الذهب الأسود يشتعل.. لماذا ترتفع أسعار المحروقات بشكل مستمر؟ (القصة الكاملة)

الأربعاء، 22 أغسطس 2018 06:00 م
الذهب الأسود يشتعل.. لماذا ترتفع أسعار المحروقات بشكل مستمر؟ (القصة الكاملة)
النفط

«إيران واقتصادهم في حالة سيئة جدا.. ويسوء بسرعة».. هكذا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» منذ فترة ليست ببعيد، وقد جاء ذلك مع بداية الضغط على إيران، وفرض العقوبات عليها، بسبب البرنامج النووي لطهران. وكان قد سبق تصريح الرئيس الأمريكي «تويته» من وزير خارجيته مايك بومبيو، والذى أعلن خلالها دخول العقوبات الأمريكية على طهران حيز النفاذ، ذلك بعد الرفض الإيراني للدعوة التي أطلقها ترامب، بعقد قمة مع نظيره الإيراني حسن روحاني.
 
تعكس دلالة التوقيت، الذى اختارته الإدارة الأمريكية، والذى تزامن مع انهيار الأوضاع الاقتصادية في الوقت الراهن في طهران، وهو ما يساهم في تفاقم الأزمة التى يعانيها نظام «الملالي» في الدولة الفارسية في الوقت الراهن، والتي بدأت ربما مع قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في شهر مايو الماضي، وهو ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الخطوات التصعيدية تجاه طهران سوف تؤدي في النهاية إلى رضوخ طهران أم أنها سوف تدفع باتجاه التصعيد المتبادل بين الجانبين الأمريكي الإيراني. ولكن يبقى السؤال، هل يتسبب الضغط على إيران في انهيار عالمي لسوق النفط؟، وهل تتسبب إيران في ارتفاع أسعار النفط؟.
 
على ما يبدو أن الإجابة لم تتأخر كثيرا، فقد شهد سوق النفط (الأربعاء) ارتفع بدعم من انخفاض مخزونات الخام بالولايات المتحدة وتراجع الدولار، كما وجدت الأسعار دعما في المخاوف من احتمال حدوث نقص في الإمدادات الإيرانية اعتبارا من نوفمبر بسبب العقوبات الأمريكية. حيث بلغ خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة (72.90) دولار للبرميل، بزيادة (27) سنتا أو 0.37% عن الإغلاق السابق.

وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 27 سنتا أو 0.41% إلى 66.11 دولار للبرميل. وأظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة انخفضت 5.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 17 أغسطس آب لتصل إلى 405.6 مليون برميل، مقارنة مع توقعات المحللين بانخفاضها 1.5 مليون برميل.

ومن المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية البيانات الرسمية للمخزونات في وقت لاحق (الأربعاء). وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية، اليوم الأربعاء إلى 95.211 بعدما نزل 0.7 بالمئة أمس، متأثرا بتعليقات أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن السياسية النقدية.

ويقلل تراجع الدولار من تكلفة النفط، المقوم بالعملة الأمريكية، على المشترين من حائزي العملات الأخرى. ولا تزال المخاوف قائمة بشأن كميات النفط التي ستخرج من الأسواق العالمية بسبب تجدد العقوبات على إيران، رغم القلق من أن يضعف نمو الطلب في ظل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم.

كانت أسعار النفط، (الخميس) الماضي، بدأت في الارتفاع بسبب مخاوف من تراجع إمدادات الخام الإيرانية بعد إعلان واشنطن فرض عقوبات جديدة على طهران. وكانت وكالة «رويترز» ذكرت أن ارتفاع الأسعار أوقف الخسائر، التي سجلتها، أمس الأربعاء، في مواجهة تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
 
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 20 سنتا أو ما يعادل 0.3 في المئة إلى 72.48 دولار للبرميل، بعد انخفاضها ما يزيد عن 3%، (الأربعاء). وحققت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مكاسب تصل إلى عشرة سنتات أو ما يعادل 0.2 بالمئة لتصل إلى 67.04 دولار للبرميل، بعدما انخفضت 3.22% في الجلسة السابقة.
 
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على بعض القطاعات في إيران، التي تعد ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك». ولن تستهدف العقوبات الجديدة النفط الإيراني على نحو مباشر حتى نوفمبر، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه يريد توقف أكبر عدد ممكن من الدول عن استيراد النفط الإيراني.
 
كانت إيران بدأت التحايل على العقوبات الأمريكية، لنجدة اقتصاده، وقد نرت «صوت الأمة»، تقريرا بعنوان: «9 طرق إيرانية للتحايل على عقوبات أمريكا.. هل تنجو طهران من مصيدة ترامب؟»، وتضمن التقرير التالي:
 
بعد أن أصبحت إيران أمام أمر واقع متمثل في فرض العديد من العقوبات الاقتصادية لحصار النظام الإيراني حتى يتراجع عن نشاطه النووي، لم يبقى للإدارة في طهران سوى التحايل على العقوبات وهو طريقتها المعتادة للنفاذ من مقصلة الحصار الاقتصادي الذي يقوده ترامب بالضغط على الدول الأوروبية وكبرى الشركات العالمية.
 
وليس غريباً على طهران انتهاج كل طريق ملتوي للحفاظ على نظام المرشد الإيراني، فهو على استعداد للتآمر على دول المنطقة وإمداد المتمردين بالأسلحة والمرتزقة والتضييق وإرهاب حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر، وأيضا على استعداد للتحاليل بطرق غير شرعية لعدم الخضوع للعقوبات الاقتصادية واستمرار النهج الإرهابي الإيراني.
 
وتنتهج إيران مؤخرا 9 طرق للتحايل على عقوبات أمريكا الاقتصادية، وهي: إنشاء شركات وسيطة بين الحكومة الإيرانية وشركة المنتج، إنشاء شركات وسيطة يديرها إيرانيون مزدوجي الجنسية، عمليات بيع وشراء ضمن سلسلة يصعب تعقبها آخر حلقاتها إيران، تطوير شبكات معقدة تسمح بتدفق العملة الأجنبية والمواد لطهران، اللجوء لشركات وسيطة أجنبية تعمل مقابل عمولة.
 
وتعتمد طهران أيضا على التواصل مع شركات لفترة زمنية قصيرة لإبرام صفقات معينة، شراء مصانع في دول غربية عبر إيرانيين يعملون لصالح لنظام المرشد، إنشاء بنوك بأسماء غير إيرانية في الخارج، توسيع نفوذ أفراد إيرانيين عبر شراء أسهم في بنوك أجنبية، وبتلك الطرق تحاول إيران تخفيف حدة العقوبة للنجاة من مصيدة الرئيس الأمريكي ترامب الاقتصادية.
 
وحذر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، من التعامل مع إيران، مؤكدا أن العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران هى الأشد على الإطلاق وستصل في نوفمبر إلى مستوى أعلى وكل من يجرى معاملات مع إيران لن يجرى معاملات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وكان مسؤولون أمريكيون قالوا فى الأسابيع الأخيرة ، إنهم يهدفون إلى إيقاف صادرات إيران النفطية تماما كوسيلة للضغط على طهران كى توقف برامجها النووية والصاروخية ، وتتوقف عن التدخل فى الصراعات الإقليمية فى سوريا والعراق والتوقف عن تهديد المنطقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة