«مخلفات النخيل».. كلمة السر في معاناة أهالي الوادي الجديد وحريق «بئر القلعة» ليس الأخير

السبت، 13 أكتوبر 2018 07:00 م
«مخلفات النخيل».. كلمة السر في معاناة أهالي الوادي الجديد وحريق «بئر القلعة» ليس الأخير
حريق بمزارع نخيل

 
لأسباب عدة تتفاقم آثار الحريق بمحافظة الوادي الجديد، ومنطقة الواحات، وتصعب معها مهام قوات الحماية المدنية في السيطرة عليها، والحد من انتشارها، فعوامل الرياح وانتشار النخيل، والمسطحات الخضراء في اتجاهها، وبعد المسافات، وعوائق الطرق، بالإضافة إلى هروب الجرذان والنيران تشتعل بها، كلها عوامل تضع تلك المحافظة في مأزق حال نشوب أي حريق بها، وتساعد على تفاقمه بشكل ينتهي بتحقيق العديد من الخسائر.
 
ومن قلب حرائق مزارع نخيل الواحات، إلى حريق «الراشدة» و «بئر القلعة» في الوادي الجديد، سطرت الإدارة العامة لقوات الحماية المدنية، حكايات من جهود الإنقاذ، وفرض سياج آمن على حياة المواطنين، وتنفيذ أعمال الإخماد والتبريد لمنع تجدد الاشتعال وزيادة حدة السنة اللهب، لاسيما وأن كانت واحدة من تلك الحرائق قابعة بالقرب من منطقة سكنية تضم الكثير من المواطنين.
 
حينما تشتعل النيران بتلك المناطق فإنها تسير كالطوفان ملتهمة لكل مايواجهها، وهو الأمر الذي تسارع معه أجهزة الحماية المدنية الزمن، للوصول إلى أقل قدرا من الخسائر، وبسط هيمنتها على أمواج اللهيب، بينما يعيش الأهالي حالة من الرعب والهلع نظرا لمقومات زيادة نسبة الاشتعال التي تتمتع بها تلك المحافظات.
 
أبرز الحرائق التي واجهتها محافظة الوادي الجديد في الأونة الأخيرة، تلك التي اشتعلت في منطقة نخيل وزراعات تابعة لمنطقة «بئر القلعة»، في منطقة الخارجة القديمة، فجر الجمعة، والتي أيقظت الأهالي على انبعاث رائحة الدخان، ونشوب الضباب، وسط مزيجا من الصراخات وأسواط تآكل الحشائش والمزروعات، مع ضجيج دوي سيارات الإطفاء.
 
وصلت سيارات قوات الدفاع المدني، وبدأت مع مطلع نور الفجر، محاصرة ألسنة اللهب ومنع امتدادها إلى المناطق المجاورة، واستمرت لساعات في نزالها مع النيران، حتى تمكنت من السيطرة عليها وإخمادها قبل وقوع خسائر بشرية، عقب ذلك تنفيذ أعمال التبريد خشية تكرار الاندلاع مرة أخرى، ونشر مجموعة من سيارات الإسعاف بمحيط المكان، نظرا لقربه من الكتلة السكنية وأحياء الخارجة القديمة.
 
«مخلفات النخيل».. واحدة من الأسباب المباشرة لاندلاع الحرائق، بدأت وزارة البيئة بالتنسيق مع الوحدات المحلية، لتوفير معدات فرمها واستخدامها في صناعة «الكمبوست»، لمنع تركها وسط الزراعات وتسببها في كوارث الحريق.
 
وسبق حريق الجمعة، بنحو 5 أيام اندلاع النيران بمزارع نخيل قرية «الراشدة»، الذي تسبب في ضياع مجهود آلاف البسطاء من أصحاب النخيل، الذين شاهدوا بأعينهم ثروتهم وهي تحترق أمامهم، وتحول نحو 100 فدانا من النخيل الأخضر، إلى رماد، وهلك حوالي 10 آلاف نخلة، وسط توجه الرياح إلى سحب النيران إلى قلب المدينة ما هدد حياة المواطنين، ومساكنهم، حتى تدخلت القوات المسلحة بمعداتها لمساعدة قوات الدفاع المدني في التصدي لتلك الكارثة.
 
سماء «الراشدة» غُطت بالغيوم السوداء، وحُجبت أنوار الشمس، وعاش نحو 50 ألفا من مواطنيها معاناة الحروب، فكل مايملكونه سوى المنازل قد التهمته النيران، الأمر الذي استدعى الدفع بنحو 30 سيارة إطفاء، إضافة إلى معدات القوات المسلحة، والتنسيق مع وزارة الري لتشغيل جميع الآبار بالقرب من موقع الحادث، ونشر معدات المياه التابعة للوحدة المحلية، للسيطرة على الكارثة.
 
21 حالة إصابة بالاختناق استقبلتها مستشفيات الوادي الجديد جراء الحادث، بينما قررت الوحدة المحلية للمدينة بالتسيق مع وزارة الزراعة، والبيئة، وضع خطة للتعامل مع مخلفات النخيل، وتوفير المياه للمزروعات الخضراء حتى لا تتحول إلى يابيسة قابلة للاشتعال، وصعبة السيطرة عليها في حالات الحريق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق