هل حج الملك مينا إلى سيناء ولم يوحد القطرين؟.. علماء آثار يردون على تجلي «القمني»

الجمعة، 19 أكتوبر 2018 04:00 م
هل حج الملك مينا إلى سيناء ولم يوحد القطرين؟.. علماء آثار يردون على تجلي «القمني»
صورة تخيلية
عنتر عبداللطيف

 

"ولمّا جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربّه قال ربّ أرني أنظر إليك  قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني  فلمّا تجلّىٰ ربّه للجبل جعله دكّا وخرّ موسى صعقا  فلمّا أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أوّل المؤمنين".. هكذا أخبرنا الله عز وجل فى سورة الأعراف عن قصة تجليه تبارك وتعالى لسيدنا موسى عليه السلام بسيناء فأين حدث هذا التجلى بالضبط؟ بعد أن قال الدكتور سيد القمنى فى برنامجه التجلى الأعظم أن صلاية نارمر- لوحة نارمر- تعبر عن الحج للوادي المقدس طوي، ولا تدل على توحيد القطرين، ولم تكن لتسجيل حربه بل تدل على حرب بين الملك مينا وبدو سيناء

عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس قال ردا على الدكتور سيد القمني إن كل الأدلة العلمية والتاريخية تدل على أن الملك مينا هو موحد القطرين، وأى كلام مخالف لذلك فهو عبث.

2018_4_16_16_44_44_401
 

وتابع حواس فى تصريحات  صحفية أن الملك مينا هو من وحد مصر العليا والسفلى، وأن ما قيل على لسان الدكتور سيد المقنى غير صحيح تمامًا، فهو لم يدرس الآثار ولا تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ومعلوماته حولهما ضئيلة جدًا.

صفحة تاريخ مصر القديم على فيس بوك قالت ردا على كلام الدكتور سيد القمنى :"قبل ما يبقى ترند على السوشيال ميديا ويبتدى الناس تستشهد بالكلام ده وتعتبره حقيقة لا تقبل الجدال ، يعرض سيد القمنى الآن فى بث تلفزيونى تفسير عجيب لصلاية نارمر حيث أنه يزعم ان الصلاية تعبر عن الحج للوادي المقدس طوي , فى عجالة التأويل يعتمد على تفسير شخصى للأمور بدون خلفية عن مكان العثور على الأثر وعرض آثار مشابهة له ليخرج بإستنتاج صحيح".

تابعت الصفحة:"وهذا التفسير ليس الأول من نوعه فالبعض يخرج فيقول أن معبد ابو سمبل هو كهف أهل الكهف , وآخرون أن تمثال ابو الهول هو لإبراهيم النبى أو لإدريس النبى إلى ما آخره من تلك الأطروحات الخرافية العجيبة التى تلعب على الخيال البحت ويتخفى أصحابها تحت ثوب العلم والحديث المنمق بينما ما يطرح هو خرافات بحتة".

sd]
 
 

اختتمت الصفحة قائلة:"لذلك نعلن عن خطأ هذا التفسير ولمن يريد تصديقه فله كامل الحرية ولكن ما تم طرحه لا يمت بصلة للواقع الاثرى بصلة ولا يعتد به علميا .. سيتم تفنيد ما طرح فى تلك الحلقات بشكل مستفيض لاحقا".

وكان الدكتور سيد القمنى قد قال عن قصة جبل التجلى في برنامجه "أرض التجلي" أن صلاية الملك نارمر ليست لتسجيل حادث توحيد القطرين، وهو ما يستتبع أن الملك مينا ليس هو موحد القطرين، وأنها كانت لتسجيل حرب عظيمة دارت في سيناء بين الملك مينا وبين البدو، وأن الملك مينا لقب بلقب فرعون.

يقول المؤرخ بسام الشماع عضو الجمعية التاريخية، وعضو اتحاد الكتاب ردًا على الدكتور سيد القمني إن صلاية الملك نعرمر "نارمر" حتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي، كان القول حولها ثابت ولم يكن هناك جدل معين حول تفسيرها.
 
وتابع الشماع إن صلاية نعرمر دائمًا كان يتم تفسيرها على أنها ترمز لتوحيد القطرين الشمال والجنوب على يد الملك نعرمر، ولم تكن ترى في غير هذا الإطار.

وفق تصريحات الدكتور "الشماع" فإنه :"وبعد حقبة الثمانينيات -والكلام للشماع- بدأت تظهر عدة نظريات وأفكار أخرى حول الصلاية، فمن قول عالم أن هذه المشاهدات قد تكون مشاهد تحذيرية، لقول آخر أنها رمزية لقوة الملك ولا تشير لمعركة حقيقية على أرض الواقع، حيث ترمز لقوى الملك وغيرها من هذه المعاني".

وتابع الشماع، قائلًا إن المشهد على الصلاية يُظهر اسم الملك نعرمر، ويوجد آثار اكتشفت للملك بالفعل فمعنى ذلك أن الملك نعرمر ليس شخصية أسطورية أو وهمية وإنما هو شخصية حقيقية.

315
 

 

وعن الصلاية نفسها قال الشماع إنها تمثل الملك نعرمر وهو يقبض على أسير حرب ويهم بضربه بالمقمعة، والأسير ذو لحية، وبجانبه حرفين بالهيروغليفية أحدهما "ور" والثاني "ش" والأول يعني رمح والثاني حوض مياه، ووجود الإله حورس في الصلاية وبيده حبل يخرج من أنف الأسير، وفي تفسير الحبل أنه رمز لسحب الحياة من الأسير وتفسير آخر انه يقود الأسير من أنفه، كما يوجد 6 زهرات بردي حيث تعني زهرة البردي الرقم 1000، مما يعني أن حورس قبض على أو قدم أو سقط عدد 6000 أسير.

 

وهناك تفسير يقول أن البردي يشير للشمال أي أن الأسير من الشمال، فيعني المشهد أن رجل الجنوب انتصر على رجل الشمال، التي هي أرض البردي أو الدلتا،كما أن هناك رأي يفسر أن هؤلاء ليبيين أو مصريين شماليين، وكل ذلك يؤيد فكرة توحيد القطرين.

اقرأ أيضا أثري يحدد إحداثيات منطقة غرق فرعون ونجاة النبي موسى بالبحر الأحمر

وتابع الدكتور الشماع:" أن الصلاية ذات وجهين الأول يمثل الملك نعرمر يرتدي التاج الأبيض، وهو تاج الشمال، وفي الوجه الآخر يرتدي الملك تاج الجنوب التاج الأحمر، وهو ما يشير إلى أنه هيمن على الشمال، وهو ما يشير بالتالي للتوحيد الذي قام به نعرمر".

 

ن
 

 

وقال الدكتور الشماع  إن مسألة ذهاب نعرمر حاجًا إلى سيناء أمر مستبعد تمامًا، فمعنى ذهابه حاجًا فذلك يعني أنه يعرف إله موسى عليه السلام، فكيف ذلك والصلاية بها ربين من أرباب قدماء المصريين الأسطورية، وهما حورس و الربة بات البقرية الموجودة أربع مرات أعلى وجهي الصلاية، وعرفت فيما بعد باسم حتحور.فأين ذكر الرب الذي حج إليه نعرمر وكيف كان هذا الحج، ومسألة حامل الخفين هي مسألة متكررة في التاريخ المصري القديم، فهل كل ملم له حامل خفين سنقول عنه أنه ذاهب إلى سيناء يحج.

 

وأضاف  الدكتور الشماع :"أن كل التفسيرات والإشارات السابقة لم تأت أو تشير إلى اسم سيناء من قريب أو بعيد، وقد يكون هناك إشارة للفن الآسيوي بسبب الحيوانين الأسطورين الموجودين على الصلاية، وقد يكون الشمال محتل من قبائل ليبية أو آسيوية وتم طردها، ولكن لازلنا لا نملك إشارة واحدة لسيناء".
 
 
 
يفسر ابن كثير آية التجلى بقوله:" يخبر تعالى عن موسى ، عليه السلام ، أنه لما جاء لميقات الله تعالى ، وحصل له التكليم من الله  تعالى سأل الله تعالى أن ينظر إليه فقال" رب أرني أنظر إليك قال لن تراني".

 

وقد أشكل حرف " لن " هاهنا على كثير من العلماء :لأنها موضوعة لنفي التأبيد ، فاستدل به المعتزلة على نفي الرؤية في الدنيا والآخرة . وهذا أضعف الأقوال ; لأنه قد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة ، كما سنوردها عند قوله تعالى :" وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة" "القيامة : 22 ، 23".

 

وقوله تعالى إخبارا عن الكفار :"كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون" "المطففين : 15"، وقيل : إنها لنفي التأبيد في الدنيا ، جمعا بين هذه الآية ، وبين الدليل القاطع على صحة الرؤية في الدار الآخرة .

وقيل : إن هذا الكلام في هذا المقام كالكلام في قوله تعالى :"لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير" وقد تقدم ذلك في الأنعام "الآية : 103 ".

وفي الكتب المتقدمة أن الله تعالى قال لموسى ، عليه السلام : " يا موسى ، إنه لا يراني حي إلا مات ، ولا يابس إلا تدهده " ; ولهذا قال تعالى :"فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا".

اقرأ أيضا طقس إسلامي على شرف نبي اليهود.. هكذا يتبقل الله صيام عاشوراء

قال أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسير هذه الآية : حدثنا أحمد بن سهيل الواسطي ، حدثنا قرة بن عيسى ، حدثنا الأعمش ، عن رجل ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما تجلى ربه للجبل ، أشار بإصبعه فجعله دكا " وأرانا أبو إسماعيل بإصبعه السبابة.

 

 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق