أبو بكر خلاف.. صحفي حروب التيه الإخواني

الثلاثاء، 31 يوليو 2018 12:00 م
أبو بكر خلاف.. صحفي حروب التيه الإخواني
أبو بكر خلاف
طلال رسلان

ظهور أساسي لم يكن غريبا على اسم «أبو بكر خلاف» في الفيلم الذي أذاعته الجزيرة باسم «سيناء.. حروب التيه»، تحاول من خلاله ذراع قطر الإعلامية، تجميل وجه ما تبقى من جماعات الإرهاب في سيناء أعقاب كتابة نهايتها بعد نجاحات قوية حققتها الحرب الشاملة سيناء 2018.

 Capture

على خلفية سقوط حكم الإخوان عام 2013 وفي الكواليس أنشأت الجماعة كيانات موازية في الداخل المصري كانت بمثابة أذرع إعلامية لتمرير ما تراه قياداتها الهاربون إلى الدوحة وأنقرة مناسبا لإشعال الفتن وتأليب الشعب ضد السطلة الحاكمة، وغطاء إعلامي للجماعات الإرهابية وعملياتها.

البداية.. الغطاء الإعلامي

Capture
 
في 2015 أعلن الصحفي المصري أبو بكر خلاف، المقرب في الخفاء من الدوائر الأساسية لقيادات مكتب إرشاد جماعة الإخوان في مصر، تأسيس ما يسمى بنقابة الإعلام الإلكترونية مع ترويج لا بأس به عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لاقى استحسان كثير من الطامحين وحديثي التخرج إلى كارنيه ربما يوازي في قيمته يوما من الأيام امتيازات كارنيه نقابة الصحفيين.

لكن فيما بعد من أحداث كشفت أن تلك النقابة، التي لم يتم الاعتراف بها رسميا من الدولة ولم تحصل على أي ترخيص، ما هي إلا أداة من أدوات الجماعة لتجنيد صحفيين، بقيادة خلاف الذي كلف شباب في مرحلة من المراحل بتصوير ورصد القضاة تحت مسمى «الورش التدريبية».

Capture
 
التمويل وحياة الترف

شكوك كثيرة حامت حول الجهة الممولة التي يحصل من خلالها خلاف، الذي لم تظهر عليه علامات الترف من قبل، على مبالغ كبيرة مكنته من افتتاح فرع لنقابته بالمبنى اليوناني للجامعة الأمريكية بمبلغ 12 ألف دولار شهريا، وكانت مقرا لأجهزة تصوير ومونتاج خاصة بقناة الجزيرةإضافة إلى مقره الرئيس في شارع الدقي، قبل الانتقال إلى المقر الأخير في ميدان العتبة.

ثم أموال طائلة لا تخلو من رائحة الجماعة الإرهابية مكنت خلاف من الظهور بتلك الصورة وعمل هالة إعلامية أخفت واراءها الهدف الأساسي الذي من أجله أنشأ نقابة الإعلاميين الإلكترونية من الأساس.

أبو بكر خلاف 3
 

في العام نفسه ألقت الأجهزة الأمنية القبض على خلاف، بعد تقارير ظهر فيها بجوار منسقين للجان الإلكترونية الإخوانية وأذرع إعلامية للجماعة في مصر وخارجها التى تعمل كغطاء إعلامي لقنوات مكملين والجزيرة وشبكة رصد.
Capture

عزيزي ميخائيل جلوزمان

مفاجأة كبيرة أخرى بعد الكشف عن خاطبات بين خلاف وقيادات إسرائيلية للهروب خارج البلاد إلى إسرائيل تحت غطاء من جامعة تل أبيب، منها رسالة باللغة العبرية من جامعة تل أبيب توجه فيه الدعوة لخلاف لزيارة إسرائيل بناء على طلبه بداية من شهر أغسطس من العام 2015 لإعداد بحث عن البعد الاجتماعى فى روايات الأديبة الإسرائيلية سارة إنجيل.

الخطاب العبري كشف أن «ميخائيل جلوزمان» رئيس القسم الأدبى بكلية الآداب بجامعة تل أبيب يرحب باستضافة «خلاف» ويعرب عن استعداده لمساعدته خلال إقامته فى إسرائيل، وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة الخاصة بالبحث الميدانى والاستعانة بأرشيف مكتبة الجامعة، والدعوة ذكرت أن الإسرائيلى «إييال زيسر» عضو هيئة التدريس بجامعة تل أبيب ورئيس مركز «ديان» لمنطقة الشرق الأوسط والدراسات الإسرائيلية هو القائم بتوجيه الدعوة التى ستسهل حصول القيادى الإخوانى على تأشيرة دخول إسرائيل وتعد توصية لكل العناصر المتصلة بالبحث.

أعقاب ذلك واجه أبو بكر خلاف تهم على ذمة قضية رقم رقم ٤٧٤٨ لسنة 2015 إدارى قصر النيل بقيادة أعضاء من كيان غير شرعى- نقابة الإعلام الإلكترونى- بتصوير القضاة المشاركين فى عزاء المستشار هشام بركات الذي أقامه له النادي.

وفقا للتحقيقات الموسعة فإن خلاف سعى إلى افتتاح مقرات فى كل محافظات الجمهورية والعمل على ضم وزراء ومحافظين لعضويته الشرفية والغريب أن أول من تورط معهم محافظ الشرقية الذى حصل على كارنيه عضويتهم الشرفية وذلك كله حسب ما هو مفهوم لتحصين الكيان وإبعاد أى شبهات قد تحوم أو تعوق توغله وانتشاره، الأخطر أنه سعى إلى تأجير دور كامل في مبنى نقابة الصحفيين.

أبو بكر خلاف

الصديق الوفي


في وقتها نُشرت مكاتبات تثبت تواصل أبو بكر خلاف مع منتدى الشرق الإخواني الكائن في سويسرا ويشرف عليه ويديره وضاح خنفر الإخواني، على خليفة الإعداد لتصوير تسليم جثث أهالى قيادات الإخوان الذين قتلوا أثناء تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة، أثناء محاولة القبض عليهم ومنهم القيادى الإخوانى «ناصر الحافى»، والتي عُرضت فيما بعد على شاشتي قناة مكملين والجزيرة القطرية.

أبو بكر خلاف 2

ثم ظهور اسم شركة «أوتو» للتدريب الإعلامي وتمولها دولة قطر وتابعة للجماعة المصنفة إرهابية في مصر، ويديرها الإخوانى «حاتم أوس الأنصارى»، وتلك الشركة هي نفسها التي كانت تمول موقع «مصر العربية» على حساب فى بنك قطر الوطنى رقم ٧٧-٢٠٣١٤٨٠٩٧٤٥ ويديره الإخوانى «خباب عبدالمقصود» ويرأس تحريره «عادل صبرى» الذى هو فى نفس الوقت أمين عام نقابة الإعلام الإلكترونى.

أبو بكر خلاف 1
 

لم تنته رحلة أبو بكر خلاف عندما خرج بكفالة من القضية المذكورة في أكتوبر 2015، اختفى فترة لم تكن كبيرة، ثم الظهور المتوقع بقوة على شاشات الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان مكملين والجزيرة ورصد وغيرها، ليمثل أحد الركائز الأساسية في التقارير التي تهاجم الداخل المصري بعد هروبه إلى تركيا، ثم مؤخرا فيلم الجزيرة المشبوه «سيناء.. حروب التيه».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق