كيف قرأ النظام السوري والمسلحين اتفاق «حجر العثرة» بين روسيا وتركيا؟

الأربعاء، 19 سبتمبر 2018 04:00 م
كيف قرأ النظام السوري والمسلحين اتفاق «حجر العثرة» بين روسيا وتركيا؟
سوريا
كتب مايكل فارس

عقب توقعات ببدء حرب عالمية ثالثة، بين روسيا وإيران أمام أمريكا وحلفائها وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا، حين اقتربت ساعة الصفر لدخول الجيش السوري إلى محافظة أدلب  للقضاء على "كوكتيل" الإرهابيين والمعارضة المسلحة، إلا أن التحذيرات الأمريكية وحلفائها من الغرب كانت واضحة مفادها سيتدخلون عسكريا ويضربون قوات النظام فى حال استخدامها أسلحة كيميائية، الأمر الذى يعد مدبرا، حيث كشفت موسكو ما قامت به منظمة "الخوذ البيضاء" التى تعلن نفسها أنها منظمة غير ربحية لمساعدة المدنيين، حيث قامت بتصوير مشاهد لهجوم كيمائى مفبرك، ليتثنى إلصاقه بالنظام السوري ليكون هناك مبررا للتدخل الغربي.

تغير السيناريو تماما، حيث أعلن الاثنين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه اتفق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال لقائهما فى منتجع سوتشى، على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين قوات الحكومة السورية والمعارضة في مسعى لتسوية الوضع في محافظة إدلب التي تخضع لسيطرة المعارضة بشكل رئيسي، وأن  المنطقة المزمع إنشاؤها في 15 أكتوبر المقبل، تصل مساحتها من 15 إلى 25 كيلومترا، سوف تخضع لدوريات أمنية من جانب القوات الروسية والتركية، كما أن الاتفاق يتضمن سحب جميع الأسلحة الثقيلة من هذه المنطقة، فضلا عن ضرورة انسحاب المعارضة "المتشددة"، بما في ذلك جبهة النصرة.

حجز العثرة والمنطقة العازلة
تعد محافظة أدلب هي حجر العثرة فى انتهاء الأزمة السورية، لكي يستطيع بشار الأسد إعلان سيطرته على سوريا كاملة، إلا أن هذا الحجر يبدو سيستمر لفترة قد تطول بسبب هذا الاتفاق الذى ينظر فيه كل الأطراف على أنه يحقق أهدافه.

الاتفاق الذى يرسخ فكرة الحجر العثرة يقضي بإنشاء منطقة عازلة، جعل كل من حكومة الأسد والمعارضة يقرأه بشكل مختلف، حيث أبدى كل منهما ارتياحه من الاتفاق، فالنظام السوري يرى فى الاتفاق انتصارا يمكنه من وضع مؤسسات الدولة مجددا فى أدلب، بعد أن يسلم مسلحو المعارضة أسلحتهم الثقيلة ويبتعدوا عن المناطق المدنية، الأمر نفسه ينطبق على إيران الداعم الرئيسى لسوريا، حيث وصفت الاتفاق بـ"الدبلوماسية المسؤولة"، فيما اعتبرت المعارضة أن الاتفاق قضى على آمال الأسد في استعادة سيطرته الكاملة على سوريا، وأنهم مستقرون فى المحافظة بالدعم التركي الذى يتضمن دعما عسكريا أيضا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة