عصافير ترامب وحجر الاختراق.. الرئيس الأمريكي يتهم بكين بالتسبب في فوزه

الجمعة، 31 أغسطس 2018 01:00 م
عصافير ترامب وحجر الاختراق.. الرئيس الأمريكي يتهم بكين بالتسبب في فوزه
ترامب ورئيس الصين

في خطوة وصفها البعض بأنها عملية إلهاء واسعة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن قراصنة  من الصين اخترقوا بريد منافسته في الانتخابات الرئاسية الماضية، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، الأمر الذي أثار ضجة إعلامية، في الوقت الذي لم يقدم فيه ترامب أي دليل على ما قاله.

توقيت تصريحات الرئيس الأمريكي المثيرة، دفعت متهمين بالشأن الأمريكي، للقول إن تصريحات ترامب ربما كان الهدف منها ضرب عدة عصافير بحجر واحد، في الوقت الذي يعاني فيه الأخير من أزمات كبيرة آخرها إدانة محاميه الخاص السابق مايكل كوهين بعدة تهم تهرب ضريبية ومصرفية، بينها بدفع أموال لامرأتين حتى لا يكشفن أى معلومات عن وجود علاقة لهما مع ترامب.

وبعد اعتراف كوهين بأنه دفع هذه الأموال للممثلة الإباحية ستورمي دانيلز وعارضة أخرى من مجلة بلاي بوي كارين مكدوجال، وقت الحملة الانتخابية في 2016 أي أنه خرق لقوانين تمويل الحملات الانتخابية،  باتت تصريحات ترامب المثيرة الجدل دليل على محاولته تشتيت الانتباه عن قضاياه، حتى ولو لم يكن ترامب نفسه هو من دفع المال أو وقع على اتفاق الصمت بنفسه.

محامي ترامب السابق، يبدو أنه قرر الخروج عن صمته والبوح بأسرار كثيرة، أو كما قال إنه «أكثر من سعيد» بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالى وتقديم أي معلومات يحتاجها المحققون في المخالفات المتعلقة بحملة ترامب الانتخابية، ليضع ترامب في ورطة، بعدما تخليه بشكل غير رسمي عن موكله، في محاولة لتخفيف الأحكام التي تصدر ضده قضائيا بعدما تمت إدانته بشكل رسمي.

وذكرت BBC، أن تصريحات كوهين الأخيرة وإعلانه الاستعداد للتعاون مع المباحث الفدرالية، ربما كانت وراء انقلاب ترامب الصريح على محاميه القديم، ووراء تغريدة الرئيس الأمريكي التي سخر فيها من كوهين.

وكتب يقول: «لو كنتم تبحثون عن محام جيد فأنا أنصحكم بعدم اختيار مايكل كوهين».

تصريحات ترامب أيضا، أردات أن تبعد الأنظار عن الدب الروسي المتهم بجانب موقع ويكيليكس، بالتدخل في الانتخابات الأمريكية الأخيرة ومنح ترامب بطاقة الفوز على منافسته هيلاري كلينتون، التي سربت رسائلها ورسائل مدير حملتها الانتخابية فى الشهور الأخيرة من الحملة الانتخابية.

وطالت التحقيقات الخاصة بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عشرات الأسماء فى أمريكا وروسيا،بين هذه الأسماء دونالد ترامب الابن، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي، ومستشاره ومعهم مدير الحملة الانتخابية السابق بول مانافورت، وكلهم متورطين بتهم لقاء شخصيات على صلة بالكرملين بشكل غير قانونىي.

محاولة توجيه أصابع الاتهام إلى الصين، أراد بها ترانب أن يقلل من أهمية الدور الروسى المزعوم في فوزه ويبعد الشبهات عن وجود أى رابط بينه وبين موسكو، حتى ولو كانت روايته الأولى هى أن موقع ويكيليكس فقط هو من قام باختراق البريد ومعه البريد الرسمى للجنة الحزب الديموقراطي.

كانت صحيفة «نيويورك بوست» وصحيفة «نيويوركر» قد كشفتا أن لجنة الحزب الديموقراطي لم تكن نزيهة في فترة الانتخابات التمهيدية، بين كلينتون ومنافسها السيناتور بيرني ساندرز، الذي اتضح تحيز قيادات الحزب ضده وضد أنصاره حتى تفوز هيلاري وتصعد للانتخابات الرئيسية باعتبارها المرشح المضمون.

التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل، من بين العصافير التي أراد أن يضربها ترامب بتصريحاته الأخيرة، خاصة بعد جولاته المكوكية بين الولايات المختلفة لتشجيع أنصاره على الإدلاء بأصواتهم لصالح حزبه الجمهوري.

وذكرت شبكة CNN الأمريكية، أن ترامب قال صراحة إن على الجمهوريين أن يحذروا وألا يتراخوا في الانتخابات لأن العادة التاريخية فى أمريكا هى أن يخسر الرئيس أغلبية الكونجرس فى انتخابات التجديد النصفى التى تلى انتخابه هو.

وبحسب موقع Vox فإن الجمهوريين بالفعل يتسابقون لوضع الأسماء الكبرى في المقاعد التي يجري الاقتراع عليها أملا في الحفاظ على أغلبيتهم في الكونجرس وهي 51 - 49 مقعد أي أنها أغلبية ضعيفة.

ومن شأن إعادة فتح ملف تسريبات البريد الإلكرتوني لكلينتون، من شأنه أن يعيد للذاكرة الأسباب التي تجعل الأمريكان لا يثقون في كلينتون وحزبها من الأساس، وأنهم إذا كانوا يخدعون الرأى العام مرة فسوف يكررون الخدعة في حال فوزهم.

الحرب التجارية مع الصين، الخاصة بزيادة التعريفات الجمركية، كانت أيضا من بين عصافير ترامب، فالإعلان عن تورط بكين في التأثير على الانتخابات الأمريكية، ستضاف لكل الاتهامات التي كالتها إدارة ترامب للتنين الصيني، ما يعزز موقفه في الحرب معها.

صحيفة «فاينانشال تايمز» كانت ذكرت أن زيادة التعريفات الجمركية التى أعلنها ترامب تم تفعيلها فى يوليو الماضى، بقيمة 10% على بضائع حجمها 50 مليار دولار وهدد بزيادة التعريفات أيضا إلى 25%، من أجل حماية المنتج الأمريكى، بينما الصين تهدد بفرض تعريفات جمركية أخرى على البضائع الأمريكية خاصة منتجات الصويا.

ويتهم ترامب للصين بأنها تخترق حقوق الملكية الفكرية للشركات الأمريكية عبر عمليات قرصنة وتسرق وسائل صنع منتجات أمريكية وتعيد صنعها مقلدة بأسعار أرخص في الصين بدون ترخيص من الشركات الأمريكية مما يسبب خسائر اقتصادية كبيرة لأمريكا، إضافة إلى اختراق بريد هيلاري كلينتون.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة