من السفاح سليم الأول إلى أردوغان.. سفك الدماء فى عروق العثمانيين

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018 06:00 م
من السفاح سليم الأول إلى أردوغان.. سفك الدماء فى عروق العثمانيين
أردوغان
كتب مايكل فارس

‏"ذري اللون، حليق الذقن، وافر الأنف، واسع العينين، قصير القامة، في ‏ظهره حَنية، عنده خفة ورهج، كثير التلفت إذا ركب الفرس، له من العمر ‏نحو أربعين سنة أو دون ذلك، وليس له نظام يُعرَف مثل الملوك السالفة، ‏غير أنه سيئ الخلق سفّاك للدماء شديد الغضب لا يراجَع في قول"، بهذه ‏الكلمات وصف المؤرخ المصري محمد بن إياس الحنفي في كتابه الشهير ‏‏«بدائع الزهور في وقائع الدهور»، السلطان العثماني سليم الأول حين دخل ‏على رأس جيشه مصر، والذي يوافق ميلادة 10 أكتوبر 1470 م.‏
 
سليم الأول (1)
 
وصف المؤرخون سليم الأول بالسفاح لقتله الآلاف المصريين خلال ‏احتلاله لمصر بعدما حارب سلاطين المماليك ليحول مصر من دولة ‏مستقلة لولاية تابعه للدولة العثمانية، لذا قرر محافظ القاهرة المهندس ‏عاطف عبد الحميد حذف اسمه من على الشارع الوحيد الذي يحمله فى ‏الزيتون، فى فبراير الماضى مؤكدا أنه لا يصح إطلاق اسم مستعمر لمصر ‏على أحد شوارعها.‏
 
تاريخ سليمان الأول ملئ بالحروب وسفك الدماء البريئة من أجل التربع ‏على عرش السلطنة، الأمر الذي دفعه إلى الانقلاب على والده السلطان  ‏‏"بايزيد الثانى"، ‏ ومحاربة اخوته واحدا تلو الأخر والقضاء عليهم حتى ‏ثبت اقدامه على العرش.‏
 
سليم الأول (2)
 
‎ ‎ناصب سليم الأول الغازي ومن بعده اسلافه العداء لمصر وسوريا، فحينما ‏قضى على اخوته حارب المماليك فى سوريا ليحولها ولاية من ولايات ‏الدولة العثمانية، وفى مصر حينما توفى السلطان الغورى انتخب المماليك ‏‏"طومان باى" خلفًا له، فأرسل له رسله ليطالبه بالاعتراف بسيادة الباب ‏العالي، على مصر فلم يقبل فقرر محاربته، وأرسل جيوشه إلي مصر.‏
 
حارب طومان باي جيوش العثمانيين ببسالة فى البداية، إلا أن أنه انسحب ‏تكتيكيا، ليدخل سليم الأول فى يوم 23 يناير سنة 1517،  القاهرة فى ‏موكب حافل وقد أحاط به جنوده الذين امتلأت بهم شوارع القاهرة، يحملون ‏الرايات الحمراء شعار الدولة العثمانية، إلا أن طومان باي ناور وحارب ‏مرة أخرى وخلال أربعة أيام حارب المصريون معه ضد العثمانيين فتقل ‏من الفريقين قرابة 50 ألف، وبعد معارك عدة، انتصر سليم الأول وأعدم ‏طومان باي علي باب حارة زويلة.‏
 
سليم الأول (3)
 
التاريخ الدموي الذي أسس عليه السفاح سليم الأول دولته، هو النهج الذي ‏اتبعه خليفته رجب طيب أردوغان، ليثبت أقدامه على الحكم، بل أن ضحايا ‏الأخير تعد أضعاف أسلافه، فشن حملة اعتقالات ضمت الآلاف من جميع ‏القطاعات فى بلاده على إثر الانقلاب الفاشل ضد حكمه يوليو 2016.‏
 
سليم الأول (4)
 
سفك الدماء هو نهج أردوغان على خلفية أسلافه وهو ما ظهر جليا لما يقوم ‏به ضد الأكراد، الأمر الذي حدى به لاحتلال مدينة عفرين شمال سوريا ‏ليضمن السيطرة على مناطق نفوذهم، فانتهك الجيش التركى والفصائل ‏المسلحة التى تدعمها أنقرة المدنيين السوريين فى مدينة عفرين السورية، ‏ما أدى لمقتل وإصابة المئات من أبناء الشعب السورى ونزل ما يقرب من ‏‏250 ألف مواطن سورى من شمال البلاد باتجاه المدن والبلدات المتاخمة ‏لعفرين، وقاموا التنكيل بالأكراد والقيام بحملات تطهير عرقى ضد الأقلية ‏التى تتمركز شمال سوريا.‏
 
وكما أعمل سليم الأول السيف فى اخوته واعدائه على حد سواء، انتهج ‏أردوغان نفس الخط، ليقتل ويسجن كل من يناصبه العداء على حد سواء، ‏وقام بتحويل بلاده إلى سجن كبير لحبس معارضيه .‏

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة