أعداده تصل لنحو 3 ملايين.. من يوقف اقتحام التوك توك للكباري والطرق السريعة؟

الجمعة، 24 أغسطس 2018 02:00 ص
أعداده تصل لنحو 3 ملايين.. من يوقف اقتحام التوك توك للكباري والطرق السريعة؟
ضبط التوك توك
كتب- محمد أبو النور

 

«التوك توك» على الطرق السريعة والصحراوية و المحاور الرئيسية، هذه حقيقة وواقع لا مفر منه حالياً، رغم أن الطرق السريعة الزراعية والصحراوية والمحاور الكبرى، هي طرق لا تتقاطع فيها إشارات مرور ولا شوارع ولا طرق داخلية تعوق حركتها وانسيابها المروري، بل هي كما هو معروف من اسمها طرق سريعة، سواء كانت زراعية أو صحراوية، من الصعب أن تتوقف فيها حركة السيارات إلا للضرورة القصوى، وتستوعب هذه النوعية من الطرق حركة المواصلات بكافة أنواعها من سيارات ملاكي وأجرة بين المحافظات، وسيارات وشاحنات النقل والمعدات الثقيلة داخل الدولة.

 

وتخلو هذه الطرق السريعة من التقاطعات التي تعوق حركة السير، ويكون البديل هو المحاور والكباري، التي تنقل حركة سير المواصلات من طريق إلى آخر ومن اتجاه إلى اتجاه دون توقف حركة السير، ولكل هذه الأسباب لايجوز أن تستخدم وسائل المواصلات البطيئة، مثل عربات الكارو والتروسيكلات والدراجات والتكاتك هذه الطرق.

 

ولا يجوز أن يسير التوكتوك على الطرق الصحراوية السريعة جنبا إلى جنب مع الشاحنات أو المعدات الثقيلة أو الباصات التى تحمل السائحين أو الأتوبيسات التي تحمل أعدادا كبيرة من الركاب أو حتى سيارات الأجرة  وهى بدورها تحمل ركابا كثر، وربما يستدعى هذا الكلام سؤالا: لماذا لا يكون من حق هذه الوسائل السير على الطرق السريعة، والإجابة: لأن هذا كارثة وسوف تتسبب فى اغتيال أرواح العشرات بل والمئات يوميا إذا حصلت وسائل مواصلات مثل التوكتوك أو التروسيكل أو الكارو أو الدراجات على تصريح بالسير على هذه الطرق.

تأهيل المركبات والسائقين

 

حتى هذه اللحظة، مازال التوك توك ومن يملكه ومن يقوده، غير مؤهلين للسير به على الطرق وخارج نطاق المنطقة التى يتواجدون بها، فحتى الآن لم يتم تقنين وضع التوك توك ولم يتم كذلك تقنين وضع من يقوده ومن يملكه، ومع كل تلك المحاذير يضرب التوك توك ومن يقوده ومن يملكه بالقوانين واللوائح عرض الحائط ، ويسير مختالا على الطرق السريعة والصحراوية والكبارى العلوية والمحاور، غير مهتم إن كان هذا هو الطريق الصحراوي الشرقي أو الغربي «القاهرة- أسيوط» أو طريق مصر الإسكندرية أو القاهرة السويس أو القاهرة العين السخنة أو الطريق الساحلى الدولي بشمال مصر على ساحل البحر المتوسط،

 

وما يزيد من خطورة تأخير تقنين وضع التوك توك، أنه ينتشر في كل المحافظات بدون استثناء مثل السرطان، وخاصة في القاهرة الكبرى بمناطقها الشعبية وغير الشعبية، وكذلك بمحافظات الوجه البحري ووسط الدلتا ومحافظات القناة.

 

وحتى بعض المحافظات التي قامت بتركيب لوحات معدنية له، كان حلا مؤقتا فقط وعبارة عن مسكنات وليس حلا للمشكلة من الأساس، ولذلك ستظل أزمة التوك توك على الطرق، وفي الشوارع تمثل 3 ملايين مشكلة، كما يراها الدكتور أحمد حسنين الخبير في الطب النفسي.

 

وقال حسنين: كل يوم يتحرك فيه التوكتوك بطول وعرض محافظات مصر، دون البت في هذه الأزمة وتقنين هذه المصيبة يمثل كارثة تذهب بأرواح الأبرياء على الطرق وداخل المدن، ومن المستحيل بل من الجنون أن  نرتكن إلى تسليم رقابنا لشوية عيال أو أطفال، لا يشعرون عندما يقومون بقيادة التوك توك في الشوارع وعلى الطرق، أنهم يقودون وسيلة مواصلات، ولذلك يتحركون بها وكأن الواحد منهم يقود دراجة ينحني بها فجأة يمينا ويسارا وكأنه يسير على الطريق بمفرده، والمصيبة أنهم غير مدركين لخطورة ما يسببونه للشوارع والطرق من أزمات ومشاكل.

 

التوكتوك مصدر رزق

محمود عبد العظيم سائق توك توك من الجيزة يشرح أزمة هذه المركبة، قائلا: «لاشك أن هناك الآلاف من الشباب يتخذون من التوك توك وسيلة لكسب الرزق بالحلال، بعد أن حصلوا على شهادات متوسطة وعليا ولم يجدوا عملا لا في الحكومة ولا في القطاع الخاص، وهناك من تزوج وأصبح مسئولا عن أسرة وأولاد، وهنا بات التوكتوك هو مصدر دخل الأسرة، وهو بالفعل رغم مشاكله في الشوارع وعلى الطرق فاتح بيوت كثيرة.

 

وأضاف سائق التوكتوك، أنه مع أي إجراءات لتقنينه وآلزام مالكه وسائقه بما يلتزم به سائقو السيارات، وأنه مع مصادرة التوكتوك عندما يخالف القوانين واللوائح ويسير على الطرق السريعة والمحاور الرئيسية الكبرى والكبارى العلوية والطرق الصحراوية والزراعية السريعة، ويتجاوز المناطق المحددة له في المحافظة أو المدينة أو القرية.

 

طفل التوكتوك

فى أحد شوارع الجيزة، انحنى طفل صغير لا يتجاوز عمره  8 سنوات، فجأة وهو يقود توك توك فصدم سيارة أجرة، وعندما شعر بذلك انطلق، وانطلق خلفه سائق السيارة حتى لحق به، فما كان من الطفل سوى أنه ترك التوكتوك فى عرض الشارع وفر هاربا، ولم يكن أمام السائق «المُضار» غير أنه ركب سيارته وترك التوكتوك وسائقه الطفل، دون أن ينشغل بالجرى خلفه، لأنه على حد قوله لن يستفيد من جرجرته لقسم الشرطة أو لإدارة المرور شيئا، حتى و لو تمت مصادرة التوك توك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق