في ذكراها الخامسة.. ما لا تعرفه عن أهداف مُدبر تفجير مديرية أمن جنوب سيناء

الأحد، 07 أكتوبر 2018 04:00 م
في ذكراها الخامسة.. ما لا تعرفه عن أهداف مُدبر تفجير مديرية أمن جنوب سيناء
تفجير مديرية أمن جنوب سيناء
كتب – أحمد متولي

في هذا التوقيت منذ 5 سنوات (7 أكتوبر 2013) شهدت مصر تصعيد خطير أقدمت عليه جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، بتفجير مبنى مديرية أمن جنوب سيناء، الحادث الذي أسفر عن مقتل 3 من رجال الشرطة وإصابة 54 آخرين، كان تحول استراتيجي في تحركات المجموعات المسلحة.

ويظل تفجير مديرية أمن جنوب سيناء هو التصعيد الأخطر للجماعة منذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، لما أعقبه من عمليات نوعية نفذتها "بيت المقدس" مثل استهداف مديريتي أمن الدقهلة والقاهرة.

حملت العملية دلالات خطيرة على تطور استراتيجية جماعة أنصار بيت المقدس، التي اعتادت تنفيذ عمليات اغتيال وقتل لرجال الجيش والشرطة في الفترة التالية لعزل محمد مرسي، وانحصر نشاطها في شمال سيناء، وربط نفسها بشكل غير مركزي مع مجموعات مسلحة صغيرة نشطت في القاهرة الكبرى.

دلالات عملية تفجير مديرية أمن جنوب سيناء أشارت بشكل عام إلى تخطيط الجماعة لنقل مسرح عملياتهم الإرهابية إلى المدينة السياحية، حيث لم تصل أيادي أنصار بيت المقدس الملوثة بالدماء إليها بعد، وهنا اتسهدف قيادات التنظيم توجيه رسالة بأنهم قادرين على تنفيذ عمليات في كافة المحافظات.

تفجير مديرية أمن جنوب سيناء
وترصد "صوت الأمة" في هذا التقرير كافة المعلومات المرتبطة بتفجير مديرية أمن جنوب سيناء، وفقا لما كشفت عنه تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، والأهداف التي تبناها مدبر العملية الإرهابية وفشل في تحقيقها بفضل النجاح الأمني.

عملية تفجير مديرية أمن سيناء نفذها عنصر انتحاري يدعى محمد حمدان السواركة، بواسطة سيارة نقل مفخخة حُملت بعبوات ناسفة مصنوعة بمادة ثلاثي نيتروتولوين (TNT) شديدة الانفجار تخطى وزنها نصف طن، أسقرت عن تدميرها وعدد من المباني: محكمة الطور، واستراحات مطار طور سيناء، ومركز التدريب المهني، ومكتب تشغيل طور سيناء التابع لمديرية القوة العاملة، ونادي ضباط الشرطة، ومركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح بطور سيناء.

الانتحاري منفذ تفجير مديرية أمن جنوب سيناء
الانتحاري منفذ تفجير مديرية أمن جنوب سيناء

انتهت التحقيقات القضائية، إلى مسئولية القيادي المؤسس في جماعة أنصار بيت المقدس، توفيق محمد فريج زيادة، المكنى بـ"أبو عبد الله"، عن العملية بشكل مباشر، فهو من حدد مديرية أمن جنوب سيناء هدفا لجماعته، كما خطط لطريقة التنفيذ وإعداد العنصر الانتحاري وتحضير السيارة المفخخة، حيث سلمها للعنصر الانتحاري في مدينة الطور قبل دقائق قليلة من التفجير.

بربط المعلومات التي كشفت عنها التحقيقات حول توفيق فريج، يتضح أن الإرهابي أراد تحقيق 3 أهداف رئيسية من تفجير مديرية أمن جنوب سيناء، يترتب عليها نتائج استهدفت جماعة أنصار بيت المقدس تحقيقها على المدى البعيد، تمثلت في نقل المعركة إلى محافظة جنوب سيناء السياحية، وإيهام الرأي العام بضعف الدولة والأجهزة الأمنية، تنفيذ عملية نوعية للحصول على دعم التنظيمات الدولية.

اعترافات عناصر التنظيم الأخرى عن الأهداف التي يسعي توفيق فريق وشركائه من العمليات الإرهابية، كشفت عن سعيهم الحثيث لإدخال الدولة في حالة ضعف تسمح للدول الأجنبية بالتدخل في شؤونها لصالح الجماعات الإسلامية، وبدأ ذلك بتفجير خطوط الغاز، ثم استهداف قناة السويس، ثم تفجير مديرية أمن جنوب سيناء.

أهداف "توفيق فريج" التي سعى إلى تحقيقها عززتها اعترافات المتهمان هاني عامر، ومحمد صبري عبد العظيم، في أقوالهما أمام نيابة أمن الدولة العليا حول وقائع التخطيط لضرب المجرى الملاحي لقناة السويس، أنه استهدف من ذلك خلق ذريعة للتدخل الأجنبي في شؤون مصر

أكد المتهمان أن "فريج" اتفق مع قيادات تنظيمهم المسمى بـ"كتائب الفرقان" على ضرب إحدى السفن الأمريكية المارة بقناة السويس بقذائف "RBG"، إلا أنهما فشلا في تحديد سفينة أمريكية ما دفعهم لاستهداف بارجتين صينية وهندية في المجرى الملاحي بالقناة قبل تفجير مديرية أمن جنوب سيناء بـ3 أشهر، لكن لم يحقق قائد أنصار بيت المقدس أهدافه بفضل تدارك السلطة في مصر للحادث.

لم تتوقف مساعي الإرهابي توفيق فريج للتدخل الأجنبي في مصر عند حادث البارجتين الصينية والهندية، بل واصل الليل بالنهار لتنفيذ عملية أخرى أشد قوة لتحقيق نفس الهدف بتصنيع غواصة لتحميلها بثلاثة أطنان من مادة TNT شديدة الانفجار، لتدمير المجرى الملاحي لقناة السويس.

في سبيل ذلك كلف "فريج" مهندس البرمجيات هانى أمين مصطفى عامر، بسرعة تصنيع الغواصة وضبطها للتفجير عن بعد، إلا أن ضربة أمنية استباقية حالت دون ذلك بعد القبض على "عامر" في محافظة الإسماعيلية أثناء الشروع في عملية التصنيع.

بحسب التحقيقات، عاش "توفيق فريج" حالة فشل تام في تحقيق أهداف الجماعة لإيجاد ذريعة للتدخل الأجنبي في مصر، لينتقل إلى خطة تفجير مديريات الأمن التي بدأت بتفجير مديرية أمن جنوب سيناء، وأعقبها عمليتين في القاهرة والدقهلية، كما أحبطت الأجهزة الأمنية مخطط استهداف مديريات أمن الجيزة والفيوم وبني سويف والإسكندرية.  

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق