العالم يتشكل من جديد.. أوروبا تنتفض ضد ترامب: وقمة الـ7 ومشروع التيار الشمالي أبرز الخلافات

الخميس، 27 سبتمبر 2018 10:04 ص
العالم يتشكل من جديد.. أوروبا تنتفض ضد ترامب: وقمة الـ7 ومشروع التيار الشمالي أبرز الخلافات
ترامب وميركل
كتب أحمد عرفة

يفجر مشروع خط أنابيب الغاز «التيار الشمالي – 2»، أزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا، حيث ظل التعاون الروسي الألماني في هذا المشروع، وفرض واشنطن لهذا التعاون خاصة أن ألمانيا أحد أبرز حلفاء الناتو.
 
هذه الأزمة تفجرت في شهر يوليو الماضي، خاصة قبل اجتماع دول حلف شمال الأطلسي، عندما شن الرئيس الأمريكي حينها هجوما عنيفا على برلين، متهما إياها بأنها أصبحت رهينة روسيا قائلا في كلمة له قبل الاجتماع حينها: «ألمانيا أصبحت رهينة روسيا لأنها تؤمن قسما كبيرا من طاقتها من روسيا، كما أنهم يدفعون مليارات الدولارات لروسيا وعلينا الدفاع عنهم، هذا أمر غير طبيعي، فألمانيا خاضعة بالكامل لسيطرة روسيا، ويحصلون على (60%) من طاقتهم من روسيا، وهذا أمر سيء جدا لحلف شمال الأطلسي».
 
تصريحات الرئيس الأمريكي لم تمر مرور الكرام، حيث ردت عليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ذات اليوم، قائلة: «ألمانيا تتخذ قراراتها بشكل مستقل، حيث يمكننا اعتماد سياساتنا الخاصة ويمكننا اتخاذ قرارات مستقلة، فلقد عشت في قسم من ألمانيا المحتلة من جانب الاتحاد السوفييتي أنا سعيدة جدا لأننا متحدون اليوم بالحرية بصفتنا جمهورية ألمانيا الفيدرالية، ويمكننا بالتالي اعتماد سياساتنا الخاصة واتخاذ قرارات مستقلة، فألمانيا تبذل الكثير لحلف الأطلسي، ونحن ثاني أكبر مزود بالقوات ونضع غالبية قدراتنا العسكرية في خدمة حلف شمال الأطلسي».
 
مشروع «التيار الشمالي- 2» يتمثل في بناء خطي أنابيب لنقل الغاز بطاقة تمريرية قدرها (55) مليار متر مكعب من الغاز سنويا من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق. وتبلغ تكلفة المشروع ثمانية مليارات يورو، حيث يخطط لبناء خط الأنابيب «التيار الشمالي- 2» بمحاذاة خط «التيار الشمالي- 1»، وانضمت له عدد من الدول الأوروبية بجانب روسيا، أبرزهما ألمانيا، وتركيا، بينما عارضت بعض الدول تنفيذ هذا المشروع، على رأسهم أوكرانيا، التي تخشى خسارة عائداتها من عبور الغاز الروسي عبر أراضيها.
 
روسيا من جانبها هي الأخرى ردت على الهجوم الأمريكي على مشروع «التيار الشمالي- 2»، حيث وصف المتحدث الرسمي للرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في يوليو الماضي، تصريحات الرئيس الأمريكي عن مشروع «نورد ستريم -2»، بنوع من أنواع المنافسة غير النزيهة، ومحاولة لإجبار أوروبا على شراء الغاز الطبيعي المسال من مصادر بديلة.
 
التوتر الأوروبي مع الولايات المتحدة الأمريكية أيضا ظهر خلال رفض توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة الـ7 الكبار، حيث ردت ألمانيا حينها في يونيو الماضي على خطوة دونالد ترامب قائلة على لسان المستشارة الألمانية، إن برلين والاتحاد الأوروبي عموما لم يعد بوسعهما الاعتماد بشكل أعمى على الولايات المتحدة الأمريكية بعد انسحاب الرئيس الأمريكي من البيان الختامي لقمة السبعة الكبار، حيث إن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوقيع على بيان قمة السبعة الكبار عبر تغريدة في تويتر،  أمر مخيب ومؤسف، وكل ذلك عزز قناعتنا بأن الأوروبيين عليهم أخذ مصيرهم بأيديهم والدفاع عن قيمهم ومبادئهم بنشاط أكثر.
 
أيضا الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على منتجات الألومونيوم والصلب الأوروبية، كانت مثار صراع بين القارة العجوز وواشنطن، خاصة بعدما هدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بن أوربا سترد بالمثل، بجانب هجوم ألماني على هذا القرار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق