مسجد الظاهر بيبرس يعود للحياة بقرار ترميم.. ماذا تعرف عن المسجد وصاحبه؟

الأحد، 21 أكتوبر 2018 01:00 م
مسجد الظاهر بيبرس يعود للحياة بقرار ترميم.. ماذا تعرف عن المسجد وصاحبه؟
خالد العناني وزير الآثار
وجدي الكومي

أجرى وزير الآثار خالد العناني، جولة تفقدية في مسجد الظاهر بيبرس بميدان الظاهر فى القاهرة، منتصف الأسبوع الماضي، وكشف الوزير في تصريحات صحفية له أمس، أن مشروع ترميم المسجد بدأ عام 2007، بالتعاون مع دولة كازاخستان، إلا أنه توقف لأسباب كثيرة والآن يجري استكماله، ومن المنتظر أن تنتهي عملية الترميم خلال عام ونصف العام.

مسجد الظاهر بيبرس
مسجد الظاهر بيبرس

أما مدير عام مشروع القاهرة التاريخية، محمد عبد العزيز، فكشف إن إجمالي قيمة التعاقدات بمشروع الترميم حوالي 76 مليون جنيه، وخصصت كازاخستان منحة قدرها 4.5 مليون دولار للمساهمة في المشروع، لكن العمل توقف بالجامع في 2011، بسبب استخدام الطوب الوردي غير المطابق للمواصفات الأثرية.

في العام 2016، تم استئناف العمل بترميم المسجد بعدما اعتمدت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية استخدام الطوب الطفلي في أعمال الترميم، ثم توقف العمل بعدما طلبت الشركة المنفذة لأعمال الترميم تعديل مقايسة الأعمال لتغير سعر الصرف وارتفاع الأسعار، مما جعل الوزير ينقل تبعية المشروع من قطاع المشروعات لإدارة القاهرة التاريخية.

تشكلت لجنة من وزارتي الآثار والإسكان وهيئة الخدمات الحكومية لدراسة الأسعار التعاقدية، والنظر في إعادة التوازن المالي للمشروع، وأنهت اللجنة أعمالها وعرضت تقريرها على مجلس الوزراء حيث تخطت مقايسة الأعمال فيها مبلغ 100 مليون جنيه.

السلطان الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري، تعود أصوله إلى كازاخستان، وهو في نظر المؤرخين المعاصرين الكبار، وعلى رأسهم قاسم عبده قاسم، المؤسس الحقيقي لدولة سلاطين المماليك، وكان قد ظهر في نهاية الدولة الأيوبية، وبينما الملك الصالح نجم الدين أيوب، مريضا يهزمه المرض، كان يدير معركة أخرى مع لويس التاسع، الذي جاء على رأس الحملة الصليبية السابعة لغزو مصر، وتمكنت من أخذ دمياط دون قتال في شهر صفر سنة 647 هجرية، يونيو 1249 ميلادية، واستقبل السلطان المريض أنباء سقوط المدينة التي حرص على تحصينها بمزيج من مشاعر المرارة والألم والغضب.

المسجد من الداخل

المسجد من الداخل

في كتابه عن حياة الظاهر بيبرس، يشير الباحث التاريخي محمود شلبي، إلى أنه اشتتراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري، ثم انتقل إلى الملك الصالح نجم الندين الأيوبي، واعتقه الصالح، وضمه إلى مماليكه البحرية، واشترك بيبرس في مؤامرة اغتيال قطز، بعد انتصارهما على التتار، ثم تولى عرش مصر بعد مقتله.

أما المسجد، فأنشأه الظاهر بيبرس في الفترة من 665 هجرية، حتى 667 هجرية، 1266 إلى 1268 ميلادية، ويشبه مخططه جامع أحمد بن طولون، ويبلغ طوله 108 متر، وعرضه 105 متر، ويتكون من صحن يحيط به أربعة إيوانات، أو ظلات، ويتكون إيوان القبلة من ستة أروقة، وكل من الإيوانيين الشرقي والغربي يتكونان من ثلاثة أروقة، والإيوان الشمالي يحوي رواقان.

استعمل الظاهر في بناء جامعه رخاما وأخشابا أحضرها من قلعة يافا بعد أن دمر هذه المدينة هي وأنطاكيا سنة 1267 ميلادية، وفقا لكمال الدين سامح في كتابه العمارة الإسلامية في مصر.

1

استولى الفرنسيون على الجامع خلال الحملة الفرنسية سنة 1798 ميلادية، وحولوه إلى قلعة، وجعلوا مئذنته برجا دفاعيا، ونصبوا المدافع على أسواره، وسكنته طائفة من الجنود الفرنسيين، فكان ذلك سببا في تخريبه، وتهدم المئذنة.

في عصر محمد علي باشا، تحول الجامع إلى مصنع للصابون، وأخذت منه أحجار، وأعمدة، استخدمت لبناء رواق الشراقوة في الجامع الأزهر، وبعد الاحتلال البريطاني لمصر سنة 1881 ميلادية، قام المحتلون بتحويل الجامع إلى مذبح، لذلك عرفت المنطقة التي بها الجامع باسم مذبح الإنجليز حتى الخمسينات من القرن العشرين، وفقا محمود أحمد في كتابه تاريخ العمارة الإسلامية بمصر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق