قطر وتركيا وإيران تحت المجهر.. هل تنقلب الإدارة الأمريكية على الحلفاء الثلاثة؟

الجمعة، 03 أغسطس 2018 10:00 ص
قطر وتركيا وإيران تحت المجهر.. هل تنقلب الإدارة الأمريكية على الحلفاء الثلاثة؟
الكاتب السعودي خالد الزعتر مع ترامب وتميم واردوغان
شيريهان المنيري

على مدار ما يقرب من العام قررت كُلًا من قطر وإيران وتركيا إتخاذ موضع الحلفاء فيما بينهم رافعين راية العداء لدول الخليج ولاسيما المنطقة العربية بشكل عام.. قرارات ومواقف مشتركة تم إعلانها فيما بينهم على مدار الشهور الماضية، مع تعمد الدعم والتنسيق في المجالات الاقتصادية والدفاعية على الأخص.

واتضح ذلك التحالف الثلاثي بشكل قوي إثر إتخاذ الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب موقفًا مواضحًا من النظام القطري، وإعلان قطع العلاقات مع الدوحة دبلوماسيًا وتجاريًا منذ 5 يونيو من عام 2017، بعد ثبوت دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة أمن واستقرار المنطقة.

ربما جاء تقييم أنظمة الدول الثلاثة للأوضاع السياسية والاستراتيجية في المنطقة وحول العالم بشكل خاطئ واعتمدت إيران على ما تمُر به من استقرار في ظل على الإدارة الأمريكية السابقة، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، في ظل اإبرام الاتفاق النووي الإيراني، وتخفيف العقوبات الاقتصادية عليها. في حين اتجهت قطر منذ المقاطعة العربية إلى مزيد من تعزيز العلاقات القطرية الأمريكية وضخ مليارات الدولارات لصالح الاقتصاد الأمريكي، والذي يبدو أنها بدأت في استيعاب خطأ تقديرها للأمور، ما دفعها إلى التوجه لضخ مليارات تفوق نظيرتها السابقة الذكر تجاه بريطانيا. كما تعكس عدة مؤشرات أن  محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ زيارته لواشنطن في مايو من العام الماضي، لتوطيد العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وأن محاولاته استغلال التوترات الأمريكية الروسية لصالح بلاده؛ باءت جميعها بالفشل.

عقوبات على تركيا

ووجهت الولايات المتحدة الأمريكية صفعة قوية إلى النظام التركي الأردوغاني مساء الأربعاء، حيث الإعلان بفرض عقوبات على وزيري العدل والداخلية الأتراك، بسبب استمرار اعتقال السلطات التركية للقس الأمريكي، آندرو برانسون

تراجع عن الاتفاق النووي  

ومن المتوقع  خلال الأسبوع المقبل، بحسب «أخبار الآن» فرض عقوبات أمريكية على إيران، لن تستهدف فقط أنشطة حكومتها ولكن شركات أوروبية وغيرها أيضًا في حال مختلفتها لقوانين الإدارة الأمريكية. وذلك بعد أن كان «ترامب» أعلن الإنسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، في مايو الماضي.

ناتو عربي

كما كشف مسؤولون أمريكيون بحسب وكالة «رويترز» خلال الأيام الماضية عن مساعي الإدارة الأمريكية لتشكيل تحالف سياسي أمني على رغار حلف «الناتو» يهدف إلى التصدي إلى ممارسات النظام الإيراني في المنطقة، على أن يضم دول الخليج ومصر والأردن، وهو ما يراه خبراء سياسيون في حال التوافق على تشكيله سيكون منبرًا للتصدي ليس فقط لإيران، وإنما لكل من يدعم الإرهاب ويعمل على تقويض أمن واستقرار المنطقة، في إشارة إلى تنظيم الحمدين - حكومة قطر - المتورطة في علاقات وطيدة مع التنظيمات والعناصر الإرهابية.

اقرأ أيضًا: هل يكون «ناتو العرب» المسمار الأخير في نعش إيران؟.. «ترامب» يسعى لتوجيه ضربة لطهران

لا مجال للإزدواجية

في هذا الخصوص يقول المحلل السياسي السعودي، خالد الزعتر أن «المتابع للسياسة التي يتبعها دونالد ترامب يجد أنه أعاد إستراتيجية الرئيس بوش (إن لم تكن معي فأنت ضدي)، وبخاصة بعد عودة تيار الصقور إلى الواجهة، هذا التيار الذي يعطي أهمية لمكانة أمريكا وهيمنة القطب الأوحد، ما يعني أن علاقة أمريكا مع كل من تركيا وقطر لن يكون فيها مجال للإزدواجية التي كانت في عهد باراك أوباما بمعنى أن تكون حليفًا لأمريكا وحليفًا لإيران، ما يعني أن تركيا وقطر في ظل تصاعد الأزمة والحرب الكلامية بين طهران وواشنطن، أمامهم مأزق الإختيار بين العلاقة مع أمريكا أو مع إيران».

إحكام حصار إيران

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «عند الحديث عن العقوبات التي فرضت على تركيا في تقديري أنها لا تستهدف وزيري العدل والداخلية، وليست محصورة في قضية القس الأمريكي المُحتجز، بقدر ما لهذه العقوبات من أبعاد سياسية، والتي تتعلق بشكل أكبر وغير مباشر بالأزمة الإيرانية – الأمريكية، ما يعني أن ترامب في إستراتيجيته الرامية إلى إحكام الحصار الإقتصادي على إيران، فإن العقوبات سوف تُطال الدول المتحالفة مع طهران وهي تركيا وقطر، وهي خطوة تؤكد أن تركيا فشلت في قراءة العقلية السياسية لترامب وواصلت سياساتها التي كانت في عهد أوباما، ولذلك فإن ترامب بهذه العقوبات أراد أن يحدث صدمة للعقلية السياسية التركية حتى تدرك جيدًا المتغيرات الحاصلة في السياسة الأمريكية، كما أن هذه العقوبات سيكون تأثيرها السياسي أكبر على تركيا؛ فهي سوف تشكل صفعة للعنجهية التركية المصطنعة وخطابات أردوغان الشعبوية».

قطر في مرمى ترامب

وتابع «الزعتر» بأن «ترامب يركز بشكل أكبر على ترتيب الفوضوية التي أحدثتها إدارة أوباما، والتي أدت إلى تراجع مكانة أمريكا، وسمحت لدول صغيرة مثل قطر بإختراق الولايات المتحدة الأمريكية، فكما كشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية، أن قطر كانت تدير حملة عبر عمليات سوداء بالتعاون مع شركات علاقات عامة وعملاء سابقين في الإستخبارات الأمريكية CIA، ضد منافسيها الولايات المتحدة وإستراليا وغيرهما للحصول على حق تنظيم مونديال 2022، ما يشير  إلى ضعف الإدارة الأمريكية في عهد أوباما، ولذلك أرى أن سياسة ترامب في ترتيب الفوضوية التي أحدثها أوباما سوف تطال العلاقة مع قطر وخاصة في ظل ما تكشف من أدلة على دعم قطر للإرهاب».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق