في ذكرى رحيل «الأميرة إنجي».. مريم فخر الدين الجميلة الرقيقة المتربعة على القلوب

السبت، 03 نوفمبر 2018 02:00 م
في ذكرى رحيل «الأميرة إنجي».. مريم فخر الدين الجميلة الرقيقة المتربعة على القلوب
بوستر فيلم السماء لا تنام لمريم فخر الدين
وجدي الكومي

"أنا بقى هقول لك دخلت الفن ازاي.. لما كان عندي 15 سنة، قلت لأمي المجرية، يا ماما أنا عاوزة صورة، كان بابا لا يمكن يسمح لي أنا وماما أننا نروح نتصور.. روحنا من وراه للمصور، الذي سألنا: عاوزين صورة خاصة ليكم.. ولا صورة لمجلة الإيماج الفرنساوية..؟"

مريم فخر الدين
مريم فخر الدين

التقط المصور الصورة، وظهرت الصورة، وتم إرسالها إلى مجلة الإيماج، وفازت صاحبة الصورة بالمركز الأول، وأرسلت المجلة خطابا إلى صاحبة الصورة، فسقط الخطاب في يد الأب، الذي غضب، وكاد يطلق أمها المجرية، وبدأ الصحفيون يتوافدون، ثم من بعدهم المنتجون، جاء أنور وجدي أولا، فطرده والدها، ثم جاء بعده آخرون، إلى أن قبل والدها قصة "ليلة غرام" التي جاء بها أحمد بدرخان، وقرأها ووجدها تتحدث عن البنت الشريفة.

هذه كانت قصة دخول الأميرة إنجي إلى الفن عام 1951، تحكي مريم فخر الدين، التي تحين اليوم ذكرى رحيلها، في الثالث من نوفمبر عام 2014، عن والدها المتشدد الذي رفض دخولها الفن، حيث كانت تبلغ من العمر آنذاك 17 عاما.

اقرأ أيضا: مؤلف وممثل ومخرج ومنتج.. «عز الدين ذو الفقار» شركة إنتاج سينمائية مكتملة الأركان

كانت مريم فخر الدين طالبة في المدرسة الألمانية، ووالدتها باولا المجرية الجنسية، ولم تكن تتوقع أن تكون صورتها في مجلة الإيماج الفرنسية، جواز سفرها إلى عالم الفن، وطرق المنتجين لبابها، في العام 1951، ظهرت البرنسيسة، الجميلة مريم فخر الدين في أول أفلامها الذي أخرجه المخرج أحمد بدرخان، بعنوان "ليلة غرام".

بوستر فيلم السماء لا تنام
بوستر فيلم السماء لا تنام

كان هذا الفيلم فاتحة خير على البرنسيسة، إذ توالت أعمالها في مطلع الخمسينات، فشاركت في فيلم "السماء لا تنام"، و"المساكين" عام 1952، الأول كان من تأليف صالح جودت، وإخراج إبراهيم عمارة، وكان الثاني من إخراج وتأليف حسين صدقي، واستمر عملها الغزير، فصارت مريم فخر الدين واحدة من نجمات الخمسينات باقتدار، خاصة بعدما توالي ظهورها في أفلام نافدة على الجنة، والشك القاتل، عام 1953 بمعدل فيلمين لكل عام.

وفي 1954 ظهرت في الأرض الطيبة، و"شيطان الصحراء" و"وعد" و"رسالة غرام"، ونصل إلى عام 1957 لتلعب دور البطولة في فيلمها الأشهر "رد قلبي" الذي منه اكتسبت لقب "الأميرة إنجي" و"البرنسيسة"، ثم في نفس العام نتعرف على وجه آخر من وجوه مريم فخر الدين، وهو الممثلة المنتجة، إذ بعد دخولها عالم الفن بست سنوات، تقرر مريم فخر الدين لأول مرة أن تنتج فيلمين، هما "أنا وقلبي" و"رحلة غرامية" يخرجهما محمود ذو الفقار، وأعطت مريم فخر الدين الفرصة لشقيقها يوسف فخر الدين، أن يمثل في الفيلمين، كما منحته الفرصة الثالثة في العام الذي يليه بفيلمه شباب اليوم.

يقول الناقد السينمائي محمود قاسم، في كتابه "تاريخ السينما المصرية قراءة الوثائق النادرة"، إن مريم فخر الدين كونت ثنائيا مع محمود ذو الفقار، الذي أخرج لها الأفلام الثلاثة، كما شارك بكتابة السيناريو، واشترك الملحن محمد الموجي بالغناء والتمثيل والتلحين.

اقرأ أيضا: توفيق الحكيم بين الفكر والسياسة بدار الكتب.. عندما انحاز صاحب «أهل الكهف» لثورة 1919

كانت مريم فخر الدين نجمة السينما عام 1957، بلا منازع، على الرغم من منافسة صباح وشادية، وساهمت أدوارها "الفتاة البريئة" أو المرأة المغلوب على أمرها، مثل دورها في فيلم "لا أنام" مع يحي شاهين، وفاتن حمامة، في أن يحبها الجمهور، ويتعاطف معها، مثل دورها كبائعة بليلة، تضع الإيشارب على رأسها وتحافظ على سر لص تائب، حتى لو أدى ذلك إلى توريطها في جريمة هي بريئة منها، في فيلم "طاهرة" إخراج محمود إسماعيل، كما لعبت دور زوجة الأب التي تدبر لها ابنته المكائد في "لا أنام".

1

لم يكن محمود ذو الفقار شريك عمل فقط لمريم فخر الدين، بل كان شريك حياة أيضا، إذ تزوجته عام 1952، وأنجبت منه ابنتها إيمان، وظلا زوجين لمدة 8 سنوات، وفي عام 1960 انفصلت عنه، وتزوجت من محمد الطويل، الذي كان يعمل طبيبا، واستمر زواجهما 4 سنوات، وأنجبت منه ابنها أحمد، وعام 1968 واجهت مريم فخر الدين مشكلات زوجية، فانفصلت عن زوجها، ولم تجد عملا، وكان الإنتاج السينمائي يمر بأزمة في أعقاب حرب 1967، فبدأ الفنانون يسافرون إلى لبنان، فحذت حذوهم بحثا عن فرصة عمل في السينما، قبلها خاطبت مريم فخر الدين ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك، وطلبت منه أن تعمل في فيلم من أفلام جهاز السينما، فوعدها بالعمل في فيلم بعد 8 أشهر، ما جعلها تحسم أمرها بالسفر إلى لبنان، والعمل فيها بمجموعة من الأفلام بعدما قابلت المخرج ألبير نجيب، الذي قال لها: "والله أنت بنت حلال، دا فيه منتج لبناني طالبك عشان تعملي فيلم".    

اقرأ أيضا: مئوية ثورة 1919.. عندما ثار غضب الشعب المصري ضد المحتل البريطاني

رحلت مريم فخر الدين بعدما تركت في السينما المصرية علامة لا تنسى، واليوم رغم مرور أربعة أعوام على رحيلها، إلا أن ذكراها باقية في القلوب، ولم تزل مريم فخر الدين كلما عُرض عملُ من أعمالها، تلوح في القلوب البهجة التي خلفتها وأثرها لا يزول.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق