مارك يملك أكبر 4 بوابات سوشيال ميديا.. هل يكتب إنستجرام فصل النهاية في أزمة فيسبوك؟

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018 01:00 م
مارك يملك أكبر 4 بوابات سوشيال ميديا.. هل يكتب إنستجرام فصل النهاية في أزمة فيسبوك؟
مارك زوكربيرج والسوشيال ميديا

شهدت الآونة الأخيرة، حربا ضارية من شأنها أن تحد من انتشار موقع «فيسبوك»، الذي يستضيف نحو 2 مليار مستخدم شهريا. ذلك على خلفية عدم وضع معايير للأخبار المتداولة على شبكة موقع التواصل الاجتماعي الأشهر والأكثر انتشارا حول العالم.
 
نهيك عن أزمة تسريب البيانات والمعلومات، والتي اعترف مارك زوكربيرج، مؤسس موقع «فيسبوك»، أنها حدثت بالفعل أمام الكونجرس الأمريكي قبل بضعة أشهر. ويبدو أن أزمة «فيسبوك» لن تمر مرور الكرام، خاصة وأن الرئيس الأمريكي يظهر بين الحين والأخر ويتحدث عنها، وعن آليات الحد من انتشار الأخبار الكاذبة، بالإضافة إلى تسريب البيانات.. ولعل أخر مرة تحدث فيها «ترامب»، عن «فيسبوك» كانت (الأحد).
 
مارك زوكربيرج والسوشيال ميديا
 
«فيسبوك».. والذي يقوده العقل الإلكتروني مارك زوكربيرج، يبدو وأنه يسعى للتحايل من جديد، حتى لا تصيبه سهام العقوبات الدولية، بسبب تسريب البيانات الشخصية، وعمليات الاختراق، عن طريق وضع بدائل وحلول أخرى، ذلك في الوقت الذي بدأت عدد من الدول تدرس ضرورة إنشاء مقرات لموقع التواصل الأشهر على أرضها، بالإضافة إلى وضع ضرائب على الإعلانات التي يتم عرضها والتربح منها لصالح مؤسس الموقع.
 
يبدو أن مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك، قد توقع تلك الأزمات قبل فترة طويلة، وهو ما دفعه لمحاولة السيطرة الكاملة، والإنفراد بعالم السوشيال ميديا، ذلك بعد أن اشترى: «تويتر، واتس اب، وإنستجرام»، وربما منحت الثلاث بوابات الإلكترونية «مارك»، السيطرة الكاملة على عالم السوشيال ميديا، وربما كانت أيضا مخرجا لمؤسس فيس بوك.
 
مؤخرا، بدأ نشاط مارك زوكربيرج، يتزايد في دعم البوابات الثلاثة الأخرى: «تويتر، واتس اب، وإنستجرام»،  لعالم السوشيال ميديا، ودعمهم بالعديد من المميزات الإضافية، ولعل: «إنستجرام»، حصد نصيب الأسد من مراحل التطوير، خاصة وأنه يعد النافذة الأقرب والتي يمكن أن يدعمها «مارك»، في حالة زيادة الضغط على «فيسبوك».
 
«إنستجرام»، والذي اشتراه مارك زوكربيرج، في عام (2012) بنحو مليار جنيه فقط، كان يضم (30) مليون مستخدم فقط، ولعل إمكانياته المحدودة آنذاك كانت السبب، فقد اقتصرت إمكانيات «إنستجرام»، في ذلك الوقت على، «تعديل الصور»، عن طريق مجموعة «فلاتر»، مرفقة مع التطبيق.
 
وفي أعقاب بسط سيطرة مارك زوكربيرج، على تطبيق «إنستجرام»، بدأ في إضافة العديد من التعديلات، التي كانت السبب في مضاعفة استخدام تطبيق الصور الأشهر، وربما كانت إطلاق تطبيق «سنا بشات»، دافع أكبر لمضاعفة إمكانيات «إنستجرام»، حتى يستأثر بجمهور وعشاق الصور منفردا. وعلى الرغم من المنافسة إلا أن الأرقام والمؤشرات تؤكد أن «إنستجرام» يسير بوتيرة ثابتة في تجاه بسط سيطرته على عالم ميديا الصور.
 
كانت من أول المميزات التي منحها مارك زوكربيرج، لـ«إنستجرام»، هي إمكانية إجراء محادثات مع أشخاص آخرين، بالإضافة إلى نشر مقاطع الفيديو وملفات (GIF)، والت تجذب الكثيرين، فضلا عن أن «إنستجرام»، منصة مخصصة للهواتف الذكية، وهو ما يضمن استخدامه أكثر من فيس بك، ومع استهلاك 80٪ من المحتوى الاجتماعى عبر الهواتف الذكية، فإن هذه الميزة الهيكلية تصب فى صالح انستجرام.
 
(stories).. على الرغم من وجود ميزة القصص على «فيسبوك، وسناب شات، وواتس آب»، إلا أنها على تحظى بشعبية كبيرة للغاية على «إنستجرام»، وهذا ليس مفاجئا، لأن «فيسبوك» أدرك ذلك جيدا من البداية، وعندما قرر فريق فيس بوك سرقة ميزة القصص من «سناب شات» اختار «إنستجرام» المنافس الأول لموقع الصور، لدمجها داخله وليس فيس بوك.
تويتر
 
ولعل اعتماد موقع «إنستجرام»، على الصور، كان الهدف منه جذب المراهقين، وعشاق التصوير، ويبدو أن مخطط «مارك»، في هذا الأمر قد نجح، بالإضافة إلى التسويق، فنظرا لأنه موقع يعتمد على الصور بشكل أساسي فإن العلامات التجارية استغلته بشكل كبير لصالحها خلال السنوات الماضية.
 
كما تمت إضافة بعض المزايا التي تتيح للعلامة عرض الأسعار والتفاصيل على صور المنتجات التي يتم نشرها عبر حساباتهم على المنصة، بالإضافة إلى تمكين الشراء من الصورة مباشرة، دون الحاجة إلى مغادرة إنستجرام لزيارة موقع العلامة التجارية على شبكة الإنترنت، هذا سيؤدي إلى تحويل «إنستجرام» إلى مركز تجاري للمنتجات.
 
وبالمقارنة مع «فيسبوك، فأن «إنستجرام» يشعر المستخدم بأنه أكثر إيجابية، ووجد استطلاع رأي (87%) من المستخدمين يعتقدون أن «إنستجرام» هي الشبكة الاجتماعية الأكثر إيجابية، ويرجع هذا إلى الخلافات السياسية والنقاشات الحادة التي تحدث على «فيسبوك» وتثير غضب المستخدمين، بالإضافة إلى الحملات الموجهة.
 
 
وعلى جانب الأمان، فخلال الفترة الماضية تعرض موقع «فيسبوك»، لسلسلة من الأزمات التي عرضت بيانات ملايين من المستخدمين للخطر، أحدثها عملية اختراق للموقع تسببت في اختراق (30) مليون مستخدم، وقبلها تمكنت شركة استشارات سياسية تحمل اسم «كامبريدج أنالتيكا» من الوصول لبيانات (87) مليون مستخدم بشكل غير قانوني، وهو الأمر الذي جعل المستخدمين يفقدون الثقة في «فيسبوك» بشكل كبير ويتوجهون إلى إنستجرام.
 
انستجرام
 
وعلى الجانب الرقمي، فمن السهل أن يأخذ «إنستجرام» مكانة «فيسبوك»، بين الشبكات الاجتماعية، إذ يمتلك بالفعل مليار مستخدم نشط شهريا، وأكثر من (80%) من مستخدمي «إنستجرام»، الآن خارج الولايات المتحدة، وتنمو الخدمة بسرعة خاصة في أجزاء من آسيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط.
 
وهو ما يطرح سؤال هاما.. هل كان مارك زوكربيرج، مؤسس «فيسبوك»، يسعى بضمه لـ: «تويتر، وواتس أب، وإنستجرام»، أن يتجنب جميع الأزمات التي يمكن أن تواجهه في المستقبل، وأن يحول جمهوره بين المنصات الاجتماعية التي يملكها، حتى لا يخسر جمهوره، والربح الذي يتجاوز المليار سنويا، والذي جعله رابع أغنى أغنياء العالم.
 
يذكر أن شركة تريليوم التي تمتلك نحو 11 مليون دولار من أسهم فيسبوك، تقدمت بمقترح عاجل للخروج من الأزمة، تطالب من خلاله بتخلي مارك زوكربيرج عن منصبه كرئيس لمجلس إدارة فيسبوك، على أن يحتفظ بمنصبه كرئيس تنفيذي فقط.
فيس بوك
 
وبررت تريليوم هذا المقترح بأن رئيس مجلس الإدارة يجب أن يكون بعيدا عن العمل التنفيذي بالشركة، أسوة بما يحدث في شركات تقنية عملاقة أخرى. وأضاف مقترح «تريليوم» أن زوكربيرج يستغل امتلاكه 60% من أسهم فيسبوك للسيطرة على القرارات الفردية التي يتخذها وهو ما يؤثر على عمل الشركة.
 
وفي حالة الضغط في هذا الاتجاه، فإن مارك زوكربيرج سيكون «كبش الفداء» للخروج من المأزق الذي تتعرض له فيسبوك حاليا، خاصة وأن توقعات المحللين الماليين تشير إلى أن الشركة ستفقد المزيد من قيمتها السوقية خلال النصف الثاني من العام المالي 2018.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة