بالإضافة للوفد الإعلامي المصري، كما ظهرت صورة الرئيس السيسي داخل القصر الجمهوري خلال حفل العشاء. وتخلل الحفل فقرات فنية تعكس عمق وأصالة العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين.
 
وكانت صفحة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نشرت عقب وصول الرئيس إلى السودات «بوست»، كتب فيه: «سعادتي بالغة بزيارتي للسودان الشقيق.. الروابط بين مصر والسودان خالدة كمجرى النيل شريان الحياة والأخوة بين البلدين».
 
من جانبه قال السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن العلاقات المصرية السودانية فى تطور إيجابى مستمر، مضيفا أن القيادات المصرية والسودانية لها إرادة وتفاهمات مشتركة.
 
وأضاف، أن هناك جدول محدد من الأهداف فى توقيت زمنى يتم التكليف بها على المستوى التنفيذى ويتم عرضها على الرؤساء بشكل منتظم بما تم إنجازه على نحو يعكس الإرادة السياسية القوية التى تمت فى خلال الأربع سنوات الماضية وصولاً إلى الآن.
 
وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أنه تم الاتفاق بين الزعيمين على تشكيل لجنة تضم معظم أو تلك الآليات المشتركة تحت رئاسة وزيرى خارجية البلدين ليتم التنسيق بشكل متناغم ما بين تلك الآليات وصولاً إلى مشروعات ونتائج محددة يشعر بها شعبى البلدين.
 
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أنه تم الاتفاق خلال جلسة المباحثات الثنائية  المغلقة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، على تشكيل لجنة مشتركة برئاسة وزيرى خارجية البلدين تضم جميع الآليات المشتركة سواء لجان مشتركة او آليات تنفيذية.
 
وأضاف راضى، في تصريحات للوفد الاعلامي المصري المرافق للرئيس السيسى بالسودان، تلك اللجنة تهدف لتفعيل ما يتم إنجازه من مباحثات ونقاشات ثنائية على مدار الأربع سنوات الماضية والتي عكست الإرادة السياسية الكبيرة لدي الرئيس السيسي ونظيره السوداني البشير لواقع ملموس، مشيرا إلى أن هناك إرادة قوية بأن يري شعبا البلدين شيء ملموس فى كافة المجالات المشتركة.
 
ومن المقرر أن يعقد الرئيس السيسي مع نظيره السوداني قمة مشتركة، لمناقشة العديد من القضايا المتعلقة بدعم العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون المشترك بينهما فى كافة المجالات، إلى جانب مناقشة العديد من القضايا الإفريقية والعربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
 
وتأتي زيارة الرئيس السيسي للخرطوم فى إطار مواصلة التشاور بين الرئيسين، وبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية التى تربط بين البلدين فى كل المجالات، وبما يسهم فى تحقيق مصالح الشعبين المصرى والسودانى الشقيقين.
 
ومن المقرر أن تتناول مباحثات الرئيسين السيسي والبشير تفعيل كل مسارات التعاون الثنائى، والمضى قدما نحو مزيد من توطيد وترسيخ التعاون القائم بين البلدين الشقيقين، فضلا عن التشاور حول التحديات التى تواجه البلدين فى محيطهما الإقليمى وكيفية مجابهتها، وكذا التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
 
وكان السفير السوداني في مصر، عبد المحمود عبد الحليم، أكد أن اللقاء سيتطرق إلى بحث الرئيسان نتائج الاجتماعات التي شهدتها الفترة المنصرمة منذ عقد اجتماع الرئيسين في أديس أبابا على هامش القمة الأفريقية مؤخرا مرورا بزيارة الرئيس البشير لمصر، وأهمها اجتماعات اللجنة الرباعية المشكلة من وزيري الخارجية ومديري المخابرات في البلدين.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة