محاصيل الطماطم «المفيرسة» كرة النار المشتعلة بين «الفلاحين».. من المسؤول؟

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2018 08:00 م
محاصيل الطماطم «المفيرسة» كرة النار المشتعلة بين «الفلاحين».. من المسؤول؟
الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
كتب ــ محمد أبو النور

تسببت بذور "الطماطم المفيرسة" في أزمة بين الفلاحين والجهات الرسمية المعنية، وذلك بعد خسائر بآلاف الجنيهات وضياع محصول طماطم بأكمله، وهو ما تدخلت فيه عدة أطراف للوصول إلى حل وتفسير أسباب الأزمة.

المجلس القومي للتنمية الزراعية وشؤون المصدرين، طالب الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة، بإجبار الشركة المستوردة لتقاوي الطماطم صنف «023» على تعويض المزارعيين، الذين تضرروا من تقاوي الطماطم المصابة بالفيروس، والذين تقدر أعدادهم بالآلاف بعدد من المحافظات.

الدكتور محمد عبد الرحمن السعيطي، رئيس المجلس
الدكتور محمد عبد الرحمن السعيطي

وأكد الدكتور محمد عبد الرحمن السعيطي، رئيس المجلس، أن هذه الأزمة تعد قضية أمن قومي، تسببت في ارتفاع أسعار الطماطم بالأسواق، نتيجة اللجوء إلى الاستيراد من الخارج لأول مرة، لافتًا إلى أن ذلك يأتي في الفترة التى تسعى فيها مصر إلى زيادة صادرتها إلى الخارج، جاءت تلك الأزمة التى قضت على آلاف الأفدنة من محصول الطماطم لتجبرنا من جديد على الاستيراد من الخارج.

وشدد على ضرورة التزام أجهزة الدولة بواجباتها تجاه التأكد من صلاحية أي تقاوي مستوردة للزراعة في البيئة المصرية، وإخضاعها للزراعة التجريبية قبل اعتماد قرار استيرادها؛ لحماية الأمن القومي المصري والحفاظ على رزق المزارعين.

وأعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، في بيان لها عن إصابة جميع الحقول التي تم معاينتها والمنزرعة بالطماطم مصابة بفيروس تجعد والتفاف الأوراق (TYLCV)، وأوصت بوقف استيراد هجين (023F1) طماطم وإعادة تقييمه عن طريق لجنة تسجيل الأصناف.

 

 

66668888
زراعات طماطم
 
إلغاء نظام التفويض

وقررت لجنة تقاوي المحاصيل الزراعية بوزارة الزراعة، تأجيل طلب البت في استيراد 100 مليون بذرة من تقاوي الطماطم صنف 023، لحين إعادة تقييم هذا الصنف، وفقاً لتقرير لجنة فحص شكاوى المزارعين من تقاوي الصنف ذاته.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي حضره عز الدين أبوستيت وزير الزراعة، لمناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة باستيراد تقاوي المحاصيل الزراعية، ومن بينها تقرير لجنة فحص شكاوى المزارعين من بذور الطماطم المعروفة بـ 023، حيث قررت الوزارة إلغاء النظام المتبع باتخاذ أي  قرارات بإعطاء أذون استيراد بالتفويض، وشدد على وجوب عرضها على اللجنة العامة.

وأكد أبوستيت على أهمية تطوير الأداء البحثي بمعهد بحوث البساتين خلال الفترة المقبلة، بإنتاج تقاوي متميزة من محاصيل الخضر، مع تطبيق النظام المتبع في حفظ حقوق المربي، أسوة بما يقوم به معهد بحوث المحاصيل الحقلية، للحد من عمليات استيراد تقاوي محاصيل الخضر، وتوفيراً للعملات الصعبة.

201612160236393639

زراعات الطماطم فى المحافظات

 


على الفلاحين اللجوء للقضاء

الدكتور عز الدين أبوستيت، علّق على أزمة بذور الطماطم المصابة بالفيروس والمستوردة من الخارج، عن طريق إحدى الشركات، والتى تسببت فى خسائر فادحة بحق المزارعين بمساحة آلاف الأفدنة، في عدد من المحافظات ولأكثر من مرّة، غير أنه فى المرّة الأخيرة بالأمس أكد إن المسؤولية تقع الشركة المصدرة لبذور الطماطم.

وأوضح أبوستيت، أن عدد المزارعين الذين تقدموا بشكاوى بسبب الفيروس 190 مزارعاً، وأن دور وزارة الزراعة هو إثبات صحة شكوى المزارعين من خلال لجان مختصة، لافتًا إلى أن الفيروس لم يكن مدرجاً ضمن الفيروسات التي تصيب نبات الطماطم؛ لعدم وجود أبحاث خاصة به.

وتابع أبو ستيت: «لقد قمنا بدورنا، وهو إثبات صحة شكاوى الفلاحين، ويجب على الفلاحين أن يلجأوا للقضاء ضد الشركة للحصول على التعويضات».

 

حيرة المزارعين

وتفاقمت أزمة تقاوي الطماطم الفاسدة لصنف 023، في أغسطس الماضى، وألقت بتأثيراتها المدمرة على مساحات شاسعة من المحصول في البحيرة وكفر الشيخ، نتيجة وجود بذور غير صالحة وغير مقاومة للأمراض، تسربت لأيدي المزارعين، وأصبح النبات ــ وقتها ــ غير قادر على تحمّل الأضرار المناخية والطبيعة المختلفة، ولذلك تعرّض المحصول لبعض الأمراض الفتاكة مثل «التقزم» و«التفاف الأوراق» و«تساقط الأزهار».

وأعلنت نقابة الفلاحين فى حينها، رصد ظهور أضرار شديدة وتلف لمحصول مزارعي الطماطم في محافظات كفر الشيخ والبحيرة، وكان منها عدم اكتمال النمو العقدي للثمار وتساقط الأزهار، وهو ما أرجعه خبراء الزراعة إلى وجود فيروس بالبذور، وأن جميع المزارعين عملاء لإحدى شركات توريد البذور.

 

حسين عبد الرحمن،نقيب الفلاحين
حسين عبد الرحمن نقيب الفلاحين

وأكد حسين عبد الرحمن نقيب الفلاحين في حينها أن المساحة التقديرية المصابة من الطماطم في المحافظتين، تتراوح ما بين 5 و6 آلاف فدان- طبقاً لحصر النقابتين الفرعيتين- وهي مرشحة للزيادة، خاصة مع بدء حصر المساحات في المنيا؛ لأن المحصول لا يزال صغيراً ولم تظهر عليه الإصابة.

وأوضح نقيب الفلاحين أن هناك عدد من الفلاحين قد تقدَّم ببلاغات ضد الشركة المستوردة، خاصة مَن لديه فواتير بشراء التقاوي من أقسام الشرطة؛ تمهيداً لتحويلها للنيابات والجهات القضائية المسئولة للبت فيها وتعويض المزارعين،ولفت نقيب الفلاحين إلى أن العدد الأكبر من البلاغات تمّت في قسم وادي النطرون بالبحيرة، وقسم سيدي سالم في كفر الشيخ؛للحصول على تعويض قانوني عن تلك الخسائر، علاوة على لجوء عدد منهم إلى وزارة الزراعة عبر تقديم مذكرات واستغاثات.

وأشار نقيب الفلاحين إلى أن أزمة فساد تقاوي الطماطم ستنتقل من الدلتا إلى الصعيد في غضون شهر، وقد تعرضت محافظات المنيا وبني سويف والأقصر وقنا لأضرار مماثلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق