أهمها البلهارسيا وشلل الأطفال وداء الفيل.. أمراض هزمتها مصر قبل فيروس سي"صور"

الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 09:00 ص
أهمها البلهارسيا وشلل الأطفال وداء الفيل.. أمراض هزمتها مصر قبل فيروس سي"صور"
هالة زايد وزيرة الصحة والسكان
كتب ــ محمد أبو النور

على مدى النصف قرن الأخير، استطاعت مصر أن تقضى على عدد من الأمراض الخطيرة والمُهلِكة والفتّاكة، التى أرّقت المجتمع وأودت بحياة الآلاف من المرضى، وضربت القوة البشرية والطاقة العاملة والاقتصاد المصرى فى مقتل، غير أن القضاء على العلل والداءات، جاء من خلال نشاط وفاعلية منظومة الصحة الرئيسية، بالقاهرة وفروعها المنتشرة فى المحافظات، وعن طريق المستشفيات المركزية والوحدات الصحية، وبفضل تضافر الجهود وقوة العزيمة والإرادة، ومن خلال التنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ومن هذه الأمراض، السعال الديكي و شلل الأطفال والدرن والحصبة وداء الفيل والبلهارسيا.

كارثة مرض البلهارسيا
 

 
32670
البلهارسيا

كان مرض البلهارسيا، من الأمراض التى فتكت بالمجتمع المصرى، فى الخمسينات والستينات وأوائل السبعينات، وأودت بحياة الكثيرين،غير أنه فى ديسمبر 2008 ، أعلنت وزارة الصحة عن انخفاض نسبة انتشار هذا المرض فى معظم القرى إلى ما يقرب من 1% مع نهاية عام 2007، بعد أن كان قد وصل إلى 40% فى أوائل الثمانينيات،وقد  بذلت وزارة الصحة والسكان، جهودا كبيرة  للقضاء على البلهارسيا في 20 محافظة على مستوى الجمهورية،ضمن خطة وضعتها تنتهي في 2020،بعد انتشار المرض في أكثر من 300 قرية بنسبة إصابة تصل إلى 3%، وقد حققت الوزارة نجاحاً كبيراً في خفض معدل انتشار المرض لحوالى 0.2% بنهاية عام 2016.

القضاء على شلل الأطفال

 

Elephantiasis
مرض الفيل

من الأمراض التى قضت عليها مصر أيضا، شلل الأطفال، حيث أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الصدر والدرن فى تصريحات له،أن منظومة التطعيمات الإجبارية في مصر حققت نجاحاً كبيراً في منع ووقف الكثير من الأمراض المعدية،وأشار تاج الدين إلى قصة هذا النجاح الذى حدث فى عام 2005،وكان المرض وقتها سبباً في الكثير من الوفيات والإعاقات،وقد اعتُبر هذا الإنجاز بمثابة قصة نجاح متميزة لمصر،يتم تدريسها حول العالم،وتمت من خلال فرق تطعيم انتقلت من بيت إلى بيت ،ومن حي إلى آخر في جميع أنحاء مصر،ثم لخص هذه النجاح بأن مصر حققت إنجازاً بالمقاييس العالمية فى مكافحة هذه الأمراض.

في عام 2000،كانت مصر أول دولة في العالم، تضع برنامجاً قومياً للقضاء على المرض،وتم وقتها تخصيص حملات علاج جماعية،تحقيقاً لقرار منظمة الصحة العالمية في عام 1997،والذي نص على أن يتم القضاء على المرض تماماً في العالم كله،بحلول عام 2020،وفي الفترة ما بين 2014 و2017، تم تقييم الوضع المصري بالنسبة للمرض، خاصة في جانبي التحكم في معدلات الإصابة بالمرض وعلاج المصابين،وكذلك نقل المرض وانتشار العدوى، لينتهي التقييم بأن وضع الصحة العامة في مصر، أوفى بجميع الشروط لتُصبح مصر واحدة من الدول التي قضت على هذا الخطر الداهم الذىكان يصيب الآلاف من المواطنين بالوجه البحرى والدلتا.

 

مرض السعال الديكي

 
تطعيم
التطعيم ضد الأمراض
 

من الأمراض التى تمكنت مصر من القضاء عليها أيضا،نتيجة استمرار الحملات ،لأكثر من 40 عاماً فى محاربتها،مرض السعال الديكى والدرن والحصبة،وكان لهذه الأمرض سطوة على الريف والحضر فى مصر،وراح ضحيتها المئات من الأطفال والشباب والكبار،غير أن إرادة الدولة كمسئولين تنفيذيين ومجتمع مدنى وإعلام وتوعية،استطاعت كل هذه المنظومة أن تنحت الصخر على مدى أعوامٍ أن تقهر الصعاب وتهزم المستحيل،وتصل بأبناء مصر إلى بر الأمان،بل إنها بدأت تحدى جديد مع فيروس سى وسوف تقهره قريباً.

 

الوقاية والعلاج

 

1491735487_916_105291_
الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق

فى دراسة وبحث للدكتورة هدى برهان عن الوقاية من الأمراض،ودورها في العصر الحديث،والذى ينطلق من الحكمة أو المثل الشهير (الوقاية خير من العلاج )،أكدت هدى برهان على دور الوقاية حالياً ،وفي العصر الحديث ومكانتها في علاج  الأمراض وهو ما اتخذته مصر طريقاً لها،وأشارت إلى أنه يمكن للإنسان حماية جسمه من التعرض لكثير من الأمراض ،إذا ابتعد عن مصادر العدوى باتباع العادات الصحية الجيدة ،وبتحسين شروط المسكن والمهنة ،وكذلك تقوية أجهزة الدفاع في جسمه ضد الأمراض ،بالاعتناء بغذائه من حيث الكمية والنوع ،وباللجوء للفحوص الدورية،وتطبيق الوقاية النوعية تجاه أمراض معينة ،أو عوامل مهنية كاللقاحات ،واختيار البيئة المناسبة في العمل والألبسة الخاصة الواقية ،وهذه الوقاية المطبقة في حالة الصحة التامة ،والتي نسميها الوقاية الأولية هي الهدف المنشود والشعور الهام ،الذي يقيس ويعكس درجة التطور والرقي في مختلف المجتمعات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق