قصة نجاح "البيه الزبال".. كنوز القمامة تحقق ملايين الجنيهات لآلاف الأسر شهريا

الثلاثاء، 21 أغسطس 2018 08:00 ص
قصة نجاح "البيه الزبال".. كنوز القمامة تحقق ملايين الجنيهات لآلاف الأسر شهريا
شحاتة المقدس نقيب الزبالين

لا توجد مهنة وضيعة وأخرى سامية، الفيصل هو الالتزام بالقانون وأعراف المجتمع، ثم تأتي الحسابات المادية والجدوى، وبحسابات الجدوى فإن جامعي القمامة "الزبالين" يقفون في مقدمة الطابور.
 
كثيرون من الناس ما زالوا ينظرون لمهنة "الزبالين" بطريقة عنصرية متعالية، بينما على الجانب الآخر هناك آلاف الأسر التي تحترف هذا العمل وتتوارثه، وتحقق نجاحا اجتماعيا واقتصاديا كبيرا، يتفوق وفق حسابات الجدوى على الوظائف الحكومية والمهن التقليدية المريحة التي يستابق عليها الشباب. بنظرة واحدة فقط يمكن أن تكتشف حجم المفارقة.
 
الإحصائيات والأرقام الصادرة من وزارة البيئة تكشف حجم ما تنتجه مصر سنويا من مخلفات صلبة، تشير إلى أن «شنطة الزبالة» التي يحاول أن يتخلص منها المواطن بأي صورة، تحول عامل القمامة من صاحب مهنة ينظر إليها البعض بطبقية شديدة إلى صاحب عائد مادي ممتاز، حيث أكدت الوزارة أن مصر تنتج سنويا نحو 90 مليون طن من المخلفات الصلبة، بواقع 55 ألف طن بشكل يومي، من بينها نحو 20 مليون طن مخلفات بلدية "القمامة".

وأكدت الإحصائيات أن نحو 47% من كمية المخلفات البلدية تتولد عن 4 محافظات هي "القاهرة، الجيزة، القليوبية، الإسكندرية"، كما تتولد 37% من المخلفات عن محافظات الدلتا السبع "البحيرة، كفر الشيخ، الغربية، المنوفية، الشرقية، الدقهلية، دمياط"، في حين أن 16 محافظة باقية تولد 16% فقط من حجم المخلفات اليومية.

من جانبه يقول نقيب الزبالين بالقاهرة الكبرى شحاتة المقدس إن 16 ألف طن من القمامة تنتجهم القاهرة وحدها يومًا، من بينهما 40% مواد عضوية، و40% مواد صلبة يعاد تدويرها، بينما 20% مواد غير قابلة لإعادة التدوير  كالأكياس والجوانتيات والمخلفات الخطرة، والتى يتم دفنها في مدافن الهيئة والمحافظات.

وأوضح أن من المواد الغير قابلة للتدوير أيضًا هي القمامة الناتجة عن الأسواق بالخضراوات وشوادر الأسماك وقمامة الشوارع والعصارات وبقايا عصر القصب ، مؤكدًا أن الهيئة تجمعها من الشوارع ومن محطات المناولة، وعند فرز الزبالين لما يجمعوه يسلمونها الـ20% غير القابلة للتدوير، ونسميها بـ"زبالة الزبال" وبعد رحيل الشركات الأجنبية وبدء تطبيق المنظومة الجديدة وشراء معدات بـ300 مليون جنيه، تم وضع حاويات كبيرة، يفرز الزبال ما لديه ويسلم ما ليس لها استخدام عنده فى تلك الحاويات.

وقال المقدس إنه يتم إعادة تدوير النايلون الأبيض الذي يتم به تغليف الثلاجات والأجهزة الكهربائية الجديدة به، حيث يصل سعره 7 آلاف جنيه الطن، كما يتم تدوير زجاجات المياه المعدنية، والتي يقدر سعر الطن منها بـ 5 آلاف جنيه، موضحا أن سعرها مرتفع لأنها مواد صلبه من مشتقات البترول، ويتم استيرادها من خارج مصر ومرتبطة بالدولار، وعبوات "الكانز" لأنها ألومنيوم خام، فإن سعر الكيلو منها بـ22 جنيهًا، لافتا إلى أن الكيلو يحتاج تجميع أكثر من 100 علبة.

وأستطرد حديثه عن المواد التي يعاد تدويرها مؤكدًا أن الطن من الكارتون والورق سعره 2000 جنيه، و300 صنف من البلاستيك أسعار الطن منها ما بين 1500 و2000 جنيه، ويأتي الزجاج في المرتبة الأخيرة حيث يصل سعر الطن من 400 إلى 500 جنيه، وهو أرخص السلع الصلبة، لافتا إلى أن القاهرة ينتج عنها حوالي 8 آلاف طن على مستوى القاهرة الكبرى يمكن إعادة تدويرها، من إجمالي 16 ألف طن مخلفات.

ورد حول ما يشاع عن المهنة وأنها مربحة أم لا: «الناس شايفة الزبال بيكسب دهب .. هي مهنة حلوة عشان مستدامة على عكس أي مهنة أخرى قد تشهد ركود في بعض الفترات، بينما الزبالة لا يمكن أن تتوقف».

وقال مفيش شغلانة عندنا غيرها هنشتغل أية؟ والوظائف محتاجه مؤهلات، والمرتب الشهري مهما كان الواحد يضرب دماغة في الحيط من يمين شمال مش هيكون عالي، دخل الأسرة العاملة في الزبالة فى المناطق الشعبية من 3 إلى 5 آلاف جنيه شهريا، والمناطق الراقية من 5 إلى 10 آلاف جنيه، وذلك لا يأتي بسهولة، فالأسرة كاملة تعمل من 4 فجرا في الجمع، ثم الفرز بالمنزل بحي الزبالين، ويظل لمدة أسبوع يجمع ويفرز لبيع ما تم تجميعه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق