الاستبداد وانهيار الاقتصاد ودعم الإرهاب.. 3 خسائر لتركيا في عهد الديكتاتور أردوغان

الأحد، 22 يوليو 2018 11:00 ص
الاستبداد وانهيار الاقتصاد ودعم الإرهاب.. 3 خسائر لتركيا في عهد الديكتاتور أردوغان
أردوغان

يومًا تلو الآخر تظهر سياسة النظام التركي الاستبدادية والديكتاتورية، فعلى الرغم من إدعاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته بانتهاج سياسة ديمقراطية تحافظ على إرث جمهورية اتاتورك والنظام العام في البلاد، يتغاضى اردوغان عن التزام بكل ذلك.
 
وتدخل أنقرة في نفق مظلم  بعد الهيمنة والانفراد بالسلطة من جانب أردوغان ما أدى إلى دخول البلاد في استقطاب سياسي كبير وأوضاع سياسية مضطربة، حيث سجنت السلطات التركية آلاف الصحفيين والقضاة والمعارضين، في محاولة منها لتهدئة الوضع السياسي المناهض لها ولسهولة تغيير الحكم السياسى وانتقال البلاد من نظام برلمانى إلى نظام رئاسى.
 
 
 
 
 
 
 
مزيدا من الاستبداد وقمع المعارضة
 
وأثارت ديكتاتورية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي رسخها عبر قوانين جديدة سيصوت عليها البرلمان التركي في الفترة المقبلة، تمنحه صلاحيات واسعة للسلطة تصل إلى الحكم الاستبدادي، الكثير من الانتقادات حول العالم، فبخلاف مناهضة الصحف العالمية لسياساته، لم يسلم أردوغان من انتقاد السياسيون والقادة بسبب قيادته تركيا لمنعطف خطير.
 

وكان وزير الخارجية الامريكى مايك بومبيو وصف  أردوغان بـ "الديكتاتورى والفاشى الإسلامى الشمولى" ليكون من ضمن أبرز المسئولين الأمريكيين الذين ينتقدوا حكم الرئيس الأمريكي، فبعد إجراءه لقاء مع أردوغان كان مغلقا، ولم يدلى فيه بأي معلومات شهدت العلاقات الأمريكية التركية تدهوراً غير مسبوق، وعلت النبرة التركية المهاجمة لواشنطن، التي كثّفت من دعمها للمليشيات الكردية التى تقاتل تنظيم "داعش"، بالإضافة إلى رفض واشنطن تسليم فتح الله جولن، الذى تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب على حكومة العدالة والتنمية.

ويتضح للجميع أن بومبيو وزير الخارجية الأمريكي الحالي لا يكنّ احتراماً للحكومة التركية الحالية، حيث غضبت واشنطن من العديد من الخطوات التى قامت بها تركيا واعتبرتها استفزازية؛ كشراء نظام صواريخ أرض- جوّ الروسية، في سبتمبر الماضى، وهو إجراء رأت المخابرات الأمريكية، أنه سيقلّل من التزام أنقرة بحلف الناتو وسيقرّبها أكثر من موسكو.

البروفيسور جاى هومنيك كبير باحثى مركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد هو الآخر إنه من الصعب جدا قراءة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فهو متناقض فى كثير من سياساته ويظهر كأنه يرقص فى منتصف الطريق فهو ينقل البلاد بعيداً عن سياسات  أتاتورك، مضيفًا في تصريحات صحفية أنه يكسرأحيانا الكثير من قواعد حلف شمال الأطلسي والغرب، ومن جهة يحب أن يكسب الدولارات القادمة من السياحية الإسرائيلية فى الوقت الذى يتحدى الإسرائيليين عبر غزة، وهو يستثمر  مع الأكراد فى مجال النفط، لكنه لا يريدهم أن يكتسبوا السيادة.

 
 
 
 
 
كارثة اقتصادية وتراجع الليرة
 

ذكرت صحيفة «زمان» التابعة للمعارضة التركية، أن المواطن التركي فقد 21% من صافي دخله بسبب تراجع الليرة التركية أمام الدولار بنحو 7 % منذ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها تركيا، حيث تسبب ارتفاع أسعار العملات الأجنبية أمام الليرة في ارتفاع أسعار الهواتف الذكية، وكان قطاع السيارات الأكثر تأثرًا بهذا الوضع، كما أنه في اليوم التالي للانتخابات تراجع سعر الدولار أمام الليرة إلى 4.53 ليرة ليعاود ليلة الخميس الماضي تسجيل رقم قياسي ببلوغه 4.97 ليرة، ويواصل مؤشر سعر الدولار أمام الليرة التذبذب عند مستوى 4.85 ليرة.

 

1
 


وأشارت الصحيفة التركية، إلى أنه قبل مرور ثلاثة أسابيع عن انعقاد الانتخابات بلغت نسبة تراجع قيمة الليرة أمام الدولار نحو 7 %، ففي عام 2018 بلغ صافي الدخل لموظف يحصل على الحد الأدنى للأجور -1603 ليرة- شهريا، وفي مطلع عام 2017 كان سعر الدولار أمام الليرة يبلغ 3.78 ليرة لذا كان الحد الأدنى للأجور حينها يقدر بــ 424 دولار، أما الآن فبات الحد الأدنى للأجور يعادل 331 دولارا، حيث انعكس ارتفاع العملات الأجنبية في صورة زيادة بأسعار الهواتف الذكية.

 
 
 
انخفاض السياحة
 
 
ودخل قطاع السياحة في تركيا نفق مظلم، بعد تحويل النظام إلى رئاسي، في ظل اعتراضات سياسية من قبل المعارضة على حكم الرجل الأوحد، وتجاذب سياسي بين التيارات السياسية وصل إلى حد التناحر.
 
وتثبت الأرقام والإحصائيات مدى تكبد قطاع السياحة في تركيا خسائر فادحة، حيث لا زال يتأثر بشكل واضح هذا القطاع بالأزمات السياسية الناتجة عن سياسات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان خاصة بعد استمراره في شن حملات قمعية ضد المعارضة، وإقالة مئات آلاف من الموظفين الرافضين لحكم الرئيس التركي، بالإضافة إلى اعتقال وتسريح آلاف في السلك القضائي والشرطة والجيش، في محاولة لتوسيع نفوذه وسيطرته على المؤسسات التركية.
 
وانخفض عدد السياح الذين دخلوا تركيا عن طريق المطارات إلى 21% فقط، بعد الكثير من العمليات الإرهابية التي ضربت البلاد على إثر سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخارجية والداخلية، فبحسب تقارير شركة "ForwardKeys" المختصة بتحليل معلومات السفر، إنهار القطاع السياحي وتراجعت حجوزات الفنادق من قبل السياح بنسبة 69% فى الأسبوع الذي تلى الاعتداء على مطار أتاتورك فى اسطنبول فى أواخر شهر يونيو 2016.
 
 
دعم الإرهاب
 

واصل أردوغان السنوات الأخيرة دعم المتطرفين والجماعات المسلحة فى سوريا والعراق وليبيا، وبالأخص في الأخيرة كان دور تركيا كان واضحًا في دعم جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة التى يقودها الإرهابى عبد الحكيم بلحاج، فمن ناحيه قدمت لهم الدعم غير المحدود لبسط سيطرتها على عدد من المناطق الليبة، من ناحية أخرى كان الداعم الأول للإرهابي على الصلابي ليكون المسئول الأول عن توجيه الدعم التركى والقطرى إلى الجماعات المتطرفة فى ليبيا.

تهريب الأسلحة والصواريخ إلى ليبيا لاستهداف قوات الجيش الليبى، ومعالجة الإرهابيين المصابين فى معارك مع القوات المسحلة الليبية كان من أهم الأدوار المؤثرة لتركيا في الملف الليبي لتوفير لهم الدعم المالى واللوجيستى لقدرة الجماعات التابعة للإخوان على البقاء على الساحة سياسيًا وعسكريا.

وكان الدليل على ذلك هو ضبط قوات خفر السواحل اليونانى، خلال الأشهر القليلة الماضية، سفينة محملة بمواد تستخدم لصنع متفجرات فى طريقها لمدينة مصراتة الليبية، عاثره بداخلها على 29 حاوية بها مواد منها نترات الأمونيوم وأجهزة تفجير غير كهربائية و11 خزانا فارغا لغاز البترول المسال.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة