"ما لناش عشم وياك يا ماسبيرو".. لماذا تجاهلت الإذاعة مئوية عملاق الطرب محمد فوزي؟

الخميس، 16 أغسطس 2018 02:00 م
"ما لناش عشم وياك يا ماسبيرو".. لماذا تجاهلت الإذاعة مئوية عملاق الطرب محمد فوزي؟
محمد فوزى
حسن شرف

لم يمر عام واحد على تكريم دولة الجزائر للموسيقار الراحل محمد فوزي، والذي مر أمس الأربعاء 15 أغسطس، على ذكرى ميلاده مائة عامٍ، وهي المناسبة التي كان يجب أن تنتبه إليها الإذاعات والقنوات المتخصصة، خاصة إذاعة الأغاني، لتحتفي به- لأنه يستحق- جاء تكريم الجزائر للفنان الراحل لتقديمه عملا موسيقيًا واحدًا، اتخذته الجزائر نشيدها الوطني، إلا أنه قدم للفن المصري مئات من الأعمال الفنية الخالدة بين أفلام وأغنيات وموسيقى سبقت عصرها.
 
 
تكريم الفنان الراحل جاء من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، حيث أطلق اسمه على المعهد الوطني العالي للموسيقى بالجزائر، وذلك في ذكرى مرور 60 عاما على تأليف نشيد «قسما» الذي لحنه «فوزي» من كلمات شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، وعرفانا من الجزائر بمن قدموا لها الدعم والمساعدة في وقتٍ كان يتطلب ذلك.
 
 
بلغ رصيد الفنان محمد فوزي من الأغنيات أكثر من 400 أغنية منها حوالي 300 في الأفلام من أشهرها "حبيبي وعينيه"، و"شحات الغرام"، و"تملي في قلبي"، و"وحشونا الحبايب"، و"اللي يهواك اهواه"، و"مال القمر ماله"، ومجموعة من أجمل أغنيات الأطفال التي أشهرها "ماما زمانها جاية" و"ذهب الليل طلع الفجر" وغيرها من الأغاني.
 
 
فوزي الذي عرف عنه خلافاته وعدم قربه من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من أهم الأغنيات التي قدمها (بلدي أحببتك يا بلدي) وهي التي لم يجد مسئولي الإذاعة إبان نكسة 67 غيرها ليتم إذاعتها، رغم الاختلاف بين فوزي والقيادة السياسية وقتها، بعد تأميم شركته (مصر فون)، في أوائل الستينات وهي أول شركة للأسطوانات في الشرق الأوسط، وهو ما سبب له الصدمة الكبرى في حياته، مَرض على إثرها حتى وافته المنية عام 1966.
 
 
«بلدي أحببتك يا بلدي.. حبًا في الله وللأبد.. فثراك الحُر تراب أبي.. وسماك يزف صبا ولدي.. بلدي أحببتك يا بلدي.. وطني والله رعى وطني.. حُرًا في الأهل وفي السكن.. ماضٍ يختال على الزمن.. وغدٌ يزدان لبعد غدٍ»
 
 
 
من ناحيته أعرب الناقد الفني طارق الشناوي، عن استيائه الشديد من تجاهل إذاعة الأغاني لمئوية محمد فوزي، خاصة وأنه يستحق التكريم. مضيفا: «متى ستحتفل إذاعة الأغاني بمئوية محمد فوزي؟ بعد مئة عام أخرى عندما يمر مئتي عام على ميلاده، بأي حال من الأحوال لا يجوز تجاهل إذاعة الأغاني لهذه المناسبة، لأن الفنان الراحل قدم مئات الأعمال الفنية المهمة ويعد من قامات الفن المصري».
 
 
وأضاف الشناوي في تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن إذاعة الأغاني أثبتت أنها في غيبوبة، ومنفصلة عن الواقع، ولا تدرك حجم ما قدمه الفنان الراحل محمد فوزي.
الناقد الفني طارق الشناوي
 
 
سونيا محمود رئيسة إذاعة الأغاني، أكدت أن الإذاعة لا تحتفل بذكرى الميلاد، إلا لكوكب الشرق أم كلثوم و موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، على اعتبار أنهما لن يتكرران- على حد وصفها- ولا تحتفل إلا بذكرى الوفاة لباقي الفنانين، مقللة من أهمية المأوية- وهي مرور 100 عام- على ميلاد الفنان الراحل محمد فوزي.
 
 
وأضافت أنها تعلم قيمة محمد فوزي جيدا، إلا أنها تسير على نظام ثابت للإذاعة، وهو الاحتفال بذكرى الوفاة، مشيرة إلى أنها تحتفل بذكرى الميلاد لو كان الفنان حيا يرزق، وتحتفل بذكرى الوفاة في حالة وفاته، وهو ما سيحدث مع الفنان محمد فوزي، وسيتم الاحتفال بذكرى وفاته في 20 أكتوبر المقبل.
 
سونيا محمود رئيسة إذاعة الأغاني
 
 
 
وأوضحت أنه يتم إذاعة فقرة ثابتة للفنان الراحل من الساعة التاسعة إلى التاسعة والنصف، وهو ما يؤكد أن إذاعة الأغاني لم ولن تنسى محمد فوزي، إلا أنه أصرت على رؤيتها بشأن الاحتفال بذكرى الوفاة، وليس الميلاد.
 
 
«صوت الأمة» اتصل برئيسة الإذاعة نادية مبروك، ليتعرف منها على رؤيتها في هذه القضية، ومع أي جانب ستنحاز، لأهمية الاحتفال بمئوية الفنان محمد فوزي، وهو الجانب الذي اتخذه الناقد الفني طارق الشناوي، أو ذلك الجانب الذي وقفت فيه رئيسة إذاعة الأغاني، والاكتفاء بالاحتفال بذكرى وفاته، إلا أنها رفضت التعليق بحجة انشغالها في أحد الاجتماعات.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق