إلى وزير التربية والتعليم.. الكتب الخارجية تدمر نظام التعليم الجديد وتهدر مليار جنيه

الأحد، 16 سبتمبر 2018 06:00 م
إلى وزير التربية والتعليم.. الكتب الخارجية تدمر نظام التعليم الجديد وتهدر مليار جنيه
كتب مدرسية
سيد محفوظ

أكثر من مليار جنيه.. هي التكلفة التي تنفقها الدولة على شراء الورق وطباعة الكتب المدرسية سنويا، لكن هذا الكتاب المدرسي يعتبره أولياء الأمور غير مجدى بالنسبة لابنائهم، ما يدفعهم الأسواق والمكتبات لشراء كتب وملخصات يرون أن بها ما لن يجدوه في الكتب المدرسية.

أولياء أمور ومع بدء العام الدراسي في بعض المدارس، وقرب انطلاقه في أخرى نزلوا إلى الشوارع والأسواق لشراء الكتب والملخصات التي ارتفع سعرها هذا العام مع ارتفاع أسعار الورق لتحرق جيوب المواطنين.. كل ذلك حدث في وقت حذر فيه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي من أولياء الأمور من شراء كتب خارجية، إذ إنها ستصبح عدما مع تطبيق نظام التعليم الجديد الذي يعتمد على الفهم وليس الحفظ .

وزير التربية والتعليم قال في مؤتمر صحفي نهاية الأسبوع الماضي إن  الكتب المدرسية في النظام التعليمي الجديد ذات جودة عالية، حيث تم مراجعتها جيدا،  مشيرا إلى أن كتب "الباقة" فى النظام الجديد تم ترجمتها باللغتين "الإنجليزية والفرنسية"، موضحا أن السفارة الفرنسية ترجمت كتب الوزارة إلى اللغة الفرنسية، وهو ما يظهر إهتمام الوزارة بالكتاب المدرسي.

ويبدو أن أولياء الأمور لم يستمعوا إلى وزير التربية والتعليم، حيث انتشر المصريون في شارع الفجالة بمنطقة رمسيس والمكتبات الكبرى بحثا عن الكتب الخارجية التي نشأ وتعلم منها أجيال سابقون إذ يرونها الحل الوحيد لعبور مراحل التعليم، غير مبالين بتحذير وزير التربية والتعليم من ناشرين يبيعون كتبا لأولياء الأمور، وتضيفه المدارس الخاصة على المصروفات"، مشددا  : "مفيش مستوى رفيع فى التجريبيات أو القوميات أو المدارس الخاصة".

 قائمة أسعار الكتب الخارجية تبدأ من 20 وحتى 80 جنيها لبعض الكتب، وتصدرت كتب اللغات" الرياضيات والعلوم" قائمة الكتب الخارجية صاحبة السعر الأعلى  حيث وصل سعر كتابى المعاصر فى مادتى الرياضيات لغات والعلوم لغات إلى 178.5 جنيها، بينما تدرجت الأسعار صعودا وهبوطا حيث وصل سعر كتاب الأضواء 40 جنيها فى اللغة العربية للصف الأول والثانى الإعدادى بإجمالى 80 جنيها للكتابين.

وعن كتب صفوف المرحلة الابتدائية فى نسخة كتاب سلاح التلميذ فيبدأ سعرها من 20 وحتى 32 جنيها بما يعادل 130 جنيها للصف الواحد وبإجمالى قرابة 650 جنيها لطلاب الصفوف من الثانى حتى السادس الابتدائى، كما وصل سعر كتاب المعاصر فى مادة اللغة الإنجليزية للصف الثانى الثانوى إلى 50 جنيها ، مقابل 50 جنيها لمادة الفيزياء لغات للمرحلة الثانوية، كما وصل سعر كتاب التفوق فى مادة النحو للصف الثالث الثانوى إلى 39 جنيها والكيمياء للصف الثانى الثانوى لغات فى كتاب الامتحان 58 جنيها.

فيما وصل سعر كتاب الأضواء فى مادة اللغة العربية للصف الثالث الثانوى إلى 60 جنيها فى بعض المكتبات و45 جنيها لكتاب الامتحان فى مادة الجغرافيا للثانوية العامة و53 جنيها لكتاب الامتحان فى مادة التاريخ للثانوية العامة.

وتابع وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن هناك كتب موجودة فى اللغة الانجليزية لرياض الأطفال موجودة على الإنترنت ليس للوزارة دخل بها قائلا: "محدش يشترى غير كتاب الحكومة مؤكدا الكتب التى ظهرت على الإنترنت تخالف سياسة النظام الجديد للتعليم وفلسفة التعليم التى تقوم عليها المناهج الدراسية".

كما وصل سعر كتاب المعاصر فى مادة اللغة الإنجليزية للصفين الخامس والسادس الابتدائى إلى 94 جنيها مقابل 66 جنيها للصفين الأول والثانى الإعدادى، وجاءت أسعار كتب الثانوية العامة لكتاب "الامتحان" فى مواد الكيمياء والجيولوجيا والفيزياء والأحياء 255 جنيها، بينما وصل سعر كتاب اللغة العربية إلى 57 جنيها، كما سجل نفس الكتاب" العربى للثانوية العامة سعر 75 جنيها بالنسبة لطبعة كتاب الأضواء.

أولياء أمور طلاب المدارس  قالوا إن سبب إقبال الطلاب على الكتاب الخارجة وهجر كتاب الوزارة هو أن طرق عرض المحتوى شيقة وتمنح الطالب المعلومة التى يرغب فى الحصول عليها على عكس كتب الوزارة، بها معلومات وموضوعات كثيرة ولكن يشعر الطالب بالملل وعدم التركيز حال الاستعانة بالكتاب فى المذاكرة، قائلين:" محدش فينا بيستخدم كتاب الوزارة إلا بعض الطلاب الذين ليس لديهم القدرة على شراء الكتب الخارجية، وهو ما رد عليه وزير التربية والتعليم قائلا إن الكتاب المدرسي في النظام الجديد به عرض جيد للمعلومات ويمكن الطالب من التحصيل الدراسي في جميع المقرررات الدراسية .

 

أولياء الأمور يرون أيضا أن الكتاب الخارجى يمنح الطالب كبسولة غنية بالمعلومات الكثيرة والمفردات والمعانى وكثرة الكلمات والشرح باستفاضة حيث يمثل الكتاب الخارجى وجبة غنية  من وجهة نظر الطالب وولى أمره لأن هناك توجه من بعض واضعى الامتحان أن تكون الأسئلة من الكتاب الخارجى، كما أن أغلب الدروس الخصوصية  يتم الاعتماد فيها على الكتاب الخارجى مقابل ترك كتاب الوزارة .

نوع آخر من تجارة الكتب المدرسية انتشر في الأسواق وهو التجارة في الكتب القديمة كتب العام الدراسي الماضي، فكثير من المواطنين يجدون ضالتهم عند تجار هذه الكتب، وذلك بسبب الاعباء التي يتحملها أولياء الأمور مع بدء العام الدراسي.

حجم تجارة الكتب المستعملة لا يقل عن التجارة في الكتب الجديدة، لكن الأسعار أقل حيث يتراوح سعر الكتاب الخارجي المستعمل عند  بين 7  و 30 جنيها، حسب حالة الكتاب وسنته الدراسية.

ويصل سعر كتب الإبتدائي بين 7 و12 جنيه، ويرتفع قليلا في كتب اللغات إلى 20 و30 جنيه وتصل في بعض الأحيان إلى 60 جنيه، فيما تصل أسعار الكتب الخارجية للصفوف الإعدادية والثانوية بين 10 و20 جنيها للواحد.

التجارة في الكتب المدرسي ليس في الشوارع فقط، بل امتدت إلى الشبكة العنكبوتية، حيث قرر بعض العارفين بالتجارة من خلال الانترنت في الاعلان عن توفير كتب وملازم وملخصات،  عبر صفحات انشأوها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقولون إنها تحقق ارباحا ضخمة حيث لا طباعة ولا أحبار ولا غيرها.

وزير التربية والتعليم، رأى أن حجم تجارة الكب الخارجية عبر الانترنت بدأت في التضخم، ما دفعه إلى التحذير منها، إذ إن هذه الكتب لا علاقة لها بالمقرررات الدراسية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق