كله من الحرب التجارية.. هل يشهد العالم أزمة غذائية بعد ارتفاع أسعار السلع؟

الثلاثاء، 31 يوليو 2018 09:00 م
كله من الحرب التجارية.. هل يشهد العالم أزمة غذائية بعد ارتفاع أسعار السلع؟
منظمة الأغذية والزراعة - أرشيفية
كتب: مدحت عادل

استطاعت الأزمة التجارية العالمية التي دارت بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين فى الشهور الماضية، أن تحول مسار سلة السلع الغذائية الرئيسية حول العالم، وهو ما كشفته مؤشرات منظمة الأغذية والزراعة العالمية "فاو" خلال تعاملات السلع الغذائية فى شهر يوليو الجاري، بتراجع مؤشرات عدد من السلع الغذائية الأساسية خلال تلك الفترة.

مؤشر أسعار الغذاء

ويظهر مؤشر منظمة الأغذية والزراعة تراجع لأسعار الغذاء في يونيو بشكل أساسي بسبب احتدام التوترات التجارية يستخدم مؤشر المنظمة لأسعار المواد الغذائية لقياس التغير الشهري في الأسعار الدولية لسلة السلع الغذائية الأساسية، وهو يتألف من متوسط مؤشرات الأسعار الخمسة للمجموعات السلعية مرجحة بنصيب كل مجموعة من المجموعات من الصادرات

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء 173.7 نقاط في شهر يونيو 2018 بتراجع بلغ 4.2 نقطة أى 1.3% عما كان عليه في شهر مايو، وهو ما يمثل أول انخفاض من شهر إلى آخر منذ مطلع هذا العام، وشهدت بالإجمال معظم الأسواق مؤخر تراجع، خاصة بسبب ازدياد التوترات في العلاقات التجارية الدولية.

متوسط أسعار الحبوب

وسجل متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 166.2 نقطة في يونيو، أي بتراجع قدره 6.4 نقاط يوازى 3.7% عن مستواه المسجل في مايو الماضي وإن كان لا يزال أعلى بنسبة 8% تقريبا من مستواه في نفس الفترة من العام الماضي، وكان السبب وراء التراجع في يونيو النخفاض الحاد النسبي في أسعار الذرة والقمح في مقابل ارتفاع أسعار الأرز، ورغم تدهور توقعات الإنتاج الإجمالية، انخفضت أسعار القمح والذرة في شهر يونيو بعدما لوحظت اتجاهات مماثلة في مختلف السلع الأساسية نتيجة احتدام التوترات التجارية بموازاة التوترات التجارية، وفي المقابل ارتفعت أسعار الأرز الدولية بموازاة تقلص العرض الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الأرز من نوع Japonica  والأرز المنكه، مما عوض عن تراجع أسعار الأرز من نوع Indica.

 

تراجع متوسط أسعار الزيوت النباتية

وأنخفض متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية لـ 146.1 نقطة في يونيو، بنحو 4.5 نقاط أو 3% عن مستواه في مايو السابق، وهو ما يمثل انخفاض للشهر الخامس على التوالي وأدنى مستوى له خلال 29 شهرا، وهذا التراجع هو نتيجة تدني أسعار زيوت النخيل وفول الصويا ودوار الشمس.

ويعكس التراجع المستمر في أسعار زيت النخيل ضعف الطلب العالمي وكذلك تأثير ضعف مركب فول الصويا نتيجة التوترات التجارية الأخيرة، وبالنسبة إلى زيت الصويا، ألقت تراكمات إضافية في المخزونات في عدد من البلدان بثقلها أيضا على الأسعار في مقابل تراجع أسعار زيت دوار الشمس بعدما فاق الإنتاج التوقعات، خاصة في الأتحاد الأوروبي وأوكرانيا.

تراجع أسعار منتجات الألبان

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان 213.2 نقطة في يونيو، أي بانخفاض بلغ نقطتان 0.9% عن مستواه السابق في مايو، ولكن مازال أعلى 2% عن مستواها في نفس الفترة من العام الماضي، وعزا تقرير المنظمة التراجع في يونيو نتيجة تراجع الأسعار المحددة للأجبان وهو ما عوض عن ارتفاع أسعار الحليب المجفف المقشود، في حين أن أسعار الزبدة والحليب المجفف الكامل الدسم قد راوحت مكانها، ولعب ارتفاع الكميات المتاحة للتصدير في الولايات المتحدة والأتحاد الأوروبي دورا كبيرا فى تراجع الأسعار المحددة للأجبان، في حين أن الطلب المستمر على الواردات أدى إلى دعم أسعار الحليب المجفف المقشود، وارتفعت أسعار الزبدة والحليب المجفف كامل الدسم في أوروبا ولكنها تراجعت بشكل طفيف في أوسيانيا.

ارتفاع أسعار اللحوم

وأرتفع متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم لـ 169.8 نقاط في يونيو، بارتفاع طفيف بلغ 0.3% عن مستواه المسجل في مايو، وإن كان لا يزال أقل بنسبة 3.3% من مستواه في يونيو 2017، وكانت الزيادة الطفيفة من شهر إلى آخر ناجمة في القسم الأكبر منها عن ارتفاع القيم الخاصة بلحوم الأغنام، بالإضافة إلى زيادة طفيفة في أسعار لحوم الخنزير، في مقابل تراجع أسعار لحوم الأبقار والدواجن بشكل طفيف.

وأدي الطلب القوي على الواردات في ظل ضعف الكميات المعروضة من أوسيانيا، إلى ارتفاع أسعار لحوم الأغنام بقدر أكبر في حين أن الطلب الثابت لاسيما في أوروبا قد دعم الزيادة الإضافية في أسعار لحوم الخنزير.

وأدت الإمدادات الوفيرة للتصدير من أستراليا إلى انخفاض أسعار لحوم الأبقار في حين أن توافر كميات وفيرة للتصدير، خاصة من البرازيل، في ظل ضعف الطلب على الواردات، أدي إلى خفض أسعار لحوم الدواجن.

متوسط أسعار السكر فى ارتفاع

وارتفع متوسط أسعار السكر فى مؤشر منظمة الأغذية والزراعة عند 177.4 نقطة في يونيو، بنحو 2.1 نقطة أو 1.2%  عن مستواه في شهر مايو الماضي، وهو أول ارتفاع له بعد ستة أشهر من التراجع المستمر.

وأرجع تقرير المنظمة السبب الرئيسي لأرتفاع الأسعار الدولية للسكر إلى القلق إزاء توقعات إنتاج السكر في البرازيل وهو أكبر منتجي السكر في العالم وأكبر البلدان المصدرة له، في ظل استمرار التأثير السلبي للأحوال المناخية الجافة على حقول قصب السكر.

وأدت بدورها التقارير التي تفيد عن ارتفاع استخدام قصب السكر لإنتاج وقود الإيثانول في البرازيل إلى دعم الأسعار الدولية للسكر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق