محافظة القاهرة ترفع شعار "البركة في الشعب".. هل فشلت منظومة النظافة الجديدة؟

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018 02:00 م
محافظة القاهرة ترفع شعار "البركة في الشعب".. هل فشلت منظومة النظافة الجديدة؟
انتشار القمامة بالشوارع
ماجد تمراز

خطوات مُكثفة اتخذتها أجهزة محافظة القاهرة لمواجهة ظاهرة انتشار القمامة بمختلف أنحاء العاصمة، وخاصة بعد انتهاء عقود شركات النظافة الأجنبية، التى تولت منذ أكثر من 20 عام مسئولية نظافة 3 مناطق بالعاصمة من أصل أربعة، والتى أظهرت تقصيراً كبيراً فى التعامل مع مشكلات النظافة المزمنة، خاصة وأن البنود التى نصت عليها العقود التى أُبرمت بينها وبين المحافظة كانت فى صالح هذا التقصير.

انتشار القمامة (2)

 ألقى العبء على عاتق هيئة النظافة والتجميل بمحافظة القاهرة طوال هذه السنوات التى تواجد فيها الأجانب فى مصر، فكانت تعوض الورديتين اللاتى امتنعت تلك الشركات عن القيام بها، والاكتفاء بوردية واحدة فقط، مما كلف محافظة القاهرة عبئاً مادياً كبيراً فوق العبئ المادى والالتزامات المادية تجاه الشركات المتعاقدة معها، حيث بلغت الديون المتراكمة على المحافظة على مدار 18 عاما من التعاقد إلى أكثر من 180 مليون جنيه، إلى أن تدخل المهندس إبراهيم محلب ووجه بدفع الديون وايجاد حلول جديدة لحل أزمة النظافة بالعاصمة.

انتشار القمامة (5)

بالفعل، انتهى التعاقد مع الشركات الأجنبية، ورفض كل من مجلس الوزراء ومحافظة القاهرة التجديد مع هذه الشركات ولو بعقود جديدة تضمن حقوق الجانب المصرى هذه المرة، وفضلت القيادات البدء فى تنفيذ منظومة نظافة جديدة، بالتزامن مع اقتراح انشاء شركة قابضة للنظافة، فمن ناحية أردات الحكومة حل أزمة النظافة، ومن ناحية أخرى الاستفادة من كميات القمامة وإعادة تدويرها بل وتصديرها إلى الخارج.

واعتمدت المنظومة الجديدة هذه المرة على الجمع المنزلى، أى التعاقد مع متعهدين قمامة بكل حى يتولى كلا منهم جمع القمامة من المنزل كما كان قبل التعاقد مع الشركات الأجنبية، بعد أن يتم تقسيم كل حى إلى مجموعة مربعات، ولكل مربع متعهد ثابت يتولى جمع القمامة من المنزل، وتم تفعيلها فى حوالى نصف أحياء العاصمة، وتم التعاقد على شراء معدات نظافة خاصة بيئة النظافة وتوزيعها على كل أحياء الأحياء لتطبيق المنظومة، ثم تم توجيه غرف عمليات الأحياء والمحافظة مراقبة تنفيذ المنظومة بكل حى.

انتشار القمامة (4)

أعدت محافظة القاهرة الخطط اللازمة لتطبيق المنظومة، وتعاقدت مع عمال النظافة المفصولين من الشركات الأجنبية بعد رحيلها، لكن بعد مرور عدة أشهر على تنفيذها، رصدت غرف عمليات الأحياء شكاوى بالغة من وجود تراكمات قمامة بالشوارع، وعدم وجود مُتعهدين يمرون على المنازل لجمع القمامة، كما تلقت الغرف وبالتحديد غرفة المتابعة الميدانية بمحافظة القاهرة شكاوى مباشرة من المواطنين مفادها وجود مشكلة كبيرة فى النظافة.

انتشار القمامة (3)

وخلال تلك الأشهر التى تم تطبيق المنظومة الجديدة بها بالعاصمة، عمدت محافظة القاهرة على فسخ التعاقد ومجازاة عدد من متعهدي القمامة بحى وسط القاهرة وباب الشعرية وغيرهم لتقصيرهم عن مهام عملهم، بعد أن أجرى رئيس هيئة النظافة جولات مفاجئة لمتابعة أداء العمل والعاملين بالأحياء، فلم يجد منهم أحد ووجد محلهم تراكمات القمامة المعهودة.

وخلال الساعات القليلة الماضية، وخلال جولته بشوارع حيى مدينة نصر شرقها وغربها، وجد المحافظ تقصيراً فى مهام النظافة، فأمر بفسخ التعاقد مع أحد المتعهدين، وطالب المواطنين بالإبلاغ عن المتعهد المقصر، ولكن كل ما يحدث حتى الآن منذ تطبيق المنظومة، هو مؤشر سلبي لتطبيق المنظومة الجديدة للنظافة.

انتشار القمامة (1)

حى وسط القاهرة، أحد أكثر الأحياء التى شهدت اهتماماً كبيرا بتطبيق المنظومة الجديدة للنظافة، وعلى الرغم من ذلك، فقد شهدت أحياءه تراكم كميات كبيرة من القمامة بالحارات وبعض الشوارع العمومية كالغورية والمغربلين والبيبانى، كما انتشر فئة الفريزة، وهم المجموعة التى تفرز القمامة لجمع ما يصلح بيعه، وترك الباقى بشكل فوضوى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق