تأديب وتهذيب وإصلاح.. العودة إلى المدارس

الإثنين، 08 أكتوبر 2018 01:24 م
تأديب وتهذيب وإصلاح.. العودة إلى المدارس
سمر جاد تكتب:

التعليم كالماء والهواء، هذا هو الشعار الذي رفعته ثورة (1952). لتحارب واحدا من ثالوث الخطر: «الفقر والجهل والمرض».. لذلك تحتم إيجاد صيغة لضم أكبر عدد من الأطفال إلى نظام التعليم، ومن هنا ظهرت فكرة التعليم المجاني- وقد كان- فكانت النتيجة أن أصبح لدينا الآن أعداد غفيرة من المتخرجين، ولكن العلم بالنسبة لهم «نورن» بالنون.
 
فالأعداد الكثيفة مع انخفاض ميزانية العملية التعليمية كانوا سببا رئيسيا في تدهور المخرج النهائي، ولهذا ليس مستغربا أن تحتل  مصر المركز الـ(139) عالميا من حيث جودة التعليم، ولكن الغريب أن (12) دولة عربية تسبقها أيضاً في هذا المجال، منها: «موريتانيا والسعودية ولبنان والإمارات».
 
لا نستطيع أن ننكر التطور الملحوظ للموقع الإلكتروني لوزارة التربية والتعليم، لكن من منطلق حبي لهذا الوطن وإيمانا مني بأن رفعة شأنه لن تكون إلا بتطوير التعليم، وسريعا، فكان لزاما على التنويه عن بعض الملاحظات التي قد تفيد في هذا الشأن.
إن الارتقاء بالتعليم هو بلا شك مطلب قومي، ومن خلال توضيح رؤية ورسالة الوزارة على موقعها، نستطيع أن نتفهم بل ونقف وقفة رجل واحد أمام سيادة الوزير المحترم الذي يحاول إحداث فارق.
 
ومع شفافية الرؤية تأتي تفاصيل الإستراتيجية، فكما يقال: «ارسم لي خط وأنا أمشي عليه»، فتفاصيل الإستراتيجية الموضوعة لتطوير التعليم يجب أن تظهر جلية للجميع.
 
فوجود التفاصيل، يطمئن المواطنين على اتضاح الرؤية و جدية الاستمرارية، فالخطط الإستراتيجية لا تتغير بتغير القيادات- أو هكذا يجب- حتى تستطيع أن تؤتى ثمارها. فيجب أن نعرف:
 
- أين نحن؟
- أين نريد أن نصل؟
- كيف سنصل إلى ما نريد؟
- كيف نعرف أننا وصلنا؟
 
فيما اكتفت وزارة التربية والتعليم المصرية التنويه عن وجود خطة إستراتيجية للتعليم قبل الجامعي (2014 -2030) دون الخوض في أية تفاصيل.  إن الارتقاء بجودة التعليم إنما تعنى زيادة الاستثمار في عقول أبناءنا، ومن مصلحتنا جميعا أن ندعم هذا الهدف.
 
ولكي ندعم الهدف نحتاج بيانات مفصلة من الوزارة  عن المدارس، نريد أن يتم تقييمها من قبل الوزارة وينشر هذا التقييم على صفحة الوزارة لتساعدنا في اختيار المدرسة المناسبة لأبنائنا. دون الوقوع في فخ المدارس التي تتبنى أيديولوجيات بعينها، أو التي تعاني من مشاكل في الترخيص لا نعلم عنها إلا بعد وقوع الفأس في الرأس.. وهكذا.
 
أما عن تكلفة التعليم، فعلي الدولة التفكير وبجدية في إلغاء مجانية التعليم إلا للتعليم الفني والنابغين، فنحن نحتاج إلى مدارس ومعاهد فنية للارتقاء بالصناعة أكثر من احتياجنا إلى مئات الآلاف من الأطباء والمهندسين في واقع الأمر.
 
ويجب التفكير الجدي في أن تُدرس المناهج  بطريقة تحبب الأطفال في العلم، لنتغلب على ظاهرة التسرب من التعليم، مع ربطها بأنشطة اقتصادية يقوم بها الطلاب في المدارس الفنية لمساعدتهم اقتصادياً، وبالتالي البقاء في صفوف الدارسين.
 
أما عن المصاريف المبالغ فيها في المدارس الدولية حالياً، فهي في الواقع ما هي إلا استغلال لأولياء أمور يطمحون لأبنائهم فيما يقتنعون أنه الأفضل، فنحن جميعاً مع تطوير التعليم الحكومي بمصاريف معقولة، بحيث تعطى نفس المنتج الذي نحصل عليه من المدارس الدولية دون جشع.

- كيف؟
كلمة السر هي المدرس، فالمعلم الذي يدرس لأطفال تحت شجرة في الحقل قد يكون أفضل بكثير من ذلك الذي يدرس في فصل مكيف في مدرسة لها أسمها، فتكون النتيجة معروفة. المدرس هو المحرك الأساسي لوجدان أطفالنا سواء شئنا أم أبينا، لذا يجب التأكد من خبراته و تأهيله نفسياً للإسهام في تطوير العملية التعليمية بشقيها: «التربية والتعليم».
 
إن الوزارة تقوم بمجهودات غير مسبوقة من أجل رفعة مستوى التعليم في مصر، إلا أن الأولوية يجب أن تكون للمعلم، بزيادة مرتبه، ودرجة تأهيله، وتشجيعه الدائم من خلال جوائز تشجيعية ذات عائد مادي مجز.

وفي الختام أناشد أولياء الأمور
- ألا تضغطوا على أبنائكم حتى لا يكرهوا التعليم
- ولا تضغطوا على المدرس، حتى لا يعاقب أبنائكم حين يخطئون، أعطوه السلطة حتى يقوم أبناءكم.
- ولا تعتمدوا على المدرسة فحسب، ساعدوا في اكتشاف مواهب أولادهم و تنميتها.
- وساعدوا أولادكم في تنمية قدراتهم الذهنية، دعوهم يكثرون السؤال وعلموهم أن يفكروا في حلول مع طرحهم للمشاكل.
فهكذا لن تبور تجارتنا، وستربح حتما استثماراتنا في العقول.

 

تعليقات (4)
حلول
بواسطة: سلوى
بتاريخ: الإثنين، 08 أكتوبر 2018 05:01 م

أشكر الكاتبة على التناول الرائع لقضية التعليم مع تضمين حلول لحل مشاكلها

حقيقي التعليم هو الاساس
بواسطة: Mahy
بتاريخ: الإثنين، 08 أكتوبر 2018 05:06 م

دائما تدخلين في صميم ما نحتاجه لتبدعي بافكارك لنستفيد من كلماتك وليكون مستقبلنا افضل فانتي كاتبه رائعه انت مثل اللون الاخضر بيه كل الخير وانا معكي في كل ما قلتيه عن التعليم

التعليم والماء والهواء
بواسطة: د. احمد ضيف
بتاريخ: الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 10:32 ص

والله هو موضوع يمس اساس حياتنا وبلدنا ذلك الذى تحدثت عنه الكاتبه القريبه الى عقولنا ومانفكر فيه .... وليت المسئولين يعلمون بيقين ان التعليم هو اساس كل مايريدونه لمصر من تقدم وازدهار (ان كانوا صادقين) .... ليت تحسينه يكون بحق هو المشروع القومى الأول بالفعل وليس بالكلام .... وارجو ان يعلموا اننا نحتاج التعليم لنحصول على ماء نظيف وهواء نقى بحق .... اى ان التعليم هو بالفعل الاساس.

مقال مميز
بواسطة: ياسمين الرفاعى
بتاريخ: السبت، 13 أكتوبر 2018 06:23 ص

مقال جميل ويتناول موضوع التعليم بشكل جديدومميز

اضف تعليق