تجاوزت الـ 702 بئراً لتخزين المياه..

صهريج مسجد البوصيرى بالإسكندرية.. سقاية المصليين من الصفوف الأولى

الخميس، 02 أغسطس 2018 08:00 ص
صهريج مسجد البوصيرى بالإسكندرية.. سقاية المصليين من الصفوف الأولى
مسجد الامام البوصيرى
كتب ــ محمد أبو النور

آبار وصهاريج المياه، وسيلة لحفظ وتخزين مياه للشرب، أو لحين الحاجة إليها، اشتهرت بها محافظة الإسكندرية منذ زمن، وقبل شق الترع والمصارف بقرون طوال، وانتشار محطات وشركات المياه الحديثة.

على الرغم من انتشار الآبار والصهاريج بالمحافظة، إلاّ أن مرور السنوات والإهمال، أتى على أغلبها بالردم والطمر، غير أن بقاء أحدها داخل مسجد البوصيرى بحى الأنفوشى، واستمرار المحافظة عليه، يؤكد الاحترام الشديد من جانب وزارتى الأوقاف والآثار، لهذا المعلم والأثر التاريخى الهام حتى داخل المسجد.  

 

فى باحة الصلاة بمسجد البوصيرى ،يقطع استمرار اتصال المصلين بالصف الأول، شكل دائرى من الرخام الفاتح، يعلو عن أرضية المسجد بحوالى من 30 – 40 سم، وخلال أداء الصلاة، سأل أحد المصلين مؤذن المسجد، عن هذا الشكل الدائرى الذى يقطع اتصال الصفوف، فكانت الإجابة أنه بئر للمياه تم حفره قبل إنشاء المسجد، وظل لسنوات يتم الحصول على الماء منه، إلى أن دخلت شبكات المياه الحديثة إلى المسجد والمساكن، فتم تغطيته ولم يعٌد يُستخدم الآن.

 

hhnnn

 

كلمة «صَهْريج أو صِهْريج» فى اللغة العربية جمعها صَهاريجُ، تعني الحوض الكبير الذى يجتمع فيه الماء أو خزَّان النّفط أو شاحنة ذات خزّان كبير لنقل الماء أو النّفط أو مثلهما.

صهاريج الإسكندرية مبانى فقدت وظيفتها الأساسية بمر السنين، نتيجة لتطور شبكات المياه، خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، وهو ما أدّى إلى إهمال بنيتها وقيمتها التاريخية، وقد تم إضافة الصهاريج الباقية بالمدينة مؤخراً إلى قائمة مباني الإسكندرية التاريخية، والتي أعدها مركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط، ويحميها القانون رقم 144 لسنة 2006.

في فبراير 2008، بدأ مركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط مشروعاً طموحاً يهدف إلى توثيق تاريخ صهاريج الإسكندرية ودراسة حالتها، وبهدف الخروج بمقترح حول كيفية تنميتها ووضع مبادئ توجيهية لحمايتها، كما يتضمن المشروع إصدار كتاب عنها.

 

 

gghhhh
 
 

تظل الصهاريج من المعالم التاريخية للإسكندرية، استخدمت كمخازن لحفظ المياه واستمرارها صالحة للشرب لفترات.

مع مرور السنوات امتدت إليها يد الإهمال، لتبقى ‏4‏ صهاريج فقط بقلعة قايتباي والباب الأخضر وابن بطوطة، من جملة ‏700‏ صهريج أثري فى المحافظة‏، وهى ‏ خير شاهد علي براعة الطراز المعماري في أواخر العصر الروماني‏.

خبير بالآثار الإسلامية قال إن هذه الصهاريج كان يتم ملأها بالمياه فى فصل الشتاء، وتتكون من دور و 2 و 3 و 4، ويتم تحديد حجم وارتفاع الصهريج قياساً بالكثافة السكانية للمكان.

كان أشهر الصهاريج على الإطلاق «بن النبيه الأثرى» بشارع السلطان حسين وسط الإسكندرية.

بلغ عددها أيام الحملة الفرنسية 702 صهريجاً، والمعلوم منها 28، وتتميز بفتحة مقدمة أو خرزة، الأولى فى ساحة المسجد، والثانية فى غرفة الإمام وتمتد لحوالى 12 م،  كما يوجد ما يسمى «حطات»، وهو مكان لوضع القدم يمين و شمال خلال النزول.

واعتنت وزارة الآثار أشد العناية بهذه الصهاريج، وتم ترميمها فى مشروع 2002، كما تم عمل إظهار وإطار زجاجى وتركيب إضاءة لها حتى يتمكن رواد المسجد والزائرين من الرؤية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق