تركيا تجمع الإرهابين على مائدة واحدة.. لماذا يوطن «أردوغان» «متطرفي الإيجور» في سوريا؟

الإثنين، 08 أكتوبر 2018 11:00 م
تركيا تجمع الإرهابين على مائدة واحدة.. لماذا يوطن «أردوغان» «متطرفي الإيجور» في سوريا؟
جماعات ارهابيه
محمود علي

رغم ما تشهده تركيا من وضع اقتصادي صعب، واضطرابات على المستوى السياسي نتيجة ارتفاع صوت المعارضة ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما زالت تدس أنفها في الدول المحيطة وبالأخص التي تشهد أزمات سياسية طاحنة وحروب أهلية، فلم يمنع ترهل نظام حزب العدالة والتنمية في تركيا من التدخل في سوريا عبر دعم جماعات متطرفة للاستيلاء على مزيد من الأراضي لخلق مزيد من المشاكل والأزمات للحكومة السورية، ونشر الفوضى داخل البلاد.

 

نشر خبر مؤخرًا عبر الوكالات العالمية، لا يمكن تجاهله يكشف استمرار دعم تركيا للجماعات المتطرفة، ونقلها من دول شرق آسيا وبالتحديد الصين، إلى سوريا عبر المخابرات التركية، والتي أقدمت على تسهيل عبور آلاف الصينيين من أقلية الإيجور، خلال السنوات الماضية إلى الشمال السوري، لتشكيل فصائل متشددة، بل والتحالف مع فصائل أخرى حليفة لتركيا في سوريا مثيل جبهة النصرة وذلك لتصدير مشهد فوضوي ولتطويل أمد الأزمة السورية المندلعة منذ أكثر من سبع سنوات

  أعضاء جبهة النصرة

أعضاء جبهة النصرة

ومثلت أقلية الإيجور الصينية التي تعيش في منطقة شينجيانج دائمًا صداعًا في رأس الحكومة الصينية، وهو ما أدى إلى فرض الكثير من القيود عليها، الأمر الذي جعل من هذه المنطقة بيئة خصبة للتطرف، وجعلها عرضة للاستقطاب من جانب المتشددين حول العالم وذات الأفكار المتطرفة، وفي الوقت الذي حاولت فيه تركيا استغلالهم دوليًا في الكثير من المناسبات المتعلقة بعلاقتها مع الصين حيث كانت تضغط على بكين عبر تلك الأقلية، استخدم النظام التركي الكثير منهم خاصة المتحمسين للفكر المتشدد في الساحة السورية لتحقيق أهدافه.

اقرأ أيضًأ: ماذا تفعل المنتجات الإسرائيلية والأمريكية بحوذة إرهابي سوريا؟.. الغرب يحمي جبهة النصرة

 

ومع قرب انتهاء معركة إدلب في سوريا، التي يحرز فيها الجيش السوري الكثير من الانتصارات، وشعور أنقرة بخروج الأمور من يدها منذ فترة مع عدم إحراز الجماعات المتشددة في سوريا أهداف تركيا المأمولة وخسارتها أغلب المناطق التي كانت استولت عليها من قبل، ضاعف النظام التركي برئاسة أردوغان، من نشاطاته، فبخلاف إرساله تعزيزات عسكرية بينها راجمات صواريخ إلى ما تسميهم أنقرة بالمعارضة (تنظيمات متشددة) شمال سوريا، سهلت تركيا قدوم آلاف من الإيجور لنفس المنطقة لإحداث توازن مع تقدمات الجيش السوري.

اقلية الايجور
اقلية الايجور

 

استخدام تركيا للإيجور

تستغل تركيا قومية الإيجور التي تقبع شمال الصين لتنفيذ أهدافها الخاصة، ففي الوقت الذي من الممكن أن يتعاطف فيه العالم مع هذه الأقلية المسلمة نظرًا للقيود التي تفرضها الصين عليها في مناطقها، حول النظام التركي باستخدام عددًا منهم يحملون أفكارًا متشددة قضيتهم، من قضية ينظر إليها العالم بنظرة تعاطف، إلى نظرة أخرى تتصدرها الجماعات المتطرفة التي تسير خرابًا في المنطقة العربية.

حزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام
حزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام

وبخلاف تغاضي تركيا عن تأثير استخدام الإيجور في الحرب السورية، على قضية الأقلية ذاتها في الصين، فأن أنقرة حاولت استخدام هذه الأقلية لتحقيق أهدافها في سوريا، المتعلقة بتوسيع النفوذ في الشمال السوري المحاذي للحدود التركية لتبقى الأخيرة على طاولة المفاوضات مع إيران وروسيا، في مقابل توطين هذه الجماعات في شمال غرب إدلب، حيث خرجت مقاطع فيديو مصورة انتشرت مؤخرًا تشير إلى ظهور عدد من المسلحين الصينيين تحت مسمى «الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام» معلنين عن نفسهما بالسيطرة على مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب.

أقرأ أيضًا: أردوغان من قمع الأتراك إلى سرقة الآثار السورية.. ماذا تفعل أنقرة في عفرين؟

 

وظهرت هذه المجموعة الصينية المتشددة، إثر تراجع بعض الجماعات المسلحة الأخرى، وخاصة التي تنحدر أصولهما للشيشان والقوقاز، الأمر الذي أدى إلى اعتماد تركيا عليهم كمجوعة مسلحة مهمة لأخذ زمام المبادرة في الشمال السوري بجانب حلفاءها المنتشرين في هذه المنطقة كجبهة النصرة فتح الشام وغيرها من التنظيمات التي تعمل لصالح أنقرة في الداخل السوري، ما جعل خبر عربون محبة من النصرة للحزب التركستاني يتصدر اللافتات المعلقة في المناطق التي يسيطر عليها الجبهة،  حيث تنازلت الأخيرة عن بعض المناطق للإيجور.  



لماذا تستمر تركيا في تدخلاتها بسوريا؟
 

استمرار تركيا في التدخل بسوريا عبر دعم الجماعات المتطرفة، رغم أزماتها الداخلية اقتصادية كانت أو سياسية، هو لتحقيق الكثير من الأهداف، فبخلاف التنسيق المستمر مع ما تسميهم بالمعارضة المعتدلة لتكون لها ثقل في النفوذ بسوريا التي لها حدود كبيرة مع تركيا، حيث يشن الجيش التركي منذ أيام هجومًا عنيفًا على منطقة عفرين السورية بعد أن كشف الرئيس التركي عن نية بلاده اجتياح «عفرين» بزعم التمركز فيها لحمايتها وإعلانها منطقة آمنة، فأن طموحات أردوغان الأساسية التي جعلته يتورط أكثر في دعم الإرهاب  في سوريا هو القضاء على فكرة  وجود دولة كردية مستقلة على الحدود السورية مع بلاده.

 

اقرأ أيضًا: تركيا في خدمة الإرهابيين.. أنقرة تعقد صفقات لتهريب الدواعش من السجون

 ورغم اعتماد تركيا سياسة متناقضة في سوريا وهو ما ظهر في التعامل مع بعض المسائل والقرارات بالداخل السوري، إلا أنه من الواضح أن تركيا وخاصة خلال العامين الماضيين، تحاول جراء دعم هذه الجماعات الإرهابية وتمركز قواتها في الشمال السوري والمناطق الحدودية، فرض بلادها طرفًا في تحديد مستقبل سوريا حتى ولو كان على حساب الدولة السورية .

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق