قراءة في تاريخ دولتي الأسد والملالي.. لما كل هذا الدعم الإيراني غير المحدود لسوريا؟

السبت، 29 سبتمبر 2018 06:00 ص
قراءة في تاريخ دولتي الأسد والملالي.. لما كل هذا الدعم الإيراني غير المحدود لسوريا؟
سوريا
كتب مايكل فارس

تقدم إيران دعما غير محدود لسوريا، فلولا تدخلها بتشكيلات مسلحة على أرض المعارك التى اندلعت عام 2011، خلافا للدعم العسكري الروسي، لما استطاع نظام بشار الأسد الصمود طوال سبعة سنوات، بل يحقق انتصارا يستطيع من خلاله استعادة أغلب أراضية من أيدى الجماعات الإرهابية و المسلحيين كافة.

العلاقة بين طهران ودمشق، وطيدة وقوية منذ عدة عقود، تحولت لعلاقة استراتيجية، وشراكةعسكرية سواء فى العلن باتفاقيات معلنة، أو غير معلنة بدعم كامل من وراء الكواليس، فتلك العلاقة  التى وصفها العديد من الكتاب بـ"محور المقاومة"، فى علاقتهما بالولايات المتحدة الأمريكية التى تكن لهما كل العداء.

إيران ترد الجميل لسوريا

العلاقة الاستراتيجية بين البلدين لم تأت من فراغ، فسوريا هي الدولة العربية الأولى والثالثة بشكل عام، بعد الاتحاد السوفيتي وباكستان، التي اعترفت بجمهورية إيران الإسلامية التي تأسست في فبراير 1979، عقب تأسيسها مباشرة، وحنيما اندلعت الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، والمسماه بحرب الخليج الأولى، فيما تسمى بالفارسية (جنگ تحميلی)، أي الحرب المفروضة، أما الحكومة العراقية أطلقت عليها"قادسية صدام"، لم تقف دمشق مكتوفة الأيدي، فقدمت دعما ماليا وعسكريا إضافة لتدريب كتائب من الجيش الإيراني.

خلال الحرب التى استمرت من سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988، كانت سوريا حليفا استراتيجيا، ورغم أنها لم تدخل مباشرة مع العراق فى حرب، ولكن قدمت لإيران كل ما يمكن أن تقدمه دولة لحليفها الأول، وقد أغلقت خط أنابيب النفط العراقي كركوك–بانياس لحرمانها من إيرادات النفط، كما دربت الإيرانيين على تكنولوجيا الصواريخ، وزودت طهران بصواريخ سكود B بين عامي 1986 و 1988، فى مرحلة متأخرة  من الحرب بعندما استطاعت الحصول عليها من الاتحاد السوفيتي.

صواريخ سكود

لم تحصل فى سوريا على صورياخ سكود الأحدث آنذاك من الاتحاد السوفيتي، بسبب تأجيل وتأخر حصولها على الصورايخ التى وقعت على عقودها منها، وتلك الرواية أكدها محسن رفيق دوست، الذي كان وزيرا للحرس الثوري الإيراني خلال الحرب العراقية مع إيران، في مقابلة مع وكالة "مهر" الإيرانية، حيث قال، إنه خلال سنوات الحرب المفروضة على إيران لم تمد أي دولة في العالم يد العون لطهران سوى سوريا وليبيا وكوريا الشمالية، وعندما اندلعت الحرب قال لي هاشمي رفسنجاني الرئيس الإيراني الأسبق،  اذهب إلى حافظ الأسد واسأله إن كان يستطيع توفير صواريخ لنا أو لا، أنا أخجل من هذا الوضع فنحن تحت قصف الصواريخ العراقية وليس لدينا ما نرد به عليهم.

الرئيس الإيراني الأسبق كان فى وضع حرج فالمدن الإيرانية تحت قصف صواريخ سكود B التي أعطاها الاتحاد السوفيتي للعراقيين، وهى الأحدث آنذاك، أما الترسانة الإيرانية فكانت عاجزة عن الرد، لعدم امتلاكها دفاعات جو قوية لإيقاف تلك الصواريخ من جهة، ولعدم توفر صواريخ مناسبة لدى الجيش من جهة وعدم قبول أي دولة أن تبيع لطهران مثل تلك الصواريخ.

ذهب رفيق دوست، الذي كان وزيرا للحرس الثوري الإيراني ، بحسب روايته إلى سوريا بعد أن أمره بذلك الرئيس الإيراني هاشمي رفسنجاني، والتقى بالرئيس السوري حافظ الأسد وطلبت منه إرسال صواريخ، فقال له الأسد، إن كل ما لديه من صواريخ تحت سيطرة الاتحاد السوفييتي واقترح عليه الذهاب إلى ليبيا وتعهد بأن يتصل بالرئيس الليبي آنذاك معمر القذافي وأن يوصيه بذلك.

التدريب العسكري

درب الجيش السوري، وحدات عسكرية من نظيره الإيراني فى سلاح الجو، بعدما توفر لديه صورايك اسكود،  فارسلت طهران،  حسن طهراني مقدم المؤسس الرئيسي لصناعة الصواريخ الإيرانية، ومؤسس وحدات المدفعية لصورايخ الحرس الثوري الإيراني و40 شخصا آخر للمشاركة في معسكر تدريب في سوريا، ليؤسس فى بلادة فيما بعد صناعة الصورايخ الباليستية.

وقد اغتال الموساد الإسرائيلي، حسن طهراني، ومعه 16 من عناصر وضباط الحرس الثوري الإيراني، في نوفمبر 2011، بعد سماع  سكان العاصمة طهران دوي انفجار كبير، وكان مصدر الصوت قاعدة للحرس الثوري في بلدة بيدغنه بعد نحو 50 كيلومتراً من طهران، وهو ما أكدة الكاتب الإسرائيلي، رونين بيرغمان، في كتابه الأخير الصادر في لندن أواخر الشهر يوليو الماضى بعنوان "أسرع واقتله".

الحرب اللبنانية

ساعدت سوريا بشكل مكثف إيران، فى تأسيس الحرس الثوري، وحزب الله اللبناني،  إبان بدء الحرب اللبنانية الأهلية، وذلك لنشر أيديولوجية الخميني وصد الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982، حيث اعتبرتا كل من طهران ودمشق، الحزب الوليد على أنه الأداة المفيدة القوية ضد إسرائيل وطريقة لإنشاء تأثير أكبر في الشؤون اللبنانية.

البعد الاستراتيجي

لن يتسنى لإيران فرض هيمنتها على المنطقة، إلا باتساع مساحتها الجيوسياسية، ونظرا للعلاقة الاستراتيجية مع سوريا، فهى تعتبرها امتدادا لحدودها السياسية والجغرافية على حد سواء، لفرض أجندتها، منها الأيدولوجية أو المذهب الشيعي  لتستطيع من خلالها الاقتراب أكثر من أذرعها العسكرية سواء حزب الله فى لبنان، أو حركة حماس التى تساعدها من أجل الرد على إسرائيل عسكريا.

تطويرالعلاقات العسكرية

استمرار لتاريخ العقود الماضية،  فى الشهر الماضى،  وقع كل من أركان الجيش السوري العماد علي ايوب واللواء محمد باقري رئيس أركان الجيش الإيراني في مقر رئاسة الأركان السورية بدمشق، لى مذكرة تفاهم حول تطوير العلاقات بين الجيشين السوري والايراني في مجالات التدريب وتبادل المعلومات الاستخباراتية والخبرات الميدانية، ونقل التكنلوجيا وكل مايتعلق في مكافحة الإرهاب وتعزيز أمن واستقرار المنطقة، بحسب ما أعلنت الصحف السورية والإيرانية على حد سواء.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق