استقالات واتهامات وانهيارات.. كيف تشوه المشهد السياسي التونسي؟

الخميس، 04 أكتوبر 2018 04:00 م
استقالات واتهامات وانهيارات.. كيف تشوه المشهد السياسي التونسي؟
راشد الغنوشي
كتب- أحمد عرفة

 

تشهد الساحة السياسية التونسية، تقلبات عديدة قبل شهور قليلة من إجراء الانتخابات الرئاسية التونسية، في الوقت الذي تمر فيه الأحزاب السياسية أيضا بأزمة كبرى سيكون لها انعكاسات سلبية على الانتخابات النيابية المقبلة، خاصة وسط الاستقالات والانهيارات التي تشهدها في الآونة الأخيرة.

وبعد انتهاء الانتخابات البلدية التي حصل فيها المستقلين على النصيب الأكبر، كانت بمثابة رسالة إلى الأحزاب التونسية، أنها قد ضربها الضعف بشكل كبير، وهو ما انعكس على نتائجها في تلك الانتخابات، التي تصدرتها حركة النهضة التونسية، من بين الأحزاب السياسية المشاركة في تلك الانتخابات.

اقرأ أيضا: أضحوكة إخوان تونس يموت سياسيا

نداء تونس
يشهد حزب حركة نداء تونس الحاكم، أزمة كبرى خلال الفترة الراهنة، وسط اتهامات بأن حركة النهضة الإخوانية هي من تسببت في حالة الضعف التي تشهدها الأحزاب التونسية، عبر اختراق رجالها بعض تلك الأحزاب، حيث يشهد الحزب الحاكم موجة كبيرة من الاستقالات ستكون لها انعكاس كبير على وضع الحركة قبل الانتخابات الرئاسية التونسية.

لقاء الأحزاب في نداء تونس
لقاء الأحزاب في مقر نداء تونس عام 2017
 
 
الفترة الحالية تشهد استقالات عديدة داخل الحزب التونسي الحاكم، في ظل حالة الانقسام الشديدة التي يشهدها الآن، وذكرت صحيفة «البيان» الإماراتية، أن 4 نواب من حزب حركة نداء تونس الحاكم، أعلنوا استقالتهم من الحزب الذي يشهد حالة تفكك كبيرة، لينضموا إلى النواب المستقيلين في ظل الأزمة الداخلية التي تعصف بحزب نداء تونس، حيث فقد الحزب الحاكم حتى الآن أكثر من نصف مقاعده (من 86 مقعدا إلى 39 مقعدا)، كما تراجع إلى المركز الثالث في ترتيب الأحزاب بالبرلمان التونسي.
 

حركة النهضة

من جانبها، تشهد حركة النهضة التونسية، خلافات داخل أروقتها، في ظل الاتهامات التي توجه لها من السياسيين والنشطاء التونسيين، بمحاولة تكرار نفس تجربة جماعة الإخوان في مصر بمحاولة الاستحواذ على مفاصل الدولة التونسية، عبر اختراق الأحزاب، والسيطرة على جميع المؤسسات، وهو ما تمثل من حالة الغضب الواسعة التي شهدها الشارع التونسي عندما لوحت الحركة بإمكانية الدفع برئيسها راشد الغنوشي في الانتخابات الرئاسية التونسية المقبل.

 

راشد الغنوشي
راشد الغنوشي

 

وخلال الساعات الماضية، تلقى رئيس الحركة رسالة تحذير شديدة اللهجة – بحسب ما ذكرت تقارير عربية – تضمنت انتقاد لمواقف الحركة من المشهد السياسي التونسي، من خلال إنهاء التوافق مع الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، حيث جعل هذا الموقف الحركة الإخوانية في قلب الصراع الدائر داخل حزب نداء تونس، كما تضمنت الرسالة إعلان قيادات الحزب مخاوفهم من أن الاستمرار في تلك السياسات، والاصطدام بمؤسسات الدولة التونسية سيؤثر على وضع الحزب في تونس.

اقرأ أيضا: حلم «المرزوقي» للعودة لرئاسة تونس يتبخر.. وعلاقاته بالإخوان وقطر السبب

حزب حراك تونس
لم يكن حزب «حراك تونس»، الذي يترأسه الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، بعيدا عن الأزمات التي تشهدها الأحزاب السياسية، في ظل استمرار الاستقالات بين أعضائه، بسبب ارتماء الحزب في أحضان الإخوان وقطر، وسيطرة حركة النهضة التونسية عليه.

منصف المرزوقي
منصف المرزوقي

 

ففي وقت سابق من الشهر الماضي، أعلن 8 من قيادات ومسؤولي حزب «حراك تونس الإرادة»، استقالاتهم من هياكل الحزب، متهمين رئيس الحزب «منصف المرزوقي» باحتكار القرار وتهميش مؤسسات الحزب، بجانب غموض علاقته بقطر ومغازلة حركة النهضة الإخواني بناء على حسابات انتخابية تتعلق بالانتخابات الرئاسية 2019.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق