بعد بيعها بنصف مليون جنيه.. كيف وصف حزب المؤتمر الأفريقي لوحة «جثة مانديلا»؟

تسببت لوحة «جثة ماندلا» فى عاصفة كبيرة جدا من الغضب منذ 8 سنوات، وذلك لأنها تنتهك كرامة نيلسون مانديلا -حسبما وصفها حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى بجنوب أفريقيا- والتى تم بيعها مؤخرا لشخص مجهول بمبلغ 450.000 راند ـالعملة الرسمية لجنوب أفريقياـ أى بما يعادل نحو نصف مليون جنيه مصرى.

رسم لوحة «جثة ماندلا» الفنان الهولندى، يول داماسو، فى القرن السادس عشر الميلادي، حيث تصور اللوحة مجموعة من طلبة الطب وهم يتحلقون حول طبيب أثناء تشريحه إحدى الجثث، وتظهر اللوحة أيضا جسد "مانديلا"، وهو يخضع للتشريح، فى حين يحتشد حوله زعماء بارزون، إلا أن الفنان الهولندى ييول داماسو، قال إن هدفه هو جعل الناس يواجهون فكرة الموت.

وأثار بيع اللوحة العديد من التساؤلات أبرزها هل سيتم رؤيتها علنا ​​مرة أخرى أمام الجمهور؟، ولكن المشترى -بحسب ما ذكر موقع "بيزنيس انسيز"- أفسد على الجميع الأسئلة التى ستدور حول رؤية اللوحة من جديد، حيث أكد المتحدث الوطنى السابق للمؤتمر الوطنى الأفريقى، جاكسون ماثيمبو، أن اللوحة عنصرية جدا، وأنهم يدينون بشدة الممارسة والترويج لحرية التعبير وحرية الفنون التى لا تعرف حدودا.

وكانت جنوب أفريقيا تعرضت على مر العصور لكثير من الأزمات والمشاكل المحلية والدولية، والتى كان بينها نظام الفصل العنصري الذى واجهه الزعيم الأفريقي، نيلسون مانديلا، والذي يعتبر رمزا من رموز السلام العالمي، حيث كرس حياته لخدمة شعبه والبحث عن الأمن والسلام، فقد كان مانديلا أول رئيس "أسود" لدولة جنوب أفريقيا، حيث ولد بإحدى قرى مقاطعة أوماتاتا بجنوب أفريقيا، ودرس بجامعة فورت هير، وجامعة ويتواتراستد، ثم انتقل للعيش في جوهانسبورج، حتى انخرط في السياسة المعادية للاستعمار.

ويعتبر "منديلا" سياسي معارض لنظام الفصل العنصري المنتشر بجنوب أفريقيا، وتم انتخابه في أول انتخابات جمعت جميع الأعراق، وعملت حكومته على التخلص من نظام الفصل العنصري من خلال عدة وسائل كان أهمها التصدي للعنصرية بالمؤسسات المختلفة، كما حاربت حكومة منديلا الفقر والبطالة، وشجعت على انتشار العدل والمساواة، وتقوية المصالح المشتركة بين مختلف الأعراق والأجناس بجنوب أفريقيا.

كان لـ"مانديلا" مواقف يشهد لها التاريخ، حيث جاهد للحد من العنف والفقر، واستبدالهما بالأمن والحياة الكريمة والسلام، من خلال توليه الكثير من المناصب الحساسة، مثل رئاسة المؤتمر الوطني الأفريقي لمدة 6 سنوات، وبعدها تولى منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز لسنة واحدة، وكان منديلا مصابا بعدوى في الرئتين على إثرها فارق الحياة في 5 ديسمبر عام 2013 بمدينة جوهانسبرج.