الاستثناءات الأمريكية من العقوبات الإيرانية في صالح تركيا.. ومن أيضا؟

في الوقت الذي بدأت فيه أمريكا تطبيق العقوبات على إيران، التي تستهدف صادرات النفط للعديد من دول العالم، وجدت مطالبات بعض الدول استجابة لدى  الإدارة الأمريكية، قالت الصحف الأمريكية «آذانا صاغية»، مشيرة بذلك إلى الاتفاقات التي عقبت القرارات، إذ أعلنت الخارجية الأمريكية، وبشكل رسمي الإثنين، إعفاء 8 دول وبشكل مؤقت، من بينها تركيا، من عقوبات واشنطن على صادرات النفط الإيرانية، التي دخلت حيز التنفيذ اليوم.

وخلال المؤتمر الصحفي المُشترك بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ووزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، قال الأول إن الهدف من العقوبات التي فرضنتها واشنطن هو تغيير سلوك القيادة الإيرانية في المنطقة، وأعلن أنه تم استثناء 8 دول بشكل مؤقت من العقوبات المتعلقة بصادرات النفط الإيرانية وهي: «تركيا، الصين، الهند، إيطاليا، كوريا الجنوبية، اليابان، تايوان، واليونان».

وأثارت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران، قلق تركيا المرتبطة بجارتها بعلاقات تجارية قوية، حيثُ تستورد تركيا النفط الايراني الخام وتعتمد عليه اعتماد شبه كلّي منذ سنوات.

وتعهّد مسؤولون أتراك مواصلة النشاط التجاري مع إيران رغم العقوبات، حيثُ يبلغ حجم التبادل التجاري السنوري بين تركيا وايران نحو 10 مليار دولار، حتى أن أردوغان عبّر عن أمله في رفعها إلى 30 مليار دولار، فضلاً عن أن إيران تُزوّد تركيا بنحو نصف وارداتها من النفط الخام، فيما يشكل السياح الإيرانيين أهمية متزايدة للسوق التركي.

وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان سابق لها، أن سلطاتها المعنية بالقرار تقوم بما ضروري لتركيا حتى لا تتأثر سلبيا بالعقوبات المقبلة.

وفي وقت شددت فيه الولايات المتحدة تصميمها على دفع ايران لتغيير سلوكها عبر وقف صادراتها النفطية بشكل تام، نجح مسعى الحكومة التركية للحصول عن استثناء أمريكي من هذا الحصار. وقال وزير خارجيته جاويش أوغلو، إن تركيا طالبت واشنطن باستثنائها من العقوبات على إيران، مضيفًا أنه رغم وجود بعض الخلافات بين تركيا وإيران في بعض المسائل، إلا أن إيران تعتبر بلدا جارا، وتركيا تزاول معها التجارة وتشتري منها النفط والغاز الطبيعي.

ولفت جاويش أوغلو إلى قول أردوغان عقب تصريحات نظيره الأمريكي دونالد ترامب: «تركيا تشتري الغاز الطبيعي من إيران وروسيا، وهي مضطرة للشراء منهما ما لم تنوع مصادر شراء الغاز الطبيعي».

وبيّن أن الولايات المتحدة تفرض عقوبات أحادية الجانب على إيران، وتعارض ذلك كل من اليابان وتركيا وآسيا وبلدان الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن العقوبات الأمريكية على إيران لم تأت بقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي

ولفت إلى أنهم أبلغوا الجانب الأمريكي بضرورة إجراء مشاورات مع بلدان المنطقة البلدان التي تزاول التجارة مع إيران بخصوص العقوبات على طهران؛ لأن قرارهم أحادي الجانب.

في سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، إن العقوبات الأمريكية الجديدة ترتد على واشنطن، لا على طهران، وتجعلها أكثر عزلة، مضيفًا عبر تويتر: «اليوم تحدت الولايات المتحدة أكبر محكمة فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى بمعاودة فرض عقوبات على إيران تستهدف المواطنين العاديين، لكن البلطجة الأمريكية تأتى بنتائج عكسية.. فالولايات المتحدة هى التى باتت معزولة وليس إيران».