أردوغان يحتكر السلطة.. كيف استفاد الرئيس التركي من منصبه على حساب شعبه؟

السبت، 22 سبتمبر 2018 09:00 ص
أردوغان يحتكر السلطة.. كيف استفاد الرئيس التركي من منصبه على حساب شعبه؟
اردوغان
كتب أحمد عرفة

يحكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بلاده بنظام الرجل الواحد، خاصة بعدما جعلت التعديلات الدستورية الأخيرة التي أجريت العام الماضي، جميع المؤسسات التركية تحت يد أردوغان، وأصبح نظام الحكم في تركيا رئاسيا وليس برلمانيا.

 

الكاتب التركي أوليفر رايت، أكد أن أي قائمة بالتعرّجات السياسية والتحولات الجذرية وتغيرات المواقف ومزاعم الخيانة التي شهدتها تركيا منذ عودة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان إلى السلطة في العام 2002، لن تكون إلا قائمة طويلة.

 

وأضاف الكاتب التركي، في مقال له عبر موقع "أحوال تركية"، أن القائمة تشمل التخلي التدريجي عن السياسات الاقتصادية التقليدية، مرورا بالشقاق مع حركة فتح الله جولن، ووصولا إلى الصين التي غيرت فيها تركيا موقفها الداعم بقوة للأقلية المسلمة المضطهدة هناك وآثرت موقف الصمت المحرج، وفي غضون ذلك، تذبذبت العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا وسوريا والأكراد، على سبيل المثال لا الحصر، بين القوة والفتور.

 

وأوضح الكاتب التركي، أن أي شخص في تركيا يحاول الامتثال بالنهج الرسمي، الذي تتزايد أهميته في الوقت الذي تتخذ فيه السلطات موقفا أكثر تشددا تجاه المعارضة التركية، يواجه مهمة مستعصية لمجرد أن يستطيع مواكبة هذا النهج واتباعه، حيث أن الحكومة المتقلبة المزاج كثيرا ما تقرر أن أقرب أصدقائها بالأمس بات ألد أعدئها اليوم، وأن إكسير الحياة اليوم هو سم في الغد، كما أن أهداف عام 2023، التي كان من المفترض أن تظهر ملامحها في الأفق، صارت هباء منثورا، وهي عاقبة من عواقب سوء إدارة اقتصاد تركيا بقدر كونها من تداعيات المناخ العالمي الصعب.

 

وتساءل الكاتب التركي: كيف وصلت تركيا إلى هذا الوضع؟، متابعا: أحد الأسباب الواضحة يتمثل في النظام السياسي الذي تتركز فيه السلطات التركية في أيدي رجل واحد، حتى قبل إعادة انتخابه رئيسا لتركيا في يونيو، كان أردوغان هو من يتخذ كل القرارات في تركيا.

 

وأوضح الكاتب التركي، أن ما يخدم مصالح أردوغان ربما لا يخدم مصالح تركيا، حيث إن هناك حالات كثيرة تتعارض فيها المصلحتان، ففي المجال الاقتصادي، قد يفيد أردوغان نظام المحسوبية الذي يدار به معظم اقتصاد البلاد في الوقت الراهن، لكنه لا ينفع الغالبية العظمى من مواطني بلاده، وعلى نفس المنوال، فإن تحالف تركيا الوثيق مع قطر ربما منح أردوغان بعض الامتيازات، مثل الطائرة الرئاسية الفارهة الجديدة، لكن فوائده للأمن القومي التركي ما زالت أقل وضوحا بكثير.

 

وكانت صحيفة "زمان" التابعة للمعارضة التركية، أكدت أن أحدث إحصائيات هيئة التخطيط القومي التركية أظهرت أن تزايد حدة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا حاليا قد تسبب في وصول ثلث إجمالي السكان إلى خط الفقر، حيث إنه وفقا لهذه الإحصائية فإن نسبة 38% من إجمالي السكان هم الآن عند خط الفقر نصفهم على الأقل يعيش في مناطق الشرق والجنوب الشرقي ومنطقة البحر الأسود، كما أن متوسط دخل الفرد لهذه الفئة الأكثر فقرا في هذه المناطق الأقل نموا قد تدنى حاليا إلى ما يعادل 1.1 دولار أميركي في اليوم الواحد، في حين أنه يحتاج إلى 1.5 دولار يوميا، كحد أدنى حتى يحيا عند خط الفقر، وإلى 3 دولارات حتى يتجاوز هذا الخط بقليل في هذه المناطق الرخيصة نسبيا، مشيرة إلى أن العاملين في مطار إسطنبول الثالث أعلنوا الإضراب عن العمل في 14 سبتمبر الجاري، اعتراضًا على ظروف العمل الصعبة، وحوادث العمل المتزايدة.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق