بعد 60 عامًا على الحرب.. جائزة نوبل تجمع أمريكا واليابان في مواجهة السرطان

الثلاثاء، 02 أكتوبر 2018 01:00 م
بعد 60 عامًا على الحرب.. جائزة نوبل تجمع أمريكا واليابان في مواجهة السرطان
جيمس الأيسون وتاسكو هونجو
كتب محمود حسن

بالأمس أعلنت أكاديمية جائزة نوبل السويدية فوز أيسون وتاسكو مناصفة بجائزة فرع الطب والمقدرة بقيمة 9 ملايين كرونة سويدية، نحو 800 ألف دولار، مناصفة لجهودهما فى العمل على تسخير جهاز المناعة في الجسم لمكافحة السرطان، وأكدت الأكاديمية أن العمل الرائد الذي قام به العلماء على نظام المناعة مهد الطريق لفئة جديدة من عقاقير السرطان التي تغير بالفعل النتائج بشكل كبير بالنسبة للمرضى. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التعرف على تطوير علاج السرطان

قبل نحو 60 عاما كان المواطن اليابانى ينظر للأمريكي بأنه رمز الشر المطلق في حين كان ينظر الأخير لأبناء طوكيو كذلك، حيث أجبر الهجوم الياباني على بيرل هاربر الولايات المتحدة الأمريكية على دخول الحرب العالمية الثانية، التى راح ضحيتها 60 مليون شخص، وبعد عامين من الحرب ألقت الولايات المتحدة على اليابان أول قنبلة نووية فى التاريخ لتقتل نحو نصف مليون شخص تقريبًا فى هيروشيما ونجازاكى، لكن هل كان يتوقع العالم وقتها أن الأمريكى جيمس أليسون، واليابانى تاسكو هونجو سيعملان سويًا على اكتشاف أقوى علاج حقيقى لمكافحة السرطان منذ اختراع الطب الحديث.

أليسون علق على فوزه بالجائزة قائلا عندما عرف الخبر: أنا فى حالة صدمة لقد حققت حلم كل عالم، أود أن أصرخ على جميع مرضى السرطان فى العالم لإخبارهم أننا نحرز تقدما هنا، اما هونجو الذي بدأ بحثه بعد وفاة زميل له في كلية الطب من سرطان المعدة فقد قال: "أريد مواصلة بحثي كي يوفر هذا العلاج المناعي المزيد من مرضى السرطان أكثر من أي وقت مضى."

ويعتبر العمل الذى قام به كل من أليسون وهونجو هو تطوير للجهاز المناعى، والذى من المفترض أن يقوم عادة بالبحث عن الخلايا الطافرة والشاذة وتدميرها، لكن السرطان يجد طرقًا متطورة للاختباء من الهجمات المناعية، ومن بينها استخدام آليات الكبح المصممة لمنع الخلايا المناعية من مهاجمة الأنسجة الطبيعية والمعروفة بـ "نقاط التفتيش"، حين اكتشف أليسون أول هذه المكابح فى التسعينات وكانت فكرته هو أن يقوم بعمل إيقاف لهذه المكابح وهو ما يمكن أن يؤدي إلى نتائج ملحوظة في علاج الفئران بالسرطان.

ويقول آليسون إن كل ما فعله هو فهمه لطريقة عمل السرطان لمواجهة جهاز المناعة، وخداعه وبالتالى تطوير الجهاز المناعى لكى يتفادى هذا الخداع، وفى الأمر ايضا هناك جانب إنسانى فى الأمر، فتاريخًا عانت عائلة آليسون من السرطان إذ ماتت والدته من سرطان الغدد الليمفاوية عندما كان في العاشرة، وكذلك والده فى العمادة والذى رأى معاناته مع العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.

من الناحية الأخرى كان اليابانى هونجو يبحث فى نفس الأمر، ليكتشف آلية أخرى من آليات الخداع، وهى ما أطلق عليها "نقطة التفتيش الثانية" وعمل على تطوير علاجات لخداع نقطة التفتيش هذه، وجعل الجهاز المناعى يتعرف عليها ليقوم بمهاجمتها، بعد اكتشافات أليسون وهونجو ، يمكن تحويل هذا الاحتمال المثير إلى علاج سريري، حيث اكتشف أستاذ علم المناعة بجامعة كيوتو ، بروتينًا مختلفًا في الخلايا المناعية بدا أنه يعمل أيضًا على هيئة مكابح ، ولكن مع آلية عمل مختلفة".

تمكن العالمان من تطوير أدوية تعرف بـ "مثبطات نقاط التفتيش" والتى تجعل الخلايا السرطانية غير قادرة على الخداع، ما يؤدى فى النهاية إلى نتائج ملحوظة في علاج سرطان الرئة ، سرطان الكلى ، سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الجلد، ولكن فى الوقت نفسه مع آثار جانبية كبيرة يأمل العالمان فى تقليلها مع الوقت.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق