تاريخ مصر أصبح أكثر من 9 آلاف عام.. كيف كتبت «المومياء فريد» تاريخ الفراعنة من جديد؟

الأربعاء، 22 أغسطس 2018 09:00 ص
تاريخ مصر أصبح أكثر من 9 آلاف عام.. كيف كتبت «المومياء فريد» تاريخ الفراعنة من جديد؟
المومياء فريد
كتب محمود حسن

لأكثر من مائة عام قبعت هذه المومياء، منذ اكتشافها عام (1901) في متحف تورينو بإيطاليا، ولسنوات طويلة ظل الاعتقاد سائدا بأن المومياء التي عثر عليها مدفونة في الرمال فى هذا الوقت، ويعود عمرها إلى 5600 عام ما قبل الميلاد، تجمدت في موضعها هكذا بالصدفة البحتة، إذ ساهمت الرمال الساخنة وحرارة الشمس في بقائها على وضعها، بعد موت ما فاجأها اتخذت على أثره «وضع الجنين» الدفاعى.

لكن كل هذا انهار اليوم بعد أن عكف عدد من العلماء على دراسة المومياء، ليكتشف أن موتها لم يكن مصادفة، وأن اجراءات معقدة اتخذت لتحنيطها قبل 5600 عام، أي قبل 2500 عام من التوقيت الذى كان من المعتقد أن عمليات التحنيط تتم فيه، وهو ما يعود بنا إلى ربما كتابة التاريخ من جديد، واعادة كتابة لغز التحنيط.

مجلة علم الآثار نشرت عن المومياء قالت إن المومياء حين فحصها اكتشف ان الملابس المحاطة بها ليست سوى «راتنجات» التحنيط الشائعة، وهى عبارة عن اقمشة بها مواد كيمائية تحافظ على الجسد، وقالت الدراسة إن هذه اللحظة رائدة حين استطاع العلماء فصل المنسوجات عن جسد مومياء تورنتو، التى بقيت فى المتحف منذ عام 1901 دون ان يتم دراستها.

وخضعت المومياء المعروفة باسم «فريد» إلى عدد من الاختبارات، لمعرفة المكونات الكيمائية الدقيقة لوصفة التحنيط المستخدمة فيها، وقد تم اكتشاف استخدام عدد من الزيوت النباتية، مع خلطها ببعض السكريات، واقمشة مغموسة فى الصنوبر الحار، والمستخلصات النباطية العطرية التى تمنع نمو البكتيريا، وهى نفس المواد تقريبا التى استخدمت فى التحنيط فى المومياوات الشهيرة التى يعود تاريخها إلى ما بعد ذلك.

ورغم أن شكل المومياء يختلف بطريقة كبيرة عن المومياوات الاخرى المعروفة لملوك الفراعنة، إلا أن المواد المستخدمة هى نفسها المواد الكيميائية الموجودة فى المومياوات الكلاسيكية المعروفة، وإن اختلف التحنيط فيما بعد، بإضافة إشالة الأحشاء والأعضاء الداخلية، وهو ما يجعل انه من المرجح ان التحنيط استخدم من قبل على نطاق واسع.

ومازال العالم حتى اليوم يقف عاجزا عن فهم كامل عملية التحنيط، وفى عام 1994 حاول الباحثون فى جامعة ميريلاند إجراء عملية تحنيط على إنسان حديث لكنهم لم ينجحوا، ونقلت المجلة أن العلماء أكدوا أنهم لو كان لديهم النتائج الخاصة بالمومياء فريد لكانت الأمور ربما تغيرت.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق