البابا ترأسه بنفسه لأول مرة.. تعرف على كواليس قداس الأنبا إبيفانيوس الأربعين

الأحد، 09 سبتمبر 2018 09:00 ص
البابا ترأسه بنفسه لأول مرة.. تعرف على كواليس قداس الأنبا إبيفانيوس الأربعين
قداسة البابا

 
في قداس الأربعين للأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار، الذي لقي مصرعه قتلا بين أسوار الدير وهو في طريقه إلى الصلاة، حيث شق الجاني رأسه نصفين، جدد قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، سيرة الأسقف الراحل وقال إنه ولد في 27 يونيو 1954 ورحل عن عالمنا في 29 يوليو الماضي، وترهب في دير أبو مقار فى 21 أبريل 1984 ورسم أسقفا على الدير بيد قداسة البابا تواضروس الثاني في 10 مارس 2013.
 
وأضاف البابا تواضروس، في أول قداس أربعين يترأسه بنفسه، أن الراحل درس في كلية الطب، وعندما دخل إلى الدير كان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير، ونشرت له مطبعة الدير أوائل إنتاجه العلمي: ترجمة من اليونانية القديمة للعربية: سفر التكوين، والقداس الباسيلي، وحينها كان جاري نشر سفر الخروج، والقداس الغريغوري، والكتاب التاريخي القديم «بستان الرهبان»، وكان مهتما أيضا بمتابعة وحضور المنتديات العلمية المتصلة بالتراث الكنسي والقبطي، ومن ضمنها المؤتمر الدولي العاشر للدراسات القبطية في روما في سبتمبر 2012، كما أنه أحد المشاركين في تحرير مجلة مرقس الشهرية التي يصدرها الدير.
 
وأكد قداسة البابا في القداس الذي استضافته الكنيسة الأثرية بدير أبو مقار ضرورة أن يقف الإنسان صادقا أمام نفسه، وكيف يكون مستعدا ليوم رحيله، وأن يقتدي بسيرة الصالحين الذين سبقونا وتتلمذنا على أيديهم إلى جانب قراءة الكتاب المقدس وتعاليم القديسين.
 
وقال البابا تواضروس: يجب على الإنسان لكي تكون حياته صالحة أن يحفظ الهدف وأن تكون حياة الإنسان نافعة لكل أحد، لافتا إلى أن الأنبا أبيفانيوس كان من هؤلاء الذين يحفظون الهدف جيدا منذ أن كان طالبا بكلية الطب وهو راهب أيضا وهو اسقف كان يعمل بأمانة، وأنه على الإنسان أن يراجع أهدافه من وقت لآخر حتى يتأكد من وجود الهدف الذي خرج من أجله ليس للرهبان فقط ولكن لكل إنسان.
 
وأضاف قداسة البابا تواضروس فى كلمته بحضور مجموعة كبيرة من أساقفة المجمع المقدس ورهبان الدير: من المهم أن يكون الإنسان (حافظا للوصية)، وأن أحد أهم مصادر تعاليمنا هو الكتاب المقدس، وأن الحياة الرهبنية هى حياة إنجيلية فى كل شئ فعلى الراهب أن يكون لديه «طاعة فى الوصية» وهو مقياس روحى للإنسان.
 
وتابع: حسب تاريخ الأباء الرهبان الأوائل فكان الكتاب المقدس مفتوح أمامهم ليلا ونهار، منوها إلى أن الأنبا أبيفانيوس كان شخصا روحانيا وحافظا لكلمة الله وكان عالما جليلا وهو كان يعلم العديد من اللغات الأجنبية التي ساعدته في البحث والتعليم.
 
وأشار بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، إلى أن شرط أساسي لنجاح الطريق الروحي للإنسان هو أن تكون المحبة بين الجميع فى نمو مستمر فهي الأمر الوحيد الباقي، لافتا إلى أن الرهبنة تأسست في مصر وصار بها العديد والعديد من الأديرة التي أسست على المحبة التي هى كنز كل دير وإن اختفت المحبة لا يسير للحياة الرهبنية أي معنى فدوام المحبة ونموها أحد المعايير التي يجب أن يقيس الإنسان الروحي حياته كيف هي، وعلى الإنسان أن يسأل نفسه كيف نعيش ونقدم ونمارس المحبة الحقيقية؟
 
وأكمل: «الأنبا أبيفانيوس كان محبوبا من الجميع من كافة أعضاء المجمع المقدس ومع كل من تعامل معهم، وكذلك محبته كانت هادئة وهي كانت وسيلة للتعليم لكل من تعامل معهم، والله هو ضابط الكل وأن الكنيسة إذا كانت تعرضت لهذه الأزمة منذ أربعين يوما فالوقت الآن وقت استيقاظ ومراجعة للنفس قبل حلول السنة القبطية الجديدة».
 
 ونوه البابا، إلى أن رحيل الأنبا أبيفانيوس في هذه الظروف هو مثابة جرس إنذار لحياتنا واستفاقة للانتباه إلى مراجعة الهدف والوصية التى نعيش فيها وأن نراجع المحبة التى نعيشها الآن، مقدما العزاء لأسرة الأب الأسقف ولمجمع رهبان دير «أبو مقار»، الذي نفتخر به أمام العالم، مقدما الشكر لكل الجهات الأمنية التي قامت بواجبها على أكمل وجه خلال التحقيقات وكذلك حفظ النظام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق