الحرب الكلامية.. وسيلة «أردوغان» لإخفاء صداقته مع إسرئيل

الثلاثاء، 24 يوليو 2018 08:00 م
الحرب الكلامية.. وسيلة «أردوغان» لإخفاء صداقته مع إسرئيل
شيريهان المنيري

علاقات وطيدة وصداقة بيّنة، تنعكس من خلال الكثير من المواقف والوثائق، التي تؤكد بدورها السياسات المراوغة من قبل النظام التركي، وأكاذيب الرئيس رجب طيب أردوغان حول العلاقات التركية الإسرائيلية.

حرب كلامية دارت اليوم الثلاثاء بين «أردوغان» ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والذي اتهم الرئيس التركي بإرتكاب المذابح ضد السوريين ولاسيما الأكراد، قائلًا: «تتحول تركيا تحت حكم أردوغان إلى دكتاتورية مظلمة، بينما إسرائيل تصون بشدة المساواة بين جميع مواطنيها قبل سن هذا القانون وبعده على حد سواء»، وجاءت تلك التصريحات ردًا على تصريحات «أردوغان» التي انتقد فيها قانون «دولة القومية اليهودية»، واصفًا إسرائيل بأنها أكثر دول العالم صهيونية وفاشية وعنصرية.

وعلى الفور نشرت الحسابات الرسمية لـ«أردوغان» و«نتنياهو» باللغة العربية تلك التصريحات التي تبدو كحرب كلامية بينهما، ما يثير التساؤلات حول اهتمامها الدائم بالترويج لها باللغة العربية، وخاصة أنها ليست المرة الأولى فقد دارت حرب كلامية مشابهة بينهما في إبريل من عام 2018، ما أرجعه عدد من الخبراء والمتابعين المهتمين بشؤون الشرق الأوسط إلى رغبة المسؤولين السابق ذكرهما في إخفاء صداقتهما وترويج الأكاذيب حول طبيعة علاقتهما أمام العرب، فيما أكد آخرون على أن الغرب يعلم جيدًا أن ما يحدث من حرب كلامية تدور بينهما ما هي إلا «شو» إعلامي.

 

نتنياهو

ولا تخفى طبيعة العلاقات التركية الإسرائيلية على أحد ففي يونيو من عام 2016 نشرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» بحسب ترجمة «أمد للإعلام» بنود الاتفاق التركي الإسرائيلي، والذي تعهد فيه الطرفان بالعودة إلى تطبيع العلاقات بشكل كامل، إلى جانب تنازل تركيا عن شرط رفع الحصار المفروض من قبل السلطات الإسرائيلية على قطاع غزة، وأيضًا إسقاط تركيا القضايا المرفوعة على الجيش الإسرائيلي إثر حادث سفينة مرمرة التركية في عام 2010. هذا وقد تم تصديق البرلمان التركي على الإتفاق الثنائي بين أنقرة وتل أبيب في أغسطس من عام 2016، والذي شمل بحسب الوثائق التركية الرسمية بند يعكس بيع «أردوغان» للقدس.

وثيقة بيع القدس اردوغان
وثيقة بيع أردوغان للقدس

 

وفي ديسمبر من العام الماضي بثت قناة «TRT» التركية خلال برنامج أطفال بعنوان «وردة الرياح» تم طرح سؤالًا على الأطفال من قبل الجمهور مفاده «هل القدس عاصمة إسرائيل أم سويسرا»، ومن ثم جاءت إجابة الأطفال بالبرنامج التركي بأنها إسرائيل، ذلك الأمر الذي أثار كثير من الجدل في ذاك الوقت.

وشهدت مواقع التواصل الإجتماعي خلال الأيام الماضية حالة من الجدل بسبب فضيحة جديدة لنظام «أردوغان»؛ ففي الوقت الذي يحاول فيه خداع الرأي العام رفضه السياسات الإسرائيلية ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، كشفت تقارير إعلامية أجنبية تفاصيل تعاقد الخارجية الأمريكية مع شركة «ليماك» التركية حتى تقوم ببناء السفارة الأمريكية بالقدس، ما حاولت الشركة نفيه بعد ذلك، فيما لم يصدقها أحد. وتحت عنوان #تركيا_تبني_سفاره_امريكا_بالقدس جاء هاشتاج متصدرًا قائمة الأعلى تداولًا عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر، بالأوساط الخليجية منتقدًا خداع النظام التركي لشعبه والرأي العام العربي.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرنوت» كشفت بالتزامن مع تنصيب «أردوغان» رسميًا لبدء ولايته الرئاسية الثانية في الأسابيع الأولى من يوليو الجاري، عن وصول الملحق التجاري التركي الجديد إلى إسرائيل. أيضًا أكدت على انتعاش العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل، لافتة إلى أن السفارة التركية تبحث إعادة الملحق الصحفي لها، وذلك بعد سنوات غاب فيها المسؤول الإعلامي عن السفارة التركية في إسرائيل.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق