القاهرة وموسكو تخصصان 2020 ليكون عاما ثقافيا.. عن تقارب البلدين في ملف محاربة التطرف

الخميس، 18 أكتوبر 2018 10:00 ص
القاهرة وموسكو تخصصان 2020 ليكون عاما ثقافيا.. عن تقارب البلدين في ملف محاربة التطرف
الرئيسان عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين
وجدي الكومي

اتفق الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والروسي فلاديمير بوتين، على تخصيص 2020 عاما ثقافيا بين البلدين، وذلك في الخطاب الثنائي الذي جمع الرئيسين اليوم الأربعاء.

والعلاقات الثقافية الروسية المصرية قديمة، وشهدت تبادلا علميا بين الجانبين إذ استقبلت روسيا عدد من الأدباء المصريين ليدرسوا بها، في فترة الستينات، ومنهم الأديب الكبير الراحل عبد الرحمن الخميسي، ونجله القاص أحمد الخميسي، والروائي الكبير صنع الله إبراهيم، الذي كتب روايته "جليد" عن الفترة التي قضاها في روسيا خلال سنوات السبعينات، حينما كان طالبا.

ومن أشهر الأدباء الذين سافروا إلى روسيا في منح دراسية وأدبية، كان الشاعر الكبير الراحل نجيب سرور، ولعبت حركة الترجمة دورا كبيرا في إثراء التبادل الثقافي المصري الروسي، إذ نال المترجم المصري أبوبكر يوسف ميدالية بوشكين التي تممنحها روسيا للأجانب تتويجا لإنجازاتهم في مجال التعاون الثقافي بين روسيا والدول الأخرى عام 2012، وترجم الدكتور أبو بكر يوسف عشرات الكتب الأدبية الروسية إلى العربية وأصبح واحدا من اشهر المترجمين العرب في هذا المجال الإبداعي.

 إلا أن اسمه ارتبط قبل كل شيء باسم تشيخوف، إذ أنه أول من قدّم مؤلفاته المختارة بأربعة أجزاء ولأول مرة بالعربية، وتعد حتى الآن أفضل ترجمة صدرت لمؤلفات تشيخوف باللغة العربية.

وكان أبوبكر يحلم بترجمة الأعمال الكاملة لتشيخوف إلى العربية، وتمنى أن يحقق شيخ المترجمين المصريين عن الروسية حلمه هذا من أجل ترسيخ العلاقات الأدبية الروسية – العربية و من أجل إثراء المكتبة العربية والقارئ العربي الذي مازال – ولحد الآن - بحاجة لمعرفة واكتشاف الأجواء العميقة لعوالم تشيخوف وإبداعه وفلسفته في الفن والحياة.

وترجم أبو بكر مؤلفات مختارة لبوشكين وليرمنتوف وغوغول وغوركي وكوبرين وشولوخوف وأشرف على إعادة طبع ترجمات المترجم الرائد الكبير الدكتور سامي الدروبي لروايات دستويفسكي الشهيرة وغيرها من المؤلفات الروسية الكلاسيكية، إضافة إلى مجموعة كبيرة من مؤلفات الأدباء السوفيت، ومنهم جنكيز آيتماتوف وبيكوف وماركوف وغيرهم.

ونال أبوبكر يوسف من اتحاد أدباء روسيا عام 2000 عضوية الشرف تقديرا له على مساهماته الكبيرة في نقل الأدب الروسي للعربية،  وهو أول مواطن مصري وعربي يحصل على هذا التكريم الرفيع في تاريخ اتحاد أدباء روسيا.

ومن الجيل الجديد في حقل الترجمة من الروسية للعربية، ظهر المترجمون أحمد صلاح الدين، ويوسف نبيل، والناقد الدكتور أشرف الصباغ، وآخرون ولم يزل نهر التبادل الثقافي بين الجانبين يجري لإثراء الحقول المعرفية العربية والمصرية، ولعل اختيار عام 2020 ليكون عاما ثقافيا مصريا وروسيا، سيثري المشهد الثقافي المصري، والعربي، بالمزيد من طرح المنتوج الثقافي الروسي أمام القارئ المصري والعربي.

أما عن تاريخ أبرز الترجمات التي صدرت في القاهرة للأعمال الروسية العملاقة، ولعيون الأدب الروسي، فنشطت دور النشر الروسية منذ أوائل الستينات ومنها دار التقدم الروسية، منذ عام 1963، ودار قوس قزح "رادوغا" وعملت على ترجمة الأعمال الروسية إلى العربية، واستقطبت الداران عددا من الكتاب والمترجمين العرب، أبرزهم مواهب كيالي، وحسيب كيالي، ووصفي البني من سورية، ومن العراق غائب طعمة فرمان وخيري الضامن، وأبوبكر يوسف وعبد الرحمن الخميسي من مصر، وأعادت الداران ترجمة الأعمال التي كانت قد صدرت ترجمتها مشوهة عبر لغات وسيطة، وكانت ميزة هذه الترجمات دقتها، وتزايد حجم الترجمة الروائية عن الروسية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة