الجزيرة منبر الإرهاب..

سيناء وحروب التطهير من الإرهاب: تحطم أسطورة الأنفاق (1)

السبت، 28 يوليو 2018 07:00 م
سيناء وحروب التطهير من الإرهاب: تحطم أسطورة الأنفاق (1)
سيناء وحروب التطهير من الإرهاب
كتب- محمد الحر

 

عانت منطقة شبه جزيرة سيناء وخاصة منطقة شمال شرق سيناء من خطر الإرهاب الذي ضربها عقب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وإزالة نظام الإخوان وجماعته الإرهابية التي سعت إلى إشعال سيناء بنيران التدمير والإرهاب الدموي بالتعاون مع قناة الجزيرة القطرية التي فتحت أبواقها للعناصر الإرهابية وتكفلت بالدعاية المجانية للتنظيمات المسلحة، إلا أن القوات المسلحة استطاعت إحباط مخطط الإخوان  الإرهابي بالتعاون مع تنظيم داعش للسيطرة على مناطق رفح والشيخ زويد وإقامة إمارة إسلامية هناك.

 

واستطاعت القوات المسلحة شن حرب ضارية ومن خلال خطط أمنية واستراتيجية ناجحة، تضمنت إقامة منطقة عازلة بين الحدود المصرية الفلسطينية، ووضع عدة منظومات أمنية ناجحة للقضاء على الأنفاق الحدودية بشكل تام.

 

وبحسب الشيخ عيسى الخرافين، أحد مشايخ ورموز قبيلة الإرميلات بمدينة رفح، فإن الأنفاق الحدودية شكلت خطرا كبيرا على أمن مصر القومي في سيناء، وساعدت على انتشار تهريب الأسلحة والمخدرات بكافة أنواعها، بجانب تهريب البشر وخاصة العناصر الإجرامية والإرهابية من والى الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة.

 

وأوضح الشيخ الخرافين، أن أهالي رفح لم يشعروا بالأمن والأمان إلا بعد أن قضت القوات المسلحة على الأنفاق الحدودية التي شكلت خطرا داهما على سيناء وأهلها، وأقامت المنطقة الحدودية العازلة التي منعت كافة أشكال التهريب من بشر ومخدرات وأسلحة، وأوقف نشاط الإرهابيين في مناطق شبه جزيرة سيناء الحدودية.

 

في غضون ذلك، قال مصدر عسكري لـ «صوت الأمة»، إن الجيش قضى على نحو 100% من الأنفاق الحدودية بين مدينة رفح المصرية مع قطاع غزة، وأنه يتم تتبع أي أنفاق جديدة أو أنفاق مهجورة وتم إعادة تشغيلها داخل رفح، ويجرى تتبعها بشكل مستمر، وصولاً إلى القضاء نهائياً على هذه الأنفاق غير الشرعية، التي تهدد أمن وسلامة وسيادة الدولة المصرية. 

 

وأشار المصدر، إلى أن الإجراءات التأمينية التي اتخذتها القوات في شمال سيناء ومن بينها إقامة منطقة «آمنة» بطول الحدود مع قطاع غزة بنحو 13 كيلومترا وعلى عمق أكثر من كيلو متر، نجحت في تحقيق الأهداف وفي مقدمتها التصدي لمحاولات التسلل والتهريب بكافة أشكاله بجانب قطع الإمدادات عن العناصر الإرهابية من الجانب الفلسطيني، والسيطرة على المنطقة الحدودية بصفة تامة.

 

وأكد المصدر، أن الأعمال الأمنية التي تقوم بها القوات المسلحة حاليا تستهدف تطهير سيناء من عدد ليس بالكبير من عناصر الجماعات المسلحة، مشيراً إلى أن المرحلة السابقة ركزت  على ما أسماه بـ «المواجهة» مع قيادات الصف الأول من تلك الجماعات وأن المرحلة الحالية خاصة بـ «التطهير»، التي تتضمن الوصول إلى عدد من عناصر الصف الثاني.

 

وبحسب المصدر، فإن القوات المسلحة بدأت بإجراءات عديدة للقضاء على الإرهاب في شمال سيناء خلال العام 2014، لفرض الأمن والأمان والقضاء على كافة إشكال الإرهاب بالمنطقة الحدودية مع قطاع غزة، في مدينة رفح بشمال سيناء، بدأت بأعمال حفر بمعدات عملاقة ساهمت في عمليات تدمير للأنفاق المنتشرة على امتداد الحدود، البالغ طولها نحو 13.5 كيلومتر.

 

وأنهت  الحفارات العملاقة عمليات حفر خنادق في مناطق متفرقة لمسافة 5 أمتار تحت سطح الأرض، بشكل متقطع بداية من المنطقة التي تبعد عن بوابة صلاح الدين بنحو 500 متر شمالاً، وهي محاذية للمنطقة السكنية برفح بنحو 50 متراً فقط، وهي مناطق لم يتم إنشاء جدار حديدي أسفلها.

 

وحسب الإحصائيات الرسمية، فإن الأنفاق الحدودية التي دمرتها القوات المسلحة بالمنطقة الحدودية بلغ عددها نحو 1600 نفق لا يعمل منها أي نفق بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من بينها أنفاق كانت مبطنة من الداخل بالأخشاب، فضلاً عن أن هناك بعض الأنفاق المجهزة بالخرسانة بحيث تقاوم عمليات الهدم.

 

وقال الشيخ سالم مراحيل، برلماني سابق واحد مشايخ ورموز قبيلة الإرميلات برفح سيناء، إن الفترة الماضية شهدت جهود موسعة للقوات المسلحة لعودة سيناء كمنطقة آمنة من خلال تدمير منظومة الأنفاق التي أقامتها عناصر فلسطينية  امتدت للمناطق والمنازل المصرية، والتي بقيت مستعصية على محاولات إغلاقها بسبب قيام بعض المهربين بإعادة تشغيلها وعمل فتحات جديدة مستغلين وجودهم داخل المناطق السكنية، التي تقع بعيداً عن الأنظار.

 

وأوضح مصدر أمني، أنه تم القضاء على منظومة الأنفاق الحدودية بضخ كميات كبيرة من مياه البحر في أنابيب عملاقة، مددها في وقت سابق على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، لتدمير أنفاق التهريب أسفل الحدود، عبر إغراقها.

 

وبحسب المصدر، فإن الأنفاق في قطاع غزة كانت عبارة عن مجموعة من الأنفاق حفرها الفلسطينيون سكان قطاع غزة بشكل سري تحت الأرض على انخفاضات كبيرة تصل إلى 20 متر وتتركز تحت الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر التي تستخدم لتهريب السلاح والدخان والمنتجات الغذائية، وبعد عزل الرئيس الإخواني مرسي تحولت إلى تهريب العناصر الإرهابية من قطاع غزة للأراضي المصرية فكان القرار  القاطع بإنهاء هذه الأنفاق بصورة نهائية.

 

و يقول مصدر قبلي من قبيلة السواركة بالشيخ زويد، أن المنطقة العازلة التي أقامتها القوات المسلحة في رفح ساهمت في تجفيف منابع الإرهاب بالمنطقة الحدودية وقضت على عمليات تهريب السلاح والإمدادات الطبية والغذائية من قطاع غزة إلى الجانب المصري ما ساهم في القضاء على الإرهاب وعودة الأمان لمناطق الشيخ زويد ورفح.

 

وقال مصدر أمني، إن المنطقة العازلة برفح هي خطة استراتيجية لجأت إليها الحكومة المصرية في ظل تكرر الهجمات الإرهابية على القوات المسلحة والشرطة والمدنيين وهي بإقامة منطقة عازلة في جانب رفح المصرية المحاذية لقطاع غزة والتي يبدأ عمقها من 400 متر مع إخلاء المنطقة وتعويض كل من تم إخلاءه، وجاء هذا القرار بعد الهجوم الذي أودى إلى مقتل 31 وإصابة 41 من القوات المسلحة المصرية في منطقة كرم القواديس بالشيخ زويد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة