بعد مساهمته بـ 58% من إنتاج السكر.. زراعات البنجر تكتسح محصول القصب فى صعيد مصر

الأحد، 02 سبتمبر 2018 10:00 م
بعد مساهمته بـ 58% من إنتاج السكر.. زراعات البنجر تكتسح محصول القصب فى صعيد مصر
عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
كتب ــ محمد أبو النور

يبدو أن العد التنازلى لاختفاء محصول قصب السكر قد بدأ فعلاً، وأنه فى طريقه للحاق بمحصول القطن والفول البلدى، وغيره من المحاصيل التى تراجعت مساحات زراعتها خلال الـ 30 سنة الأخيرة، وخاصة بعد صدور القانون رقم 53 لسنة 1966 م، ونصت المادة الأولى منه على: ( لوزير الزراعة بقرار منه، بعد التنسيق مع وزير الموارد المائية والري، أن يحظر زراعة محاصيل معينة في مناطق محددة)، وهو القانون الذى استهدف مساحات زراعة الأرز وقصب السكر والبرسيم، كمحاصيل تستنزف كميات كبيرة من مياه الرى، والذى وصفه المزارعون والفلاحون، بأنه يأتى ضمن القوانين والقرارات غير المدروسة، والتى ستتسبب فى كارثة لحوالى 3 ملايين مزارع قصب سكر بالصعيد.
 
وسوف تتفاقم الأزمة إذا علمنا أن كل مزارع لديه أسرة، تتكون في المتوسط من 4 أفراد وهو ما يعنى تضرر أكثر من 12 مليون نسمة، يواجهون أزمة تتعلق بقوت يومهم ومصدر رزقهم، غير أن الرد الحكومى على وجهات النظر هذه، كان مُقنعاً للغاية، وأن تقليص المساحات، يأتى للحفاظ على المقنن المائي، وترشيد استخدامات مياه الرى.
 

التوسع فى زراعات البنجر

105_1499873086
 
وفى مصر بدأت التجارب على زراعة بنجر السكر منذ الأربعينات، حسب تقارير وزارة الزراعة، وقد أثبتت التجارب منذ وقت طويل ،أن المناخ المصرى يلائم زراعته، غير أن البداية الفعلية للزراعة التجارية للمحصول ، كانت اعتباراً من موسم 1981/ 1982، ووقتها تمت زراعته فى مساحة حوالى 17 ألف فدان، وقد تم توريد محصولها لمصنع الحامول بكفر الشيخ، وكانت كمية السكر المنتجة من المحصول ــ وقتها ــ تمثل 2.5 % من إنتاج السكر فى مصر، ومنذ ذلك التاريخ ظلت المساحة المنزرعة منه تتطور وتتوسع ، حتى بلغت  520 ألف فدان فى الموسم الماضى،وكانت كمية السكر المنتجة من تصنيع محصوله حوالى 58% من إنتاج السكر،وبذلك أصبح البنجر يمثل المصدر الأول لإنتاج السكر فى مصر،وهو كذلك منذ عام 2012 ،على الرغم من أن البنجر محصول حديث فى الزراعة المصرية، حيثُ لم نعرف زراعته بشكل تجارى إلاّ منذ 60 عاماً تقريباً.
 
ويٌزرع حالياً بالمحافظات الشمالية، بداية من شبه جزيرة سيناء شرقاً وحتى مطروح غرباً، كما يزرع فى مصر الوسطى (بنى سويف والمنيا وأسيوط) بالإضافة إلى الفيوم، وتتمدد خريطة زراعته لمناطق أخرى مثل الواحات وشرق العوينات، بالإضافة إلى منطقة توشكى وأبو سمبل، حيثُ أثبتت التجارب البحثية إمكانية زراعة بنجر السكر فيهما، وعلى المستوى العالمى تقدر المساحة بحوالى 10.6 مليون فدان، أنتجت مايزيد عن 56.4 مليون طن سكر،وهذا الرقم  يمثل  33% من الإنتاج العالمى للسكر،وبذلك يمثل البنجر المصدر الثانى لإنتاج السكر فى العالم. 

تقليص مساحة زراعة قصب السكر

1489929980_248_97577_17391884_1280682938718165_2054355604_n-800x576
 
و فى الوقت الذى تشهد فيه مصر، زيادة فى مساحة زراعات بنجر السكر عاماً بعد عام، نجد أن زراعات قصب السكر تتقلص وتنكمش، كما تؤكد ذلك بيانات وتقارير وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى،وكان إنتاج السكر في مصر، قد بلغ فى عام 2009-2010 حوالي  مليون و991  ألف طنّ،منها حوالي مليون و  100 طنّ من قصب السكر من إنتاج محليّ،كما تمّ إنتاج حوالي 989 ألف طن سكر من البنجر، بينما إنتاجنا الحالى من السكر حوالى 925 ألف طن من القصب، ومليون و325 ألف طن بنجر، بإجمالى 2 مليون و249 ألف طن،فى حين أن الاستهلاك المحلى يبلغ حوالى 3 ملايين و230 ألف طن، وتبلغ  الفجوة 980 ألف طن.

شكوى من المحصولين

637

المشكلة والأزمة المتكررة كل عام، أن مزارعى المحصولين يشتكون سنوياً خلال عمليات التوريد، كما قال على جابر مزارع من بنى سويف،ومحمد السعيد من الفيوم، إننا نعانى سنوياً خلال توريد محصول بنجر السكر، نتيجة ترك المحصول على الأرض لأيام بعد "خلعه"، وهو ما يتسبب فى جفافه وفقده الكثير من الوزن، ويعود علينا بخسائر لا حصر لها، بينما يشتكى على السعدى من قنا، نتيجة تقليص مساحة زراعة القصب وارتفاع أسعار ونفقات زراعته، وعدم تناسب أسعار التوريد مع ما ينفقه المزارعون طوال أشهر الزراعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق