مصطفى النجار.. أين اختفى «دبدوب الثورة»؟

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018 02:00 م
مصطفى النجار.. أين اختفى «دبدوب الثورة»؟
مصطفى النجار
أمل غريب

 

نجحت الحملة الإعلامية المسعورة التي شنتها جماعة الإخوان الإرهابية والأختين شقيقات الشيطان «تركيا وقطر» عبر منصاتهما الإعلامية والمواقع الإخبارية ووسائل الإعلام المختلفة، عن قضية اختفاء الكاتب الصحفي السعودي «جمال خاشقجي»، حتى صارت هي القضية الأولى التي شغلت الرأي العام الدولي على مدار 15 يوما، واستطاعت بخبث ودهاء يحسدون عليه تجنيد مواقع التواصل الاجتماعي والكتائب الإلكترونية بتدويل القضية، ورصدت لها أموالا طائلة بلغت ملايين الدولارات، منحتها لكتاب صحفيين في صحف أجنبية عالمية، مثل الواشنطن بوست والجارديان، للحديث عن القضية الغامضة، وسخرت من خلالها أقلاما مدفوعة الأجر للنيل من سمعة المملكة العربية السعودية وولي عهدها، في خطة ممنهجة شديدة التعقيد وبالغة الذكاء، لتجييش الرأي العام العالمي لصالح القضية.

حتى أنها نظمت مظاهرات أمام القنصلية السعودية في اسطنبول، ضمت كل الإعلاميين والسياسيين الهاربين في تركيا، تزعمهم بالطبع شيطانهم الأعظم أيمن نور مالك قناة الشرق، وظهرت معه وجوه كانت اختفت منذ وقت طويل وغابت عن المشهد السياسي العام، ومنهم الناشط السياسي عبد الرحمن يوسف القرضاوي الذي لا يوجد لهما سويا أي صورة تجمعهما معا، إلى جانب الناشطة اليمنية الإخوانية توكل كرمان، التي اختارت استثمار الوقفة الاحتجاجية قبل توجهها بيوم واحد لحضور القمة العالمية للشباب في لاهاي بالهند، إلى جانب مذيعي القنوات الإخوانية والعاملين بقناة الشرق، هشام عبدالله وزوجته غادة نجيب، شريف دياب، وبالطبع دعاء حسن سكيرتيرة أيمن نور، وغيرهم كثيرين، وذكرتنا عملية البث المباشر للوقفة الاحتجاجية على قنوات الشرق ومكملين ووطن والعربي، بالمشاهد التي كانت تبثها قناة الجزيرة خلال الأحداث العصيبة التي كانت تقع منذ ثورة 25 يناير، وترسل من يهتف وسط الحشود «الجزيرة فين إحنا اهو»، إلا أنه كان هناك سؤلا يشغل بال الكثيرين، عما تريده تركيا وقطر من حملتهما المسعورة وما الطائل من ورائها؟

جمال خاشقجى
جمال خاشقجى

تبينت ملامح اللعبة الاستخباراتية التي أدارتها تركيا وقطر، ضد المملكة العربية السعودية، فور التلميح بإمكانية فرض عقوبات دولية على المملكة، بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية والمانيا، في اللعبة، والتي وضحت من خلال التصريحات التي خرج بها الرئيس دونالد ترامب، وحديثه لوسائل الإعلام العالمية عن إرسالة لوزير خارجية بلادة مايك بومبيو في رحلة مكوكية إلى اسطنبول والرياض للقاء الملك سلمان ورجب أروغان، والتوصل لحلول بين البلدين، التي اتبعها بيان السعودية باعترافها بموت خاشقجي داخل القنصلية وقرارها بعزل 18 شخصية كبيرة داخل جهاز الاستخبارات السعودي، إلا أن الحرب التي تديرها تركيا وأذرعها الإعلامية لم تتوقف بعد كل هذه القرارات الحاسمة داخل الديوان الملكي بالرياض، ولايزال أردوغان يمارس ابتزازه السياسي على السعودية حتى بعد اعترافها، لكن اللعبة التي نجحت في الرياض بدأت فصولها من جديد لكن هذه المرة داخل مصر.

توكل كرمان اثناء وقفه امام القنصليه السعوديه فى اسطنبول
توكل كرمان أثناء وقفة أمام القنصلية السعودية في إسطنبول

وعجت مواقع التواصل الاجتماعي يوم 16 أكتوبر الجاري، بحملة خططت لها على استحياء، تتساءل عن مكان وجود الناشط السياسي والبرلماني السابق مصطفى النجار، وأحد مؤسسي حزب العدل، والذي كتب مقالا طويلا ونشره عبر حسابه على الفيسبوك، قبل يوم من نظر جلسة الطعن أمام محكمة النقض 15 من نفس الشهر، في القضية التي يحاكم بصددها ومعه 17 أخرون في القضية المعروفة إعلاميا باسم «إهانة القضاء»، إلا أنه بدأ مقاله بجملة تثير الريبة، قائلا:«عزيزى القارىء إذا كان باستطاعتك قراءة هذا المقال الآن فهذا يعني أن كاتبه قد صار خلف الأسوار في أسر السجان»!.

وهو ما يشير إلى أن النجار كان على علم بموعد نظر قضيته، فهل كان لكنه بالتأكيد لم يكن يعلم بالحكم الذي ستصدره المحكمة، واستبق حكمها بتأييد حكم المحكمة بالحبس والغرامة؟ ولماذا كتب مقاله هذا في نفس توقيت نظر القضية؟ وأين اختفى؟ ولم يظهر أحدا في أفق عالم مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضي، ليجيب عن هذه التساؤلات التي تتسائلها اللجان الالكترونية التابعة للجماعة الإخوان الإرهابية وبعض الحسابات الوهمية التابعة لهم، ناهيك عن دخول شخصيات إخوانية بعينها وتصدرها المشهد والتساؤل عن مكان اختفاء النجار.

اللجان الالكترونيه التابعه لجماعه الاخوان
اللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان

الحملة التي تبنتها جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها منذ 14 أكتوبر، زعمت أن مصطفى النجار، تعرض لـ «الاختفاء القسري» من قبل قوات الأمن، ومنهم الهارب محمد محسوب وزير الدولة الشؤن القانونية والبرلمانية في حكومة المعزول محمد مرسي، والذي كتب عبر حسابه على الفيسبوك:«عندما تنفي السلطة علم أجهزة الدولة بمكان الدكتور مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق ورئيس حزب العدل بينما تعتقله منذ اسبوعين..فالرجل يكون في خطر داهم... أرجو أن يكشف عن مكان احتجازه سريعا... وأن يتعظ من يستخفون بأرواح وحقوق المواطنين مما يجري.. فهو ليس ببعيد عنهم»، وهي نفس اللغة التي استخدمتها اللجان الالكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها في إثارة قضية اختفاء «جمال خاشقجي».

الجزيره مباشر مصر
الجزيرة مباشر مصر

الهيئة العامة للاستعلامات، أصدرت بيانا رسميا، ردت فيه على ما أثارته بعض وسائل الإعلام الأجنبية حول النجار ونشر أخباراً بإلقاء القبض عليه، وإشاعة البعض الآخر بأنه مختف قسرياً، وأكدت أن الجهات المختصة في مصر تنفي نفياً قاطعاً أن النجار ألقي القبض عليه من الأجهزة الأمنية أو أنه سلم نفسه إليها، وأنه لا صحة مطلقاً لأي إشاعات حول ما يسمى باختفائه قسرياً، وأنه لا يزال هارباً بكامل إرادته من تنفيذ الحكم القضائي الصادر عليه.

وأضافت الهيئة، أن كل ما هو خلاف هذا ليس سوى ادعاءات لا أساس لها من الصحة وتأتي في سياق محاولته التهرب من تنفيذ الحكم الصادر عليه، مستندة إلى أن مصطفى النجار هارباً من تنفيذ الحكم الصادر عليه بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات في القضية 478 لسنة 2014 «إهانة القضاء» منذ صدور الحكم في 30 ديسمبر 2017، كما أنه تقدم عبر محاميه بالطعن على الحكم أمام محكمة النقض، والذي يستلزم قبوله شكلاً، أن يكون المتهم سلم نفسه للسلطات الأمنية لتنفيذ الحكم قبل جلسة نظر الطعن بيوم واحد على الأقل، وانعقدت الجلسة يوم 15 أكتوبر، دون أن يسلم النجار، نفسه في الموعد السابق ذكره ولم يحضرها.

مقال عبد الرحمن يوسف القرضاوى
مقال عبد الرحمن يوسف القرضاوي

بالربط بين الحملة المستعرة التي تشنها جماعة الإخوان الإرهابية، لتصدير مشهد وهمي عن اختفاء مصطفى النجار، ومن أجل ذلك سخرت آلاتها الإعلامية لنشر مزاعم زائفة، وكان المحرك الرئيسي لهذه المزاعم هو الموقع الرسمي لقناة «الجزيرة مباشر مصر»، الذي نشر أخبارا عن اختفاء مصطفى النجار، واستخدامهم لصفحات وهمية تديرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، والمقال الذي كتبه ابن إمام الإرهابيين عبد الرحمن يوسف القرضاوي، كلها مؤشرات تؤكد إلى وجود ثمة رابطة بين ما تتداوله من أكاذيب عن النجار، وبين اللعبة القادمة التي هم بصددها داخل مصر خلال الأيام القادمة، فهل ستلعب تركيا وقطر، بهذه الورقة ضد مصر مثلما فعلتها مع السعودية؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة