مخاوف سياسية وترقب عالمي.. ماذا يخبئ اجتماع «أوبك» لسوق النفط؟

الأربعاء، 20 يونيو 2018 09:00 ص
مخاوف سياسية وترقب عالمي.. ماذا يخبئ اجتماع «أوبك» لسوق النفط؟
اجتماع أبوك يوم الجمعة
طلال رسلان

في الوقت الذي وصل فيه وزراء منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) إلى فيينا للمشاركة في اجتماع مع كبار المنتجين الآخرين الجمعة والسبت، تزايدت حدة التوترات بشأن تخفيض سعر النفط وزيادة المعروض، إذ تأمل السعودية وروسيا إقناع الآخرين بزيادة إنتاجهم.

 

وتشير التوقعات إلى احتدام أجواء الاجتماعات بين أعضاء "أوبك" وشركائها الذين يمثلون أكثر من خمسين بالمئة من الانتاج العالمي من الخام. وبعض هذه البلدان غير قادر على استئناف استخراج النفط ويعارض مراجعة أهداف الحد من الإنتاج المتفق عليها منذ نهاية 2016 وحتى نهاية 2018.

مخاوف إيرانية ولعبة السياسة

وزير النفط الإيرانى بيجن زنغنه قال إن المشاكل فى سوق النفط سياسية وليست ناجمة عن اختلال العرض والطلب.

وقبل أن يتوجه الوزير إلى قمة (أوبك) أضاف في تصريحات صحفية أن "المشكلة الحالية فى سوق النفط هى نتيجة للتوتر السياسى الذى أحدثه الرئيس الأمريكي، وليس لاختلال العرض والطلب".

وتتصدر إيران حركة المعارضة وهي تنظر بعين الريبة إلى طلب غريمتها الإقليمية السعودية مراجعة الانتاج التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض أسعار النفط، في حين أن طهران الخاضعة لعقوبات أميركية لا تستطيع زيادة عمليات الاستخراج.

تنافس شرس

وليس أمام عملاقي النفط، روسيا غير العضو في أوبك، والسعودية وهي إحدى ركائزها، سوى بضعة أيام لإقناع الكارتل والبلدان العشرة الأخرى، ويسود غموض الموقف السعودي حتى شهر إبريل، كان وزير الطاقة خالد الفالح يقول إن السوق يمكنها تحمل أسعار أكثر ارتفاعاً لبرميل النفط. لكن المملكة دعمت الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما قرر الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وفرض عقوبات جديدة عليها.

وتسببت المخاوف التي أثارها احتمال أن تجعل هذه العقوبات إيران غير قادرة على تصدير نفطها، في ارتفاع أسعار الخام في أوائل 2018، ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في الولايات المتحدة وارتفاع أسعار البنزين بالنسبة للمستهلك الأميركي، لا يتردد الرئيس الغاضب في كيل التهم لأوبك عبر تويتر.

وقالت سين التي تعتقد أن الولايات المتحدة حصلت على التزام من السعودية للتعويض عن نقص النفط الايراني في السوق العالمية، "بالتأكيد هناك ضغوط أميركية". وأضافت أنه "في ظل هذه الظروف، من الصعب جداً على إيران قبول" زيادة أهداف الإنتاج.

على الجانب الأخر في روسيا تجد شركات النفط الخاصة صعوبة بالغة في تبرير عدم زيادة استخراج النفط أمام مساهميها وعدم الاستفادة من ارتفاع الأسعار. فأهداف خفض الانتاج التي حُددت في نهاية 2016، أدت إلى ارتفاع سعر الذهب الأسود إلى أكثر من 70 دولاراً في الربع الثاني من 2018 بعد أن انخفض لفترة وجيزة إلى أقل من 30 دولارًا في أوائل عام 2016.

ويرى خبراء روس أن الاستثمار في روسيا في الشتاء أمر مستحيل، وفي حال تقررت زيادة الأهداف في اجتماع أوبك في نوفمبر سيكون من الصعب زيادة الإنتاج، مشيرين إلى موقف روسيا المؤيد لزيادة الإنتاج يجب أن يُرى من منظار جهودها لزيادة نفوذها الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

من ناحية أخرى تمتلك إيران حلفاء أقوياء لهم كلمتهم في سوق إنتاج النفط، حيث أعلن العراق وفنزويلا بالفعل عن معارضتهما زيادة أهداف الإنتاج.

في الوقت الذي أفادت وكالة الطاقة الدولية أن عدداً قليل من البلدان قادر على زيادة الانتاج فعلياً وهي السعودية وحليفتاها الإمارات العربية المتحدة والكويت، وكذلك روسيا، أما بالنسبة للآخرين، فمن الأفضل الابقاء على أهداف الانتاج على ما هي عليه لبيع إنتاجها المحدود بسعر مرتفع.

وفي حين أن منظمة أوبك تحتاج إلى قرار بالإجماع لتغيير أهدافها لعام 2018، يعتقد المحللون مع ذلك أن أمام الكارتل فرصة للتوصل إلى اتفاق.


 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق