من عهد التميمي إلى دلال المغربي.. أيقونات فلسطين هن الجميلات

السبت، 04 أغسطس 2018 04:00 م
من عهد التميمي إلى دلال المغربي.. أيقونات فلسطين هن الجميلات
عنتر عبداللطيف

تحول نضال الصغيرة ذات الـ17 ربيعا «عهد التميمى» ضد قوات دولة الاحتلال إلى ايقونة فلسطينية تحدث عنها العالم أجمع فهى الشجاعة صغيرة السن ،والتى زلزلت قلوب جنود الاحتلال بمواجهتهم بشجاعة وجها لوجه، فعلى الرغم جسدها الضئيل إلا أن بريق عينيها كان يحمل تحدى الدنيا بأسرها، وليس تحدى حفنة من جنود محتلين للأراضى العربية.

عقب 8 أشهر بالكمال والتمام من مكوثها فى سجن دولة الاحتلال، خرجت عهد التميمي، ووالدتها ناريمان ليستقبلها  آلاف الفلسطينيين بسعادة غامرة.

تذكر الجميع قبل 8 أشهر عندما حاول جنود قوات الاحتلالاقتحام منزلها فى الضفة الغربية،  فتصدت لهم بكل شجاعة قبل أن يلقوا القبض عليها ويوجهوا لها 12 تهمة زائفة.

دعت التميمى عقب الافراج عنها إلى مواصلة الحملات لدعم الأسرى الفلسطينيين فى المعتقلات الإسرائيلية، قائلة: «صوتنا وصل للعالم ويجب مواصلة الحملات لدعم بقية الأسرى، ونحن تحدينا كل الصهاينة، وحولنا سجننا لمدرسة، ونجحت في استكمال تعليمي الثانوي رغم الضغوط الإسرائيلية داخل السجن»

عهد
 

 

الرئيس الفلسطينى عباس أبومازن استقبل عهد التميمى قائلا انها :«تشكل نموذجا للنضال الفلسطيني لنيل الحرية والاستقلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة».

وُلدت عهد عام 2001 ونشأت في قرية النبي صالح وسط الضفة الغربية ووالدها باسم التميمي كان قد جرى اعتقاله ما يقرب من 11 مرة  وفى احدى مرات اعتقاله دخول في غيبوبة لمدة عشرة أيام ، كما تعرضت والدتها ناريمان التميمي للاعتقال ثلاث مرات وأُصيبت بالرصاص الحي في فخذها في 20 نوفمبر 2014 فيما توفيت شقيقة أبيها عام  1992 على أثر صدمة شديدة  عقب أن قضت محكمة عسكرية إسرائيلية بسجن نجلها.

«على العهد يا عهد».. فهناك فلسطينيات عظيمات واجههوا قوات الاحتلال بأعمال بطولية فمنهن من استشهدن وآخريات مازلن يعيشن بيننا منهن  المناضلة ليلى خالد والتى  كانت قد ظهرت فى صورة مع عهد التميمى عقب الافراج عن الأخيرة.

ولدت ليلى خالد فى مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة العام 1944، وعقب نكبة فلسطين هاجرت اسرتها إلى لبنان. .

ظهر نشاط ليلى خالد المقاوم للاحتلال، وهى فى سن مبكرة فعندما كان عمرها 15 عاما فقط ، انضمت إلى صفوف حركة القوميين العرب وهي في عمر 15 سنة.

تخرجت ليلى خالد لتعمل فى وزارة المعارف الكويتية ولتنضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسيطن ولتنضم تحديدا إلى فرقة العمليات الخاصة بالجبهة ، وتلعب دورا كبيرا في بناء شكبة للجبهة في الكويت وانضوت.

وكانت ليلى أول امرأة تقوم بخطف طائرة، وذلك في 29 أغسطس عام 1969 خطفت ليلى خالد بمساعدة سليم العيساوي بخطف طائرة ركاب أميركية "TWA" تعمل على خط لوس انجلوس- تل أبيب.

ليلى
 

 

كان هدف خطف ليلى خالد للطائرة الأمريكية هو إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين ولفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية.

اللافت أنه كان من المفترض أن يكون على متنها رئيس وزراء إسرائيل الراحل إسحق رابين، إلا أنه استبدل الطائرة في اللحظات الأخيرة، وعاد إلى إسرائيل على طائرات شركة العال الإسرائيلية.

قصة اختطاف الطائرة الأمريكية بدأت بصعود ليلى خالد والعيساوي إليها عند مرورها من روما، وبعد مرور نصف ساعة قاما بتغيير مسار الرحلة إلى سوريا. لتهبط الطائرة في مطار دمشق، ويجرى اجلاء جميع ركابها الـ116، ويبدأ تفاوض السوريون مع إسرائيل عبر الصليب الأحمر، وهى المفاوضات التى انتهت بتبادل 6 إسرائيليين بـ13 سورياً من بينهم طياران عسكريان، لتقوم ليلى خالد بتفجير الطائرة، ثم تسلم نفسها إلى السلطات السورية، وبعد فترة، تعود إلى الأردن ومنها إلى لبنان.

ما أن مر عام حتى كررت ليلى خالد تجربتها مرة ثانية بأن خطف طائرة "العال" الإسرائيلية، الرحلة رقم 219 من أمستردام الى لندن، وذلك في 6 سبتمبر 1970، وكان على متن الطائرة أهارون باريتز، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية آنذاك.

وكانت ليلى خالد قد أجرت عدة عمليات جراحية،لتغيير معالم وجهها وشكلها، وتزوّدت بجواز سفر هوندوراسي، ودخلت هولندا، لتنجح مع رفيقها المناضل النيكاراجوي باتريك أرجويلو فى اختطاف الطائرة.إلا أن رفيقها فوجئ بستة مسلحين من الحرس الخاص لرئيس الاستخبارات الإسرائيلية يطلقون عليه الرصاص.

بعد شهر من اعتقال السلطات الإنجليزية ليلى خالد جرى الافراج عنها، عقب اختطاف طائرة بان أميركان إلى سوريا بهدف الضغط على البريطانيين لإطلاق سراحها وهو ما حدث بالفعل.

حاولت دولة الكيان اغتيال ليلى خالد أكثر من مرة لكنها فشلت وهى الآن عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيه ومسؤولة دائرة اللاجئين والعودة و تعيش مع زوجها وولديها فى الأردن ويطلق عليها:«أيقونة التحرر الفلسطيني المتشحة بالكوفية»

 

في تمام الساعة 9:37 من صباح يوم الأربعاء 14  يناير 2004 م نفذت ريم صالح الرياشي وكانت تبلغ من العمر 22عاما وهى من حي الزيتون بمدينة غزة وهي أم لطفلين  عملية استشهادية  في المنطقة الصناعية "ايرز" شمال قطاع غزة  حيث كانت ترتدي حزاما ناسفا لتقوم بتفجير نفسها داخل الممر الذي يمر فيها العمال الفلسطينيون من قطاع غزة إلى داخل دولة الكيان الصهيوني وذلك أثناء دخولها للحصول على بطاقة ممغنطة على أحد الحواجز العسكرية الصهيونية في المنطقة ،واسفرت العملية الاستشهادية فى صفوف العدو عن سقوط 4 قتلى ، و10 جرحى .

كانت الشهيدة «ريم» قد صورت وصية لها قبل تنفيذها العملية الاستشهادية قائلا فيها :«إنها طرقت أبواب الشهادة منذ أمد بعيد من أيام دراستها ، ورغم أن طلبها قوبل بالرفض إلا أنها أوضحت أنها لم تيأس واستمرت في الطلب والإلحاح حتى يسر الله لها الأمر وتمكنت من الحصول على موافقة قادة كتائب القسام على هذه العملية وبالتالي تم تجهيزها».

تعد ريم الرياشي سابع استشهادية فلسطينية تنفذ عملية ضد الاحتلال الصهيوني، وهي الأولى من قطاع غزة وهى أم لأبنين احدهما رضيع وقد جاءت دوافع عمليتها الاستشهادية :« "ثأرا للأطفال والنساء والشيوخ، الذين يقتلهم العدو كل يوم على حواجزه وبرصاصة وطائراته» كما جاءت العملية الاستشهادية أيضا  بعد تواصل الجرائم الصهيونية، والتتصعيد ضد المدنيين والمدن والمخيمات الفلسطينية.

         

أما دلال المغربي فهى شابة فلسطينية ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لآسرة من يافا ولجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948

وعقب التحاقها بالحركة الفدائية تدربت على العديد من أنواع الأسلحة وحرب العصابات. وفق كتابات فلسطينية وثقت لبطولة دلالا المغربى فإنه فى عام 1978  قادت عملية عرفت باسم عملية كمال عدوان وهو القائد الفلسطيني الذى استشهد فى بيروت وعرفت الفرقة التي قادتها «المغربي» باسم فرقة دير ياسين.

 

في صباح يوم 11  مارس عام 1978 نزلت دلال مع فرقتها الانتحارية من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلاها إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون بخاصة وان إسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين القيام بإنزال على الشاطئ على هذا النحو.

دلال
 

نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود كان متجها إلى تل أبيب حيث اتخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو تل أبيب وكانت تطلق خلال الرحلة النيران مع فرقتها على جميع السيارات العسكرية التي تمر بقربها مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال بخاصة وان الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود من المستعمرات الصهيونية في الضواحي إلى العاصمة تل أبيب

 

بعد ساعتين من النزول على الشاطيء وبسبب كثرة الإصابات في صفوف الجنود وبعد أن أصبحت دلال على مشارف تل أبيب كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها ايهود باراك بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين

 

وقامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهليوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم إيقافه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا

 

وهناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال والقوات الإسرائيلية حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية العشرات من الجنود المهاجمين ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم

 

أما البطلة ميرفت أمين مسعود فقد استشهدت في عملية «انتقام الحرائر» عام 2015 وهى العملية التى أدت لمقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال شمال قطاع غزة.

تقول والدة الشهيدة راوية ليلة استشهادها :«ميرفت نامت في الساعة الثانية عشرة من ليلة يوم الاثنين ووضعت ساعة التنبيه على الساعة الثانية ليلاً، وعندما دقت الساعة استيقظت وصلّت قيام الليل وكانت تدعو وتصلي،وفي الساعة الثالثة ليلاً أيقظتني ميرفت، وقالت لي: يا أمي استيقظي كي نتسحر ونصوم غداً، فاستيقظت وذهبت ميرفت إلى غرفتها لتصلي، وفي الساعة الرابعة وعشر دقائق فجراً ناديت عليها وقلت لها سوف يؤذن الفجر، فقالت لحظة سوف أصلي ركعتين وآتي لآكل».

تتابع والجة الشهيدة :«تناولت كأساً صغيراً من الشاي وقطعة خبز صغيرة وأقراص الفلافل، لتعلو بعدها تكبيرات الجامع، بعدها صلّت ميرفت صلاة الفجر واستمرت بالدعاء وقرأت القرآن الكريم حتى شروق شمس صباح يوم الاستشهاد وقبل أن تغادر ميرفت منزلها فتحت التلفزيون ورأت أطفالاً قتلتهم قوات الاحتلال، فقالت لأمها «لقد قتلوا الأطفال، استيقظي يا أمي، وانظري لما يحدث»، وبعدها قبل أن تخرج ذهبت لجدتها وقبلتها وطلبت منها الدعاء، وخرجت لتنفذ عمليتها وتنال الشهادة.

أما الشهيدة هنادي جرادات وتبلغ من العمر 28 عاماً فقد نفذت عمليتها الاستشهادية في 4 أكتوبر 2003، بمطعم بمدينة حيفا ما أوقع عشرات القتلى والجرحى فى صفوف جنود دولة الاحتلال.

ولدت هنادى جرادات في 22 سبتمبر 1975 بمدينة جنين شمال الضفة الغربية، وشاهدت  أمام عينيها جريمة صهيونية بشعة نفذها جنود الاحتلال، ضد أخيها وابن عمها

خرجت هنادى جرادات  في ذات صباح من مدينة «جنين»، واخترقت التحصينات إلى أن وصلت إلى مدينة «حيفا» وجلست فى منتصف  مطعم  مكسيم ثم تناولت طعامها ونفذت عمليتها ما اسفرت عن مقتل 21 صهيونياً وتساقط عشرات الجرحى.

هنادى
 

فيما قتلت قواتُ الاحتلال عام 2015 بدم بارد الطالبةَ الفلسطينيةَ دانيا ارشيد 17 عاما على بوابات الحرم الإبراهيمي الشريف بزعم انها حاولت طعن أحد المستوطنين.

الشهيدة دانيا ارشيد  كانت من سكان حي الجلدة غرب المدينة وقال والدها إنه تعرف على ابنته من خلال الصور التي نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمحطات المحلية لافتا إلى أن ابنته خرجت إلى مدرستها مدرسة الريان بشكل اعتيادي، علماً بأن علاقاتها محدودة متابعا إنها ذهبت لتلقي دورة تقوية في اللغة الإنجليزية في مركز الواحة، حيث إنها تغيبت عن المنزل منذ خمس ساعات حيث بحث عنها كثيرا لدى أقربائهم دون جدوى إلى أن تعرف على صورتها من مواقع التواصل.

اللافت أن الشهيدة ارشيد تعد الفتاه الثالثة التي جرى اغتيالها في البلدة القديمة  كما جرى اغتيال الفتاتين هديل الهشلمون، وبيان النتشة، بذات الطريقة، واستشهدت ارشيد في مكان النقطة العسكرية نفسها  التي ارتقت فيها الشهيدة  هديل الهشلمون بينت الـ18 عاما والتى قتلت وهي تدافع عن نفسها ضد جندى اسرائيلى حاول نزع  نقابها.

وقال والدها لوسائل الاعلام ان ابنته منذ عامين تتحدث مع الجميع باللغة العربية الفصحى لاعتقادها بأنها أساس نهضة الأمة رغم أن ذلك سبب لها صعوبة في التواصل مع كبار السن لكن الصغار أخذوا يقلدونها في ذلك".

يتابع والدها:«وفي يوم استشهادها كانت هديل في طريقها للجامعة فإذ بها تقرر أن تمر على بعض العائلات المستورة التي تقيم في شارع الشهداء وأثناء مرورها بالحاجز الإسرائيلي استوقفها الجنود وطلبوا منها خلع  الحجاب فرفضت طالبة إحضار مجندة لكي تكشف وجهها فلم يستجيبوا لطلبها، فأرادت الرجوع من نفس الحاجز وأثناء التفافها للعودة من المكان الذي أتت منه أطلقوا عليها الرصاص من على بعد مترين تقريبًا.

أما الشهيدة رشا عويصي فقد كانت تبلغ من العمر 23عاما عند استشهادها فى9 نوفمبر عام 2015 عقب إطلاق جنود الاحتلال النار عليها عند حاجز «الياهو» العسكري قرب مدينة قلقيلية، شمالي الضفة الغربية بحجة نيتها تنفيذ عملية طعن.

يعدم
 

والشهيدة رشا عويصي من مدينة قلقيلية وكانت آخر كلماتها لعائلتها: «أمي الغالية، لا أعرف ماذا يحدث، فقط أعرف أن طريقي قد أنتهى, وهذا الطريق أخترته بكامل وعيي دفاعاً عن ‫وطني ‏والشباب ‫‏والبنات .. لم أعد احتمل ما أراه لكن الذي أعرفه هو أني لم أحتمل، أهلي ‏أبي ‫‏أمي ‫‏وأخواني, سامحوني على كل شيء, ما بوسعي غير القول أنني فعلاً أحبكم، وخاصة خطيبي سامحني على كل شيء ما بوسعي غير هذا الطريق، أنا آسف على هذا الرحيل».

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق