من عيد الأضحى إلى عيد العذراء كل المصريين بخير

الإثنين، 20 أغسطس 2018 12:42 م
من عيد الأضحى إلى عيد العذراء كل المصريين بخير
جمال رشدى

 
فى الغالب تتعانق أعياد المصريين مسلمين وأقباط فى كثيراً من المناسبات، وكأنها رسالة من السماء تؤكد على وحدة الوجود والمصير فى تلاحم المحبة وإنصهار الروح، وكأنها رسالة من عمق التاريخ بأن رزاز الجينات التى بداخلنا تتوالد وتتكاثر لتنمو وتكون شاهدة على هذا التاريخ.
 
 نعم نحن شعب متفرد فى الخصائص والسمات، لم تستطيع عوامل التعرية أن تكشف مستور ثقافة التاريخ التى نتغطى بها، ثقافات متنوعة دخيلة عبر تاريخنا تحطمت على قارعة طريق تلك الخصائص، ولما لا وقد أثبتت إحد الدراسات إن 98% من المصريين جينات واحدة وهى صفات وراثية لم ولن توجد فى تاريخ أى امه أخري.
 
 ولما لا وها هى الحاجة فاطمة والخالة سعدية وأمى فوزية يصومون صيام السيدة العذراء التى يبجلونها ويقدرونها ويحبونها وقد ذكرها القرأن الكريم "وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ".
 
 وها هى أضاحى العيد تزور كل البيوت فى الحوارى والشوراع والازقة، أخى صلاح وصديقى محمود وحبيبى أحمد يجهزون لى لحمة الأضاحى، وعلى العشاء ومائدة المعايدة نجتمع سويا لنتغذى ونغذى روح الوطن الذى يسكن بداخلنا، هنا صلابة الروح الذى يتغذى عليها الجسد والتكوين المصرى عبر تاريخه.
 
 أنت أمام ملامح مصرية لا تستطيع أن تميز فيما بينها من هو صاحب رحمة وسماحة الأسلام أو من هو صاحب محبة وتواضع المسيحية، شعب ودود عطوف محب للحياة صاحب كرم وضيافة للغريب، هكذا هو عنوان حضارتنا التى بدأ من عندها التاريخ، وهكذا هو النيل الذى نرتوى منه كما أرتوى منه اجدادنا وسيرتوى منه أحفادنا نستنشق منه نسمات الوجود ونأخذ منه زفير الخلود لوجود مصر خالدة باقية قوية بشموخ ابو الهول وعزة الاهرامات.
 
 ورغم ما تعرضت له مصر عبر تاريخها من أحداث فى العقود الاخيرة وخصوصا عقب 25 يناير الا إن صلابة تلاحمها كان أقوى من مخطط تفتيتها.
 
 وعندما تحل علينا أحد مناسبات الأعياد المصرية اعيش آسير ذكريات طفولتى داخل تلك المناسبة، فكنت أترقب أنا القبطى مع أخواتى المسلمين موعد العيد حتى نمرح ونفرح ونتقاسم فلوس المعايدة ونتبادل الألعاب والهدايا.
 
 لم يتبارى لمخيلة شخصيتنا أن تلك المناسبة خاصة بدين أو عقيدة معينة، لأن جدى ووالدى وجدتهم يحتفلون قبل منى مع إخواتهم المسلمين بتلك المناسبة، فتسلمت منهم تلك الحياة كموروث إجتماعى وفلكلور ثقافى بكل حب ومودة، وهكذا اخواتى المسلمين فى طفولتى كانوا يشاركونى نفس المشاعر الخاصة بمناسبة عيدي.
 
هكذا كانت مصر وهكذا سوف تستمر ، وكل ما استلمته الأن اسلمه إلى ابنى يوسف فهناك هيثم وأحمد ومؤمن اصدقائه، يعانقون بعضهم بعض فى دخولهم وخروجهم يتقاسمون ما فى يحملونه من مأكولات وألعاب فى كل محبة وتوأمه ، وسوف يسلم أبنى يوسف إلى حفيدى ما سلمته اليه.
 
 أن المسجد مثل الكنيسة بداخلهم كلمة الله الذى نعبده جميعا ، نعم بداخلهم المحبة والتسامح والرحمة والمودة وكلمة الله واكبر والله محبة، كل عام وكل المصريين بخير ووئام وسلام ومصرنا الغالية بكل رخاء وامن وأستقرار.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق