تمتلك ربع أسطول مصر من المراكب.. صناعة السفن مهنة تتوارثها الأجيال بكفر الشيخ

الخميس، 13 سبتمبر 2018 04:00 ص
تمتلك ربع أسطول مصر من المراكب.. صناعة السفن مهنة تتوارثها الأجيال بكفر الشيخ
تصنيع السفن والمراكب فى كفر الشيخ

محافظة صناعية زراعية ساحلية.. إنها كفر الشيخ التى تتميز عن جميع محافظات الجمهورية، لأنها تضم جميع المهن، وتنتج نحو 70% من إنتاج الأسماك، وبها أيضا مزرعة بركة غليون التى تعتبر أكبر مزرعة أسماك بالشرق الأوسط، كما تنتج 40% من الأرز، كما تضم العديد من المشروعات القومية العملاقة، فضلا عن امتلاكها ربع أسطول مصر من المراكب بمدينة البرلس، وقرى الجزيرة الخضراء، حيث تتميز بصناعة السفن وتضم 20 ورشة تعمل فى تلك المهنة، كما أصبحت مقصدا للسياح من جميع أنحاء العالم.

 

وباعتبارها من أهم المدن الساحلية فى مصر، تمتلك محافظة كفر الشيخ أكبر أسطول مراكب يقدر بنحو 1100 مركب صيد، كما تتميز بصناعة السفن فى مدينة البرلس، وبها أسر تمتهن تلك المهنة منذ 100 عام، حيث لإنهم قد ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، حيث تطل كفر الشيخ على البحر المتوسط بطول 118 كيلو، وعلى نهر النيل بطول 63 كيلو.

 البرلس قلعة صناعة السفن
 
تتميز كفر الشيخ أيضا بوجود ميناء البرلس الذى يسع مئات المراكب، حيق تنطلق منه إلى البحر المتوسط فى رحلات صيد، ورغم المخاوف من اندثار مهنة تصنيع وإصلاح المراكب بكفر الشيخ، هناك أسر بأكملها تتمسك بالمهنة التى ورثوها عن الآباء والأجداد، لتظل طبيعة تلك المحافظة شاهدة على التاريخ مهما تغيرت الأحوال.

 

وحول أسباب تمسك أهالى المحافظة بمهنتى الصيد وصناعة المراكب، أكد «محمود محمد على» من برج مغيزل، أن ليس لديهم مهنة سوى الصيد أو صناعة السفن والمراكب، قائلا: «فضلت العمل بصناعة السفن والمراكب لعدة أسباب أهمها أنها فن تعلمته من آبائي وأجدادى، ولأنها مطلوبة سواء داخل أو خارج مصر، ولأنها تتطلب الصبر وطولة البال».

 احدى ورش صناعة السفن بالبرلس
 

فيما قال خميس عرفة، عضو مجلس إدارة مركز شباب برج مغيزل، إن أهالى عدد كبير من مدن وقرى كفر الشيخ يمتهنون الصيد أو صناعة المراكب والسفن، منها مدينة برج البرلس، وقرية برج مغيزل، وقرى الجزيرة الخضراء، وأبو خشبة، والسكرى، مشيرا إلى أن أهالى تلك المناطق بحترفون الصيد إما بالبحر المتوسط أو فى المياه الإقليمية لبعض الدول العربية والأوربية، بعد الحصول على التصاريح اللازمة، وأنه على ضفاف بحيرة البرلس تنتشر ورش صناعة السفن التى توارثتها الأجيال.

 

على جانب آخر، أكد أحمد نصار، نقيب الصيادين، تعدد أنواع السفن والمراكب التى يتم تصنيعها ببرج مغيزل والبرلس منها «الفلوكة» التى تعمل بالشراع الصغير، ومنها أيضا مراكب «السمبك» وهى عبارة عن زورق صغير وخفيف يستعمل فى الصيد، مشيرا إلى أن هناك أيضا المراكب الكبيرة وذات الشراع المثلث، ومراكب تستخدم لنقل الأسماك والبوص.

 انتشار ورش صناعة السفن على ضفاف بحيرة البرلس
 

وأضاف نقيب الصيادين، أن هناك أيضا مراكب تصنع من الحديد والتى تستغرق صناعتها نحو 6 أشهر وتباع بـ2 مليون جنيه، نظرا لارتفاع سعر الحديد الخاص بصناعتها، وأن هناك أيضا مركب «الجر» والتى تقدر مساحته بـ50 مترا، ويتكلف تصنيعه نحو 2 مليون جنيه، ويستخدم فى الصيد بالمياه الإقليمية.

 

نقيب الصيادين، أكد أيضا أن العالم أجمع شهد لأهالى البرلس والجزيرة الخضراء بإجادة صناعة السفن، حيث قال باتريس بوميه، مدير أبحاث المركز الوطنى الفرنسى للبحث العلمى، وعالم الآثار البحرى: «إن الشيء اللافت للانتباه هو التنوع الكبير فى مراكب البحيرة، وكل نوع مخصص لاستخدام معين».

 

وأوضح أحمد نصار، نقيب الصيادين، أن هناك أكثر من 10 ورش لصناعة السفن بقرى الجزيرة الخضراء، مشيرا إلى أن محافظة كفر الشيخ تمتلك نحو ربع الأسطول المصرى من المراكب، حيث يتم تعليم الأطفال والكبار بالمحافظة مهنة صناعة السفن والمراكب المتوارثة عن الأجداد.

رسو المراكب على شاطئ بحيرة البرلس
 

من جانبه، قال أيمن صلاح أبو النجاة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة فوة للتراث السياحى، إن المراكب لم تعد للصيد فقط، حيث أصبحت مقصدا للسياح من كافة أنحاء العالم، مشيرا إلى أن مدينة فوة تشهد تشهد إقبالاً كبيراً للسياح من كافة الجنسيات، للتنزه بالمراكب فى نهر النيل، فضلا عن قضاء أوقات ممتعة بجميع أنحاء المحافظة.

 

فيما أكد على عبد الرحمن القصاص، صاحب ورشة لصناعة السفن، أنه ورثها عن أجداده، وأنه سيورثها لأبنائه، لتظل عائلة القصاص تحافظ على تلك المهنة الشاقة، مشيرا إلى أن البرلس بها 10 ورش لتصنيع المراكب بمختلف الأحجام بدء من 12 مترا طولا إلى 32 مترًا.

 صناعة السفن مهنة الاجداد بكفر الشيخ
 

وأضاف القصاص، أن كل ورشة يمكنها إنتاج 10 مراكب سنويا حسب الطلب الخارجى ورواج سوق الصيد داخليًا، مشيرا إلى أنهم لا يكتفون بصناعة مراكب الصيد فقط، بل يصنعون أيضا المراكب السياحية التى تستخدم فى المدن السياحية كالغردقة وشرم الشيخ، فضلا عن تصنيع المراكب النيلية مختلفة الأحجام والاستخدامات.

 

على عبد الرحمن القصاص، صاحب ورشة لصناعة السفن، أكد أيضا أن صناعة السفن ومراكب الصيد بدأت فى الإنقراض، معللا ذلك بعدم توافر الأخشاب وغلو الأسعار، فضلا عن عدم تجديد الصيادين مراكبهم، نظرا لتوقف التراخيص، حيث لا يوجد إحلال وتجديد للمركب، وأن هناك عدد كبير من الصيادين تركوا المهنة وسافروا للعمل بالخارج.

 ميناء الصيد بالبرلس
ميناء الصيد بالبرلس
 
 جانب من رسو المراكب ببحيرة البرلس
جانب من رسو المراكب ببحيرة البرلس
 
ميناء البرلس بكفر الشيخ
ميناء البرلس بكفر الشيخ
 
 نوع من انواع مراكب الصيد الصغيرة يستخدمها الصيادون للصيد ببحيرة البرلس
نوع من انواع مراكب الصيد الصغيرة يستخدمها الصيادون للصيد ببحيرة البرلس
 
 ميناء البرلس يستقبل السفن
ميناء البرلس يستقبل السفن

استماع برحلة نيلية مع الصيادين

الاستمتاع برحلة نيلية مع الصيادين

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق