عيد الأضحى.. محافظ الجيزة يواجه «سريحة» المدابغ ويستثمر الجلود لصالح مرضى «فيروس C»

الأحد، 19 أغسطس 2018 08:00 ص
عيد الأضحى.. محافظ الجيزة يواجه «سريحة» المدابغ ويستثمر الجلود لصالح مرضى «فيروس C»
جلود الأضاحي - أرشيفية
إبراهيم الديب

 
 
عربة كارو خشبية يجرها «حمار» أنهكه المرض، يسير كيفما يوجهه لجاما بين يدي «عربجي»، يجوب الشوارع والحارات والأزقة لتجميع جلود الأضاحي وبيعها لأصحاب مدابغ الجلود التي تعمل على تصنيعها في أشكال مختلفة.
 
«جلد للبيع.. فرو للبيع».. شعار كتائب الشباب التي تخرج فجر يوم وقفة عرفات للتفتيش عن جلود الأضاحي، وفراء الخراف، وشرائها بأسعار يتم تحديدها فيما بينهم، وتعميمها على سوق الجلود كبورصة ينتعش عملها خلال تلك الأيام، ويتم تقسيم المناطق في الغالب وتحديد القائمين على عملية الشراء منها، ويسعى كل فرد في تلك الكتائب التي تنطلق في محافظات مصر كافة، إلى تحصيل أكبر عدد من جلود الذبائح وتخزينها أو بيعها مباشرة إلى أصحاب المدابغ.
 
تجارة واسعة  تمثل نحو 25% من إجمالي ماتصدره مصر من الجلود خلال تلك الفترة، والتي يتم خلالها نحر مايقرب من 7 ملايين رأس أضحية، يتم تصدير نحو 80% منه بعد دباغته، بينما يتم تصنيع 20% منه محليا، بحسب تقرير صادر عن غرفة صناعة الجلود في اتحاد الصناعات المصري، وتسعى الدولة إلى زيادة صادرات الجلود إلى مليار دولارا بحلول 2020، مقارنة بـ200 مليون دولار حاليا.
 
400 جنيها متوسط سعر الجلد البقري، والجاموسي، وتتراوح الأسعار حسب حالة الجلد طبقا لتفاوت مهارة الجزارين في سلخها دون إحداث عيوب أو ثقوب بها، بينما تنخفض الأسعار في رؤوس الماشية والأغنام لمتوسط 50 جنيها.
 
وبدأت بعض الجمعيات الخيرية، ومؤسسات المجتمع المدني، توجيه نظرها إلى الاستفادة من جلود الأضاحي من خلال جمعها وبيعها في مزادات علنية، وتخصيص عائدها لصالح علاج «مرضى السرطان»، وفيروس سي، وهو الأمر الذي أجازته دار الإفتاء المصرية، في فتوى لها، بتجميع جلود الأضاحي من أصحابها صدقة منهم للاستفادة منها في مشروعات البر والخير، والممنوع عند الأكثرين إنما هو أن يبيع صاحب الأُضْحِيَّة شيئا منها لينتفع هو بثمنه؛ فعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: (أمرني رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا وَأَنْ لاَ أُعْطِىَ الْجَزَّارَ مِنْهَا، قَالَ : نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا) أخرجه مسلم في صحيحه.
 
اللواء محمد كمال الدالي، محافظ الجيزة، أصدر قرارا رسميا في بيان له، بحظر جمع ونقل جلود الأضاحي إلا بمعرفة 40 جمعية أهلية، بعد تشكيل لجنه لبيعها بالسعر السوقي وتوزيع عائدها على مرضى فيروس سي، بالتنسيق مع وزارتي الاوقاف والصحة.
 
وقال المحافظ إنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال أي مخالفة في أعمال النقل دون تصريح من مديرية الطب البيطري بالمحافظة، لافتا إلى أنه تقرر تشكيل لجنة مركزية لوضع ضوابط عمليات نقل وتداول جلود الأضاحي ومراقبة عمليات تجميع جلودها بأقرب مركز شباب أو وحدة محلية أو الساحات التي ستقام فيها صلاة العيد أو الجمعيات الزراعية ويتم تسليم المتبرع إيصالا رسميا بذلك.
 
ويرأس اللجنة اللواء محمد رأفت همام السكرتير العام للمحافظة وتضم في عضويتها مديري مديريات «الأوقاف، والشباب والرياضة، والصحة، والطب البيطري»، على أن يتم تشكيل لجان فرعية بالأحياء والمراكز والمدن.
 
وعلى جانب أخر وجه وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، رئيس القطاع الديني الشيخ جابر طايع يوسف، بالتنسيق مع مديرى المديريات بشأن عملية جمع جلود الأضاحي واستغلالها لصالح أعمال الخير، والدكتورماهر على جبر، بالإشراف على المشروع مع تخصيص جميع عوائده لصالح أعمال البر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة