في الذكرى الثلاثين لفوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل.. خمس روايات كبرى نرشحها للقراءة

السبت، 13 أكتوبر 2018 05:00 م
في الذكرى الثلاثين لفوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل.. خمس روايات كبرى نرشحها للقراءة
نجيب محفوظ
وجدي الكومي

ثلاثون عاما مرت على فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب، ثلاثون عاما ظلت فيها نوبل محفوظ هي النوبل العربية الوحيدة في فرع الآداب، ثلاثون عاما لم يستطع كاتب مصري آخر، أو كاتب عربي تحقيق هذا الإنجاز الكبير الذي حققه محفوظ للأدب المصري، والعربي.

حقق محفوظ ما لم يحققه أديب مصري، أو عربي سبقه، على الرغم من أن عميد الأدب العربي طه حسين كان مرشحا لنيل الجائزة العالمية، ولكن نالها الروائي الأمريكي ويليام فوكنر عام 1949.

في هذه السطور، نستعرض أجمل وأكبر خمس أعمال روائية تركها محفوظ، ونرشحها للقراءة، في ذكرى حصوله على نوبل.

 

"ملحمة الحرافيش"

ملحمة الحرافيش
ملحمة الحرافيش

 

ملحمة الحرافيش هي أيقونة أدب نجيب محفوظ، ويظل هذا العمل متربعا على عرش الأدب المصري بلا منافس تقريبا، وتتضمن هذه الرواية قصة عاشور الناجي، عبر عشر حكايات، أولها حكاية " عاشور الناجي" التي يستهلها محفوظ باستهلال ظل مطبوعا باسمه في تاريخ الأدب العربي، يقول فيه: في ظلمة الفجر العاشقة، في الممر العابر بين الموت والحياة، على مرأى من النجوم الساهرة، على مسمع من الأناشيد البهيجة الغامضة، طرحت مناجاة متجسدة للمعاناة والمسرات الموعودة لحارتنا.

بداية ونهاية

بداية ونهاية
بداية ونهاية

 

في بداية ونهاية يكتب محفوظ سيرة أسرة مصرية، فقدت عائلها، فحطمتها الأقدار، وجرت على أفرادها لتضع كل واحد منهم أمام عقبات صعبة، الأم، حسن، حسنين، فوزية، ويروي محفوظ في الرواية أسرة لم تنج من الخطب، والمصائب، على الرغم من محاولات الأم تدبير نفقاتها، وتجنيب أبنائها ذل سؤال الغير والحرمان، إلا أن طموح بعض أبنائها يأخذ الرواية إلى مسارات درامية، مثل حسنين الذي التحق بالكلية الحربية، إلا أن الطبقية حرمته من الاقتران بفتاة ليست من طبقته، ويواجه تنمر وحقد زملائه عليه، وفي النهاية يندفع للانتحار، بعدما يكتشف انحراف شقيقته فوزية، والقبض عليها ضمن مجموعة من فتيات الليل.

بين القصرين

بين القصرين
بين القصرين

 

بين القصرين هي الجزء الأول من ثلاثية نجيب محفوظ المهمة والعظيمة، التي حملت اسم "ثلاثية القاهرة" أو "الثلاثية" وهي رواية الأجيال التي يرصد فيها محفوظ حياة أسرة مصرية، تقطن في منطقة بين القصرين والسكرية وقصر الشوق، عبر ثلاثة أجيال، والتحولات التي واجهتها هذه الأسرة في فترة ما قبل ثورة 1919، وما بعدها، ويدمج فيها محفوظ ما بين الدراما، وما بين الكوميديا السوداء، خاصة في المشهد الذي يصور فيه الابن والأب اللذان يلتقيان في بيت الغواني.

أولاد حارتنا

أولاد حارتنا
أولاد حارتنا

 

ظلت أولاد حارتنا لنجيب محفوظ ممنوعة من النشر لسنوات، بعدما ثار الجدل عليها واتهم بعض النقاد والشيوخ محفوظ بمحاولته تجسيد الأنبياء فيها، وفي الحقيقة لم يقصد محفوظ قطعا تمثيل الأنبياء في روايته أولاد حارتنا، وإنما كان يقصد الهجوم على الفتوات، والظالمين، وهو ما لم يستقبله منتقدو روايته، وسارعوا إلى اتهامه بتصوير الأنبياء، كانت أولاد حارتنا أول رواية يكتبها محفوظ بعد قيام ثورة يوليو 1952، وسبقتها خمس سنوات من الانقطاع التام عن الكتابة، وتحديدا بين عامي 1952، و1957، ويصفها محفوظ نفسه بأنها كانت من أشق الفترات التي عاشها في حياته، وأصعبها على نفسه، يقول محفوظ لرجاء النقاش في كتابه "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ": خُدع رجال الأزهر في هذه الأزمة وثورتهم علىّ بسبب أولاد حارتنا ترجع إلى أنهم لم يحسنوا قراءة الرواية وفهمها، بل إن بعضهم لم يقرأ رواية أدبية من قبل، ومن هنا فسروا رواية أولاد حارتنا تفسيرا دينيا، ورأوا أن شخصية أدهم في الرواية ترمز إلى آدم، وشخصية جبل هي موسى، وشخصية رفاعة هي المسيح.

ويؤكد محفوظ أن روايته يمكن تفسيرها أكثر من تفسير، لكن شيوخ الأزهر ركزوا على التفسير الديني لها، فمثلا ثرثرة فوق النيل كتبتها كتعبير عن عزلة المثقفين، وعلاقتهم المضطربة بالسلطة، ولكن قد يفسرها آخرون بأنها رواية فلسفية تعبر عن عزلة الإنسان في الكون.

اللص والكلاب

اللص والكلاب
اللص والكلاب

 

بدأ محفوظ كتابة روايته "اللص والكلاب" وأزمة نشر روايته "أولاد حارتنا" مسلسلة في صحيفة الأهرام لم تزل مستعرة، في كتابه المهم "أولاد حارتنا سيرة الرواية المحرمة" يحكي الكاتب الصحفي محمد شعير، مؤلف الكتاب، كيف بدأ نجيب محفوظ كتابة روايته "اللص والكلاب"، فيقول شعير في كتابه: اللص المجهول الذي سطا على فيلا أمير الشعراء في اليوم الذي بدأ فيه نجيب محفوظ نشر “أولاد حارتنا” لم يعد مجهولا، فقد سطا بعد أيام على فيلا أم كلثوم، وتمكن البوليس من القبض عليه، وحكي في التحقيقات أنه ارتكب 58 جريمة.

ويضيف شعير: لكنه تمكن من الهرب قبل محاكمته! وبعد شهور قليلة. كانت الصحف تتتبع خطوات اللص: محمود أمين سليمان، تفتش في تفاصيل حياته وعلاقاته، وتاريخه، وعائلته. وزواجه الفاشل. “السفاح” أصبح لقبا له. إذ لم يعد لصا يسرق بيوت المشاهير وإنما قاتل أيضا. قاتل بحثا عن العدالة كما قال.

حكاية محمود أمين سليمان كانت الموضوع الرئيسي لكل الجرائد في مصر، باعتبارها قضية رأي عام. على مدي ثلاثة شهور تقريبا. الصحف تفتش في حياة اللص الذي تحول كما كتبت جريدة “المساء”: ” في خيال بعض الناس إلى أسطورة شعبية”. في اليوم الذي تمكنت فيه الشرطة من محاصرة اللص في إحدى مغارات حلوان. طلب سليمان من محاصريه أن يسلم نفسه بشرط أن يأتي له البوليس بزوجته سبب مأساته. ثم طلب بعد ذلك أن يأتوا له بالكاتب الصحفي رئيس تحرير الأهرام محمد حسنين هيكل، ثم طلب أيضا أن يأتوا له بورق أبيض لأنه يريد أن يكتب مذكراته.

يكشف شعير في كتابه إلى أن الشرطة فتشت آخر شقة أقام فيها اللص في شارع محمد على، لتجد رسالة موجهه إلى رئيس تحرير الأهرم. كتبها سليمان في كراسة مدرسية، ونشر هيكل نصها في الصفحة الأولي من الأهرام، طلب اللص منه أن ينشر له الأهرام سيرته الذاتية، في حلقات، بل كتب اللص عناوين الحلقات: “محمود أمين يتكلم بعد صمت ويخص الأهرام بهذه الرسالة” وشرح لهيكل بأسلوب روائي ملئ بالأخطاء اللغوية دوافعه للسرقة، وخيانة زوجته له”. ونفي عن نفسه أن يكون ” سفاحا، بل مجرد إنسان منكوب بخيانة زوجته”. نشر هيكل الرسالة كاملة. لتنتهي قصة “السفاح” صحفيا.

ويقول شعير: مع صخب هذه الأحداث، كان هناك “عقل” آخر يتتبع، ويربط الحوادث والدوافع. ويتابع الرسائل. وينشغل بها. لم يتوقف نجيب محفوظ كثيرا أمام الصخب والضجيج الذي احدثته “أولاد حارتنا”. المعركة حولها لم تشغله طويلا، فقد كان مشغولا بالسفاح، أو اللص الغامض، والذي سيكون فيما بعد بطلا لروايته “التالية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة