لسة فيه أمل.. كيف علق خبراء التربية على نظام التعليم المصري الجديد؟

الأحد، 29 يوليو 2018 04:00 ص
لسة فيه أمل.. كيف علق خبراء التربية على نظام التعليم المصري الجديد؟
الدكتور طارق شوقي - وزير التربية والتعليم
إبراهيم الديب

 
دخل نظام التعليم المصري، مرحلة جديدة عقب إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، بالمؤتمر السادس للشباب، إنطلاقه رسميا، بعدما استعرض الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم تفاصيله وآليات تنفيذه الفترة المقبلة.
 
وأثار إعلان نظام التعليم الجديد حالة من الجدل مابين مؤيد ومعارض، إلا أنه لاقى ترحيبا واسعا من قبل خبراء التعليم والمهتمين به لما يتضمنه من بنود تحقق النهوض بالمنظومة، ومايستتبع ذلك من التنمية المجتمعية وخلق جيل واع وقادر على تحقيق التنمية في كافة المجالات، معتمدا في ذلك على الوسائل التكنولوجية الحديثة ووسائل الدول المتقدمة في التدريس.
 
الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، والخبير التربوي، أكد أن النظام الجديد بمثابة ثورة متكاملة على سلبيات منظومة التعليم التي عانت منها على مدارس عقود طويلة، أدت إلى خلق حالة من الترهل والجهل لدى قطاع كبير من الشباب، ويهدف إلى تقديم فكر جديد يعتمد على التطور والإبداع والتعلم النشط، الذي يجعل من التعليم متعة تقضي على ظواهر عديدة أهمها انعدام الثقافة والتسرب من التعليم والدروس الخصوصية، لافتا إلى أن نظام التقييم الجديد يخلق فرصة للشباب للالتحاق بالمجالات التي يرغبونها دون التقيد بعوائق الدرجات.
 
وأشاد «شحاتة»، باعتبار مرحلة رياض الأطفال جزءا من النظام التعليمي، لما لها من دور تمهيدي هام لتربية جيل متكامل الأركان التعليمية منذ الصغر، واعتماده على مناهج تنقل التعليم من طريقة التحصيل والتلقين إلى التفكير والإبداع، وتغير ثقافة الترديد إلى التنوير، مايسهم في خلق جيل حر من الشباب قادر على صياغة مستقبله وتحديد هويته وحياته بشكل أمثل. 
 
وفيما يتعلق بتوحيد اللغة العربية في التعليم قبل الجامعي، وخاصة المرحلة الابتدائية، أشار الخبير التربوي، إلى أهمية دور تلك الخطوة في ربط الطالب بهويته العربية، وتنمي روح الولاء والانتماء لديه، وتسهم في تخفيف الأعباء عن أولياء الأمور، وتقليل المناهج وعبئها عن كاهل الطلاب، مؤكدا على ضرورة العم الجاد للتخلص من التحديات التي تواجه النظام، والتي على رأسها كثافة الفصول، وتدريب المعلمين، ودمج التكنولوجيا بالمدارس، واستبعاد أصحاب المصالح والمدافعين عن النظام القديم.
 
معركة ثقافية كان لابد منها لبناء الإنسان المصري.. هكذا علق الدكتور عبد الوهاب عزت، رئيس جامعة عين شمس، على نظام التعليم الجديد، مشيرا إلى أن القضاء على فكرة المواد المنتهية كان ضرورة لابد منها، وأن المواد المصاحبة للطالب تجعله شغوفا بالعلم والتحصيل طوال عمرة، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى بناء شخصية الشباب المصري بشكل يتناسب مع الواقع المحيط بهم، لافتا إلى أن الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في تطبيقه يعد أبز الإيجابيات التي تساهم في خلق جيل مثقف إلكترونيا متمكنا من التعاطي ما تكنولوجيا العصر.
 
وقال الدكتور محمد رجب فضل الله، عميد كلية التربية بجامعة العريش سابقا، واستاذ المناهج وطرق التدريس، إن النظام الجديد للتعليم يحمل العديد من البنود الإيجابية ويلزم ترتيب الأوراق اللازمة لتنفيذه على أرض الواقع، مشيرا إلى أن ما أعلنه الوزير بخصوص طريقة التدريس بمرحلةة رياض الأطفال علميا صحيح، لافتا إلى ضرورة البدء في تدريب المعلمين على النظام الجديد وإطلاعهم على كافة تفاصيله باعتبارهم النواه الأولى لتنفيذ المشروع، مشددا على ضرورة عقد سلسلة من التدريبات طويلة المدى للمعلمين، والتنسيق مع كليات التربية لوضع المناهج والطرق الحديثة قيد الدراسة بها.
 
ولفت إبراهيم شاهين، وكيل أول نقابة المهن التعليمية، أن النظام القديم أصبح لا يواكب التطورات والابتكارات والاختراعات الهائلة والمتسارعة التي تحدث على العالم، والتي تصل في جزء من الثانية الى جميع انحاء الكرة الأرضية، مشيرا إلى أن نقل العلم والمعرفة هو رسالة مقدسة، وأن الكتب الورقية وإن كانت وسيلة جيدة وفعالة؛ إلا أننا أصبحنا في حاجة إلى وصول تلك المعرفة للمتلقي بشكل سلس ومتطور عن طريق التكنولوجيا، بالإضافة إلى توفير مساحة للبحث والابتكار.
 
وأكد وكيل أول المعلمين، أن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بملف التعليم، يجعل من مصر دولة متقدمة، تعتمد على الخبرات العملية والمعرفية التي تؤهلها للتقدم، مثمنا اعطائه الأولوية مع ملف الصحة خلال الفترة الرئاسية الجديدة، مشيرا إلى أن وزير التعليم يبذل قصاري جهده للدخول سريعاً في المنظومة الجديدة للتعليم، لافتاً الى أن العام القادم يعتبر تجريبي لتقييم تلك التجربة والتي من خلالها سوف يتم التقييم الكامل للنظام التعليمي الجديد.
 
رأى الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، أن النظام الذي قدمه وزير التربية والتعليم، يعد ثورة في المنظومة، وفكر جديد من أجل صناعة إنسان يفكر ويتعلم ويبدع، يجعل رياض الأطفال جزءً من السلم التعليمي، ويحول التعليم إلى متعة، وينقل التعليم من التحصيل إلى التفكير، ومن ثقافة الإيداع إلى ثقافة الإبداع، ومن تربية المقهورين إلى تربية الأحرار.
 
وقال "شحاتة" إن النظام سيخلق ثقافة توحيد التعليم قبل الجامعي، ويربط الطالب بهويته من خلال تدريس باللغة العربية في السنوات الأولى، مشيرًا إلى أن هناك بعض التحديات التي لا بد أن تعيها الوزارة أهمها كثافة الفصول، وتدريب المعلمين، ودمج التكنولوجيا بالمدارس، بالإضافة إلى استبعاد أصحاب المصالح والمدافعين عن النظام القديم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق